حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
لا يمكن أن ننكر أن الحاضنة الشعبية للنظام السوري ظلت تصدّق وتجتر أكاذيبه وفبركاته وخزعبلاته الإعلامية المفضوحة حتى وقت قريب، كما لو أن مؤيدي النظام إما وضعوا على عيونهم «طماشات» أو أن النظام استطاع تخديرهم إعلامياً، بحيث كان يمرر خطابه الإعلامي والسياسي المفضوح على مسامعهم ونواظرهم وهم يبصمون له بالعشرة دون أي تشكيك أو اعتراض. وقد نجحت ماكينة الكذب الإعلامية الأسدية لفترة لا بأس بها في شيطنة المعارضين وتخوين أي صوت إعلامي معارض، وكان كل من يقول الحقيقة للسوريين هو إعلام مغرض بالنسبة للنظام ومؤيديه. لهذا درج مصطلح «القنوات المغرضة» وانتشر على نطاق واسع في أوساط المؤيدين وخاصة الحاضنة الشعبية للنظام بالساحل السوري. وقد صدق بعضهم رواية النظام عني شخصياً مثلاً عندما اتهمني بتخصيب اليورانيوم في بيتي بالسويداء، بوشهر السورية، ثم أصدر حكماً بالإعدام ضدي بحجة أنني حفرت نفقاً بطول خمسين كيلومتراً من مزرعتي في الجبل إلى بيتي في السويداء، لتمرير السلاح للإرهابيين. تصوروا أن مؤيدي الأسد (الدخيل على سوريا) صدّقوا هذه الرواية وصفـّقوا لحكم الإعدام الصادر بحقي بناء على هذه التهم الكوميدية. ولا ننسى أيضاً أن ماكينة النظام كانت تـُرعب المؤيدين وخاصة في مدينتي السويداء بضرورة تخويني شخصياً واتهامي بالعمالة لكل أجهزة المخابرات الصهيونية والإمبريالية. وكانت نسبة لا بأس بها من الموالين للأسد، وخاصة في السويداء تصفق للنظام وتشتمني وتشتم بقية المعارضين ليل نهار. وكان مجرد ذكر اسمي في أي منشور على مواقع التواصل التابعة للنظام سيجلب لي مئات الشتائم. لكن، وكما يقول المثل: مهما طال حبل الكذب فيبقى قصيراً، فها هو خطاب النظام الإعلامي والشعبي وقد انهار تماماً في أعين مؤيديه قبل معارضيه، ولم يعد أحد يقبضه أو يصدقه، بعدما أدرك المؤيدون أنهم تعرّضوا لأكبر خديعة إعلامية على مدى عشر سنوات وأكثر. وعندما كنا نقول لهم إن نظامكم يكذب حتى في درجات الحرارة كانوا يشتموننا بدل تصديقنا، لكنهم باتوا اليوم يعتذرون عن شتائمهم لنا، لا بل إن البعض بات يقول إن ما كانوا يسمونه بالإعلام المغرض كان أصدق بعشرات المرات في التعبير عن محنة السوريين وكارثتهم وأزماتهم من إعلام الكذب والعار الذي يديره ثلة من رقباء الأمن الأسدي الجهلة المرتزقة في ما كان يعرف سابقاً بـ«القصر الجمهوري» وبات اليوم مخدعاً ومرتعاً لغراميات بشار الأسد وغزواته النسائية. وكم شعرت بالنشوة عندما قرأت تعليقاً على الحلقة الأخيرة من برنامج الاتجاه المعاكس حول الانهيار المعيشي والاجتماعي في سوريا، وكان التعليق من قلب معاقل النظام في الساحل السوري المغتصب من عصابات بشار الأسد، حينما قال أحد الشباب وباسمه الصريح: «إن فيصل القاسم يعبر عن مأساتنا أفضل من ألف شريف شحادة» الذي دافع عن النظام في الحلقة الأخيرة عن سوريا. وفي الماضي، القريب، وبعد انتهاء حلقات برنامج الاتجاه المعاكس عن سوريا، كان مؤيدو النظام يشنون حملات وهجمات مسعورة على البرنامج ومقدّم البرنامج والضيف المعارض للنظام ويشبعوننا سباباً واتهامات وتكذيباً. مهما طال حبل الكذب فيبقى قصيراً، فها هو خطاب النظام الإعلامي والشعبي وقد انهار تماماً في أعين مؤيديه قبل معارضيه، ولم يعد أحد يصدقه، بعدما أدرك المؤيدون أنهم تعرّضوا لأكبر خديعة إعلامية على مدى عشر سنوات وأكثر أما في آخر حلقة فلم يتعرض البرنامج ولا مقدّمه ولا الضيف المعارض ماهر شرف الدين لأي انتقاد في أي من صفحات النظام، بل إن معظم المؤيدين شكروا مقدم البرنامج والضيف المعارض، بينما انهالوا بالشتائم على الضيف الذي دافع عن الطاغية السفاح ونظامه المجرم بطريقة نكرانية غير مسبوقة. لا بل إن الكثير منهم استخدم لغة قاسية جداً مع الضيف المؤيد للنظام الأسدي الفاشي ووصفوه أوصافاً مقذعة نترفع عن ذكرها هنا. ولو أحصينا المنشورات التي هاجمت شريف شحادة من قبل المؤيدين للنظام بمنشورات المعارضين، لوجدنا أن منشورات المؤيدين كانت أضعافاً مضاعفة، لا بل إن نبرتها كانت أشد وقعاً وأقسى بكثير من منشورات المعارضين الذين ربما فقدوا الحماس في الشتم والهجوم وقد تركوا المهمة، ويا لمفارقات الزمان المرة، للموالين. وقد كتب أحد رواد الفيسبوك على صفحته من قلب مدينة اللاذقية مخاطباً الضيف الذي دافع عن النظام: «فظيع هذا الاستحمار والاستهتار». شريف شحادة أصبحت عبئاً عمن تدافع عنهم لازم تتقاعد، بالكاد تتنفس واستيعابك صفر وأيضاً منفصل عن الواقع. شريف شحادة عليك الاعتذار من أهل الساحل خصوصاً ومن السوريين عموماً على هذه الأكاذيب التي لا تمثلك إلا أنت والذين تدافع عنهم». وفي منشور آخر يقول أحد الذين كانوا يؤيدون النظام حرفياً رداً على ما قاله شريف شحادة في حلقة الاتجاه المعاكس: «صحيح يا سيد شريف شحادة أننا جوعانين ومشردين وبردانين ونعيش العتمة ثلاث ساعات كهربا متقطعة كل 24 ساعة، ولكننا كنا وما زلنا نميّز بين الكاذب والصادق، وكأنك تعيش خارج سوريا ولا ترى معاناتنا غير الموصوفة». ولعل أجمل ما في هذا المنشور أن المؤيدين باتوا كما يقول صاحبه يميزون بين الإعلام الصادق والإعلام الكاذب، وهم صاروا يصنفون إعلام النظام كبؤرة للكذب والتلفيق والضحك على الذقون، أي أن النظام خسر المعركة الإعلامية والشعبية تماماً ولم يعد يصدقه حتى الذين كانوا يصفقون له. وأخيراً لا يسعناً إلا أن نوجه تحية حارة خالصة مخلصة إلى أهلنا المهمّشين المضطهدين المغلوبين على أمرهم أمام سفاح العصر «الدونجوان» أهلنا المحرومين من أبسط متطلبات العيش الكريم في الساحل السوري المنكوب معيشياً حيث أصبح «الدوش» والاغتسال حلم الملايين، بعدما قدموا فلذات أكبادهم وأرواح «ضناهم» وأغلى ما يملكون على مذبح عرش بشار الأسد الدخيل على سوريا. وأشكركم جزيل الشكر على تواصلكم من خلال مئات الرسائل التي وصلتني وأثنت على الحلقة الأخيرة من الاتجاه المعاكس. قلوبنا معكم ونشعر بمأساتكم ومعاناتكم ونحس بآلامكم وأنتم تكابدون وتصارعون من أجل البقاء تحت نير الاحتلال الأسدي الغاصب الغاشم الظالم الذي تفوق على الاحتلال الصهيوني بقهر الناس وتفنن بإذلالهم وإخضاعهم ونهب ونزع ممتلكاتهم وإفقارهم طيلة هذه العقود الطويلة المظلمة الكأداء واستغل اسم الطائفة وشبابها لارتكاب الفظائع والجرائم والإبادات بحق السوريين واستخدمكم كوقود في حروبه «الدونكيشوتية» العبثية ثم ترككم تموتون من البرد والجوع والفقر والقهر والإذلال وتغرقون في قراكم ومدنكم بالظلام الدامس. ونشكركم جزيل الشكر على ثقتكم بنا ونعدكم أننا سنبقى نعبـّر، بصدق وإخلاص ووفاء، وكما عهدتمونا سابقاً، عن محنتكم الرهيبة تحت ظل هذا النظام الفاشي الذي يحاول أن يغطي على سقوطه المدوي بالحديث عن الانتصارات الزائفة الجوفاء على المؤامرة الكونية، وهو أكبر المهزومين على كل الأصعدة. وفي الختام نسألكم: من هو المنتصر، بربكم، ومن هو المهزوم والساقط، على الأقل، إعلامياً وشعبياً، هو أم نحن؟