آخر الاخبار

وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج مقتل عبد الملك الحوثي كيف سيؤثر على الحوثيين وإيران؟ .. تقرير أمريكي يناقش التداعيات ويكشف عن الخليفه المحتمل منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن الصحفي المياحي من سجون مليشيا الحوثي ثلاث كاميرات سرية في واتساب.. تنقل عنك كل التفاصيل.. تعرّف عليها اسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم الغذاء والدواء تحذّر من شرب حليب الإبل الخام غير مبستر 3 محاولات حوثية لطباعة عملة ورقية.. تقرير الخبراء يكشف تفاصيل جديدة ولماذا لجأ الحوثيون لسك عملة معدنية؟ عدن.. توجيهات للرقابة والمحاسبة بمراجعة أعمال الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورفع النتائج بصورة عاجلة واشنطن تكشف تكلفة الذخائر المستخدمة ضد الحوثيين وقصة سلاح امريكي مفقود ساعدت ايران الحوثيين في تحويره للدفاع عن اسرائيل.. امريكا ترسل مدمرات وقاذفات وطائرات جديدة الى الشرق الأوسط

فلترحل قبل أن يكون الندب نشيدا للوطن
بقلم/ عبد الله زيد صلاح
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 18 مارس - آذار 2011 11:07 م

أنكر أنني لأول مرة أشعر وأنا أكتب مقالاً أو بحثاً بنفسية يصعب وصف تفاصيل مشاعرها وهواجسها، وذهنية تعاني من الشتات، فكلما اقتربت منها الفكرة غارت بعيداً .. هذه الحالة ليست وليدة موقف شخصي أو قضية تتعلق بشأن الكاتب أو ظروفه ..... إنها نتاج أزمة كبيرة تسود مساحة اليمن أرضاً وإنساناً، ومن ثم فشعور الإنسان اليمني وذهنيته في أي مكان لا يبعد كثيرا عن الشعور ذاته، بل يتضاعف عند من يدرك خطورة الوضع ، وآفاق الأزمة ... لقد جنحت الأزمة إلى مآزق خطير، من حيث اتساع خارطة فقد الثقة بين أطراف الصراع، ودخول أطراف جديدة إلى الساحة... وبروز خفافيش الظلام ممن لا تهمهم مصلحة الوطن بقدر ما تطغى عليهم لغة المصلحة الذاتية.

اليمن اليوم ليس في مفترق طرق فحسب، بل إن إحدى قدميه انزلقت إلى مربع العنف، ومن ثم ينبغي على العقلاء تدارك القدم الأخرى قبل أن تلحق بأختها وحينئذ (فلتبكي على اليمن البواكي)... ، وليعي الجميع أنه إذا كان سماع البكاء اليوم في إطار محدود، فإن الغد ـ لا قدر الله ـ سيكون نشيد الوطن كله هو العويل والندب.... ليس هذا من باب المبالغة، فالقوة الضاربة والممتدة في اليمن ليست المؤسسة العسكرية ـ وإن كانت تمتلك من العتاد الكثير ـ وإنما هي القبيلة ، والقبيلة كما عبثت في الماضي القريب بصنعاء 1948، وأعادتها إلى بيت طاعة ولي العهد، هي الكفيلة اليوم أو الغد لحسم الصراع أو ترجيح كفة على أخرى، وإن كنا نشاهد أن القبيلة في هذه اللحظة الحرجة ليست في توازن من هذا القبيل، أو بمعنى آخر ليست على قلب رجل واحد، فمنها من سيفه مع علي وقلبه مع شباب الثورة، ومنها من قلبه مع شباب الثورة لكن عينه على كرسي الحكم، ولذلك فهي مستعدة للتضحية بالقلب من أجل أن تقر عينها على مملكة جديدة يحلم بها بعض مشائخ القبيلة هنا أو هناك في تحالف لا يخفى على اللبيب.

القبيلة اليوم ممزقة في أمرها وقرارها، وإلى درجة أن الشيخ الأب مع الحاكم الأب ، والشيخ الابن مرتهن لطرف ما، والشيخ الأخ مع الثوار.... وهكذا تبدو القبيلة مرعبة، وتوحي بسوءة الوضع، ومن هنا يصبح من الوجوب العمل على استدعاء الحكمة وتغليب العقل بدلاً عن سيادة الجنون وغلبة العاطفة أو المصلحة وذلك كله من أجل شيء كبير اسمه اليمن.

ما نشاهده اليوم من سفك دماء .. هو نتيجة هذه اللعبة الملعونة التي تحرك القبيلة وتدفعها إلى زعزعة أمن البلاد وسلامة أبنائه ... هو نتاج تعصب كل طرف لرأيه، ورفض التنازل عن ذرة من مساحة قناعاته، وكأنه لو فعل هذا الصنيع لذهب إلى الجحيم، والحق أنه بتعصبه ورفضه للتقارب يوجب رحيله غير مأسوف عليه، فمصلحة الفرد أو الحزب أو الجماعة ليست أولى من مصلحة شعب كامل... ما ضر الرئيس لو قبل بمبادرة العلماء، أو عمل على تنحية العابثين من أسرته.. ومثل ذلك ما ضر المعارضة لو قبلت بمبادرة الشيخ أبو لحوم... حتى تخفف من حدة المقامرة بين الأطراف....

إن الوطن يتعرض لعبث كبير وهو ليس ملكاً لأبى أحد من هؤلاء المغامرين، الوطن أكبر من الجميع... نظاماً ومعارضة، الوطن هو ملك الشباب الذين يستقبلون رصاص الموت بصدور عارية، هو ليس ملكاً للجبناء الذين يقفون خلف جدار عازل لن يقيهم من حر جهنم، ... لماذا أيها المقامرون بالوطن تدعون هؤلاء الشباب فريسة لقبحكم وحقدكم، لماذا لا تنقذونهم من سفاكي الدماء....

إن أرواح الشباب التي تزهق في ساحات الحرية والتغيير ستظل تلاحق هؤلاء الجبناء في صحوهم ونومهم، وفي حياتهم ومماتهم... هي دماء زكية تروي الأرض من أجل أن تعشب بالعدل والتسامح والحب والطهر وسيادة القانون، وقبول الآخر... هي دماء ستظل رائحتها عبقاً يتعطر به كل شبر من أرض السعيدة.

إن النظام اليوم ... وبعد سفك دم الشباب غير مقبول مطلقاً... ورحيله هو الضمان الأوحد لأمن البلاد واستقراره وسلامة وحدته، لقد أوغر الصدور ولم يعد أحد يشعر بشيء من الحب نحوه ... وإن كانت له ثمة إيجابيات فقد "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض".... فلا مخرج له سوى الرحيل، تقديراً لدم الشهداء، وحتى لا يذكي جمر الحقد ولا يزيد من عدد النوادب....

ومثل ذلك نقول لأحزاب المعارضة... فالمؤشرات تقول : أنها أسوأ من النظام في تقدير الأمور، فقد كانوا بالأمس يستجدون أية مكرمة تأتي من النظام، وحين جاد بكثير منها .... أعرضوا، ليس انتقاماً من النظام فحسب، وإنما انتقاماً من الشباب الذين سبقوهم إلى الشارع وإلى هز أركان عرش النظام... وخرجوا عن طوع المعارضة، فأرادوا أن يضربوا النظام بالشباب.... لكي يركبوا على موجة من دماء الشهداء إلى القصر الجمهوري ... وأنى لهم ذلك، طالما وشباب الوعد واليقين في تربص لهم، ويعرفون زيفهم وهرائهم...

اليمن اليوم... لا يثق في النظام ولا في المعارضة، لأنهما عملا معا على إشعال الفتنة وتآمرا على دم الشباب ، اليمن اليوم يحترق، وحتى لا تتسع رقعة الاحتراق.. فليذهب النظام والمعارضة إلى الجحيم، ولتبقى ثورة الشباب حرة وفاعلة من أجل تحقيق حلم اليمن السعيد الموحد والمتحضر والمدني....

رسائل قصيرة:

إلى الرئيس المخلوع: في لحظة زمنية مسافتها فعل الماضي (كان) ... كنت رئيساً، وفي لحظة زمنية آنية مسافتها فعل الحاضر (الآن)... سفك بلاطجتك الدماء، فطغى اللون الأحمر على المسافة الأولى.... فلا مقام لك بعد اليوم.. ولن تجديك حالة الطوارئ نفعا.

إلى حميد الآحمر المغرور: لماذا كلما شعرنا بمجد ثورة الشباب... وآمل فاعليتها... تظهر كغراب البين... تنادي وتفرز حقدك ...وتفر بعيداً... فيأتي النظام بخيله ورجله لينتقم من الشباب....ما ضرك لو صمت دهراً ... ولتعلم علم اليقين أنه لا مكان لك في مستقبل يشكله الشباب بلغة الدم... لأن وعي الشباب يدرك فسادك وعبثك وبيعك وشرائك على حساب قوت البسطاء لعشرات السنين... ويعي كذلك .. أنك وجهة قبيح للقبيلة المتخلفة... وللنظام الدكتاتوري المستبد... فثورة الشباب غير مستعدة أن تداوي جرحها بالتي كانت هي الداء.