آخر الاخبار

واشنطن: قضينا على قيادات كبيرة من الحوثيين وضربنا مراكز اتصالات ومصانع أسلحة ومنشآت إنتاج الطائرات المسيرة انقلاب في قواعد اللعبة.. الحوثيون تحت مقصلة إيران وأمريكا حيث الإنسان يصنع مشروعا مستداما لطه ..الرجل المناضل بيد واحده ويغير حياته بكل تفاصيلها مكة: أكثر من 3 ملايين مسلم اجتمعوا في بيت الله الحرام ليلة 23 رمضان زعيم الحوثيين يعلن استعدادهم لدعم لبنان في مواجهة إسرائيل من هو منصور السعادي العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين الذي أُصيب بقصف أمريكي؟ خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية عاجل: صورة متداولة للغارات الأمريكية التي تعرضت لها العاصمة صنعاء قبل قليل والموقع المستهدف عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟ أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي

وعود النموذج الصومالي
بقلم/ د. عمر عبدالعزيز
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 11 يوماً
الأربعاء 10 يناير-كانون الثاني 2018 06:34 م

خلال العقود الثلاثة الماضية كانت الصومال تعتبر بمثابة النموذج الأكثر فداحة لمعنى الحرب الأهلية، ومتوالياتها السقيمة على كل اوجه الحياة ، وقد تتابعت الجهود الوطنية الصومالية منذ امد بعيد، بالترافق مع المبادرات الإقليمية والدولية، بحثا عن حلحلة الملف الصومالي، والوصول لاتفاقيات تلزم اطراف الصراع المحلي على الانخراط في العملية السياسية على قاعدة التنازلات الشجاعة، والتوافقات البناءة، لكن موتمرات نيروبي واديس وصنعاء وجيبوتي لم تسفر عن تحقيق تلك الآمال ، فجاء الجواب من الداخل ، وتحديدا من قبل الممسكين على جمرة الحقيقة على الارض ، وبهذا بدأت متوالية التصالح الوطني لتشمل عموم الطيف السياسي والمكونات الاجتماعية ، وصولا الى تحقيق سلسلة باهرة من المقدمات المؤشرة لمستقبل بناء .

خلال مخاظ العسر والتقلبات على جمر الظنى ، والادراك العميق بان حلول الخارج ليست سوى عامل مساعد، وان الحل والعقد يكمن في الداخل .. خلال تلك المرحلة توصلت الارادة الوطنية الصومالية الى الحقائق التالية نظريا وتطبيقيا :

التبادل السلمي للسلطة الرئاسية والبرلمانية والحكومية ، بحيث تحولت هذه السلطة من تجربة رمزية معنوية الى حقيقة موضوعية، حيث تبادل الرئاسة عديد الرؤساء خلال العقدين الماضيين، وبالمقبل تناوب في رئاسة الحكومة والبرلمان عشرات رؤساء الحكومة والبرلمان.

زيادة اللحمة الوطنية وتخطي الاصطفافات القبائلية، والبقاء عن حد الرمز الوحدوي الشامل للعلم الصومالي الأزرق ذو النجوم الخمسة، وبهذه المناسبة يجدر بالذكر ان ( جمهورية ارض الصومال ) التي اعلنت انفصالها في الشمال منذ اكثر من عقدين مازالت تأوي الصوماليين من مناطق الجنوب والوسط، ولا تفرق بينهم في الهوية الوطنية ، وتمنحهم كامل حقوق المواطنة الموازية لسكانها الاصليين ، بل ان نبرة الانفصال فيها تراجعت إلى حد كبير ، حتى ان الحكماء فيها ينظرون للنموذج الاتحادي الفدرالي كقيمة مستقبلية مؤكدة.

التنامي الواضح في النمو الشامل سمة يمكن ملاحظتها في العاصمة مقديشيو ومدن بوصاصو في الوسط، وهرجيسا في الشمال ، حتى ان بعض المنظمات الاحصائية الدولية اعتبرت مقديشيو واحدة من اكثر العواصم العربية الافريقية الواعدة بنمو كبير .

لاحظ المراقبون تراجع الهجرة الجماعية من البلاد، بالتوازي مع عودة اللاجئين والمستثمرين. ، بمن فيهم الكوادر التي تأهلت في بلدان اوروبا وامريكا وكندا خلال العقود الثلاثة الماضية للهجرة القسرية .

وبالر غم من هذه المقدمات والمؤشرات الايجابية مازال التحدي الأكبر ماثلا في مستويين:

يتعلق المستوى الأول في تنظيم الشباب المجاهد السلفي الذي يتحصن في القرى والمناطق النائية، ويجد حواضن مناسبة في الغابات والبراري ، ولا يخفي اعتقاده بان نظام الحكم الحالي يمثل طواغيت المال والسياسة المفارقين للملة ، علما بان هذا التنظيم خرج اساسا من رحم الدين السياسي للمحاكم الاسلامية ، لكنه رفض المحاكم بمجرد اختيار قياداتها للمسار السياسي السلمي كوسيلة للحل والعقد في عموم البلاد.

يتعلق المستوى الثاني باصرار بعض قيادات ( جمهورية ارض الصومال ) غير المعترف بها دوليا، على خيار الانفصال ، بالرغم من مرور ثلاثة عقود على إشهارها ، ربالرغم من التجربة العملية الوازنة للحضور الوطني الصومالي في عموم شمال الصومال وعاصمتها هرجيسا .

الصورة الماثلة في صومال اليوم تؤشر الى نضج سيكولوجي حقيقي عند فرقاء الداخل ، وادراك الثمن الباهض الذي تم دفعه جراء التقاتل العدمي وتدمير الدولة ، والذهاب بعيدا في خيار التوازن المنطقي ضمن دولة اتحادية فدرالية تحقق المواطنة والمشاركة ، والتخلي غير المأسوف عليه عن ثقافة الحرب الأهلية، رغما عن وجود ظلال باهتة لتك الثقافة هنا وهناك .

من المعلوم في تواريخ البشرية المرصودة ان الماضي السلبي لا يخبو او يتلاشى بين عشية وضحاها ، بل ينحسر تباعا بقوة دفع الجديد المتجدد.. هنالك حيث يتغير وعي الناس، تناسبا مع حياتهم الجديدة الخالية من القتل والرصاص والنهب والسلب، وهذا ما يمكن رؤيته بعين اليقين في الصومال الجديد الذي يخرج من أحشاء البؤس والظلام .

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صهيب المياحي
الحوثي: حرب الوهم
صهيب المياحي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالفتاح الحكيمي
هائل سعيد وعدن.. ألأبناء على درب المؤسس الأول
عبدالفتاح الحكيمي
كتابات
د. محمد جميحعلى من تضحكون؟!
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد