إسقاط ماكنة الزيف وآلة التظليل
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 6 أيام
الجمعة 02 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:36 م

مثل هؤلاء الحكام الذين يتساقطون اليوم تباعا على وقع هتافات الجموع الثائرة هم اشبه ببالونات منتفخة بهواء الزيف وغازات التضخيم الإعلامي الكاذب على مر سني حكمهم البائس الذي يصيّـر الجاهل عالما واللص شريفا والقاتل ضحية والثعلب اسدا ونخاس الأوطان حامي حماها ويخرج من ناب القاتل قبلة ومن بين مخالبه زنبقة بيضاء ،فنزع عنهم أدوات نفخ ماكنة الزيف الإعلامي اليومي من بين اصابع النفاق والتملق وهتك ستر التظليل القابع خلف ميكرفونات -المذيعين الخراف والاذاعات الخرافة - وصدور صحف ومقالات الجوقة ورنين خطب أئمة التظليل الرخيص ،كفيلاً بأن يفرغ هذه البالونات سريعا مما بها من هليوم أباطيل ماكنة إعلام العصر الحجري الصدئ نافخ الروح بأجساد ديناصورات منقرضة .

-أخطأت أحزاب اللقاء المشترك أو اصابت بتوقيعها على المبادرة الخليجية التي منحت بأحد بنودها القتلة واللصوص حصانة من أي مسائلة قانونية فلن نتوقف عند هذا الامر لأنه على ما يبدو ان عجلة المبادرة شرعت بالدوران الى الأمام رغما عن أنوفنا. ولما كانت الوزارات بما فيها السيادية مناصفة بين الطرفين المشترك والحاكم وفق هذه المبادرة فإن أحسنت احزاب المشترك اختيار الوزرات الهامة التي لها التأثير المعنوي والتوعوي وان كان قل عدد حصتها ،ومن هذه الوزارات وزارة الإعلام ومعها نضيف -التربية والأوقاف- فسوف تجعل من هذه الوزرات وخصوصا وزارة الإعلام لما لها من مفعول السحر وأدوات لتشكيل وعي الجماهير والرقي بثقافته الوعي الحقوقي بعد نزعها من يد الطرف الأخر الذي جعل منها وسيلة لإشاعة الاكاذيب وبث لغة التحريض وثقافة تزييف المفاسد ونهب الحقوق وقلب الحقائق ولـَيّ عنقها بأشكال فاضحة وجعلها اداة بيد فرد متسلط واسرة فاسدة وعصابة ناهبة لما فوق الثرى وتحته وستجعل منها احزاب المشترك كحصان طروادة للنفاذ الى معقل البغي ووكر الفساد ومن حينها فقط سوف تتـيـبس كل مفاصل الصنم وتدب كل دواب الحكم منساته ليخر بعدها طائحا على ارضه .

- سـوّق هذا الحاكم لنفسه ولأسرته وانسابه وأصهاره ومن لف حوله من العصبة النفعية واحاط حوله هالة من الزيف الإعلامي الخادع ليبني مجده الشخصي الموهوم وجعل -الدولة هو وهو الدولة- ومسخ مؤسساتها وقضى على طابور طويل من الشرفاء النجباء بالقتل والاقصاء وبطش بشركاء الوحدة واستعمر الجنوب بمسمى وحدوي فاسد ومزق الأوصال الاجتماعية كل ممزق وافسد كل القيم وعبث او كاد بأخلاقيات الجميع، كل هذا الكم الهائل وغيره من البلاء والبلايا لم يكن ليتحقق لهذا الحاكم وعصبته لولا وسائل الإعلام التي قبض بناصيتها منذ عقود وجعل منها خازوق يثقب به جسد الماضي والحاضر والمستقبل. وعليه فإبطال كل هذا الباطل لإحقاق الحق محله لن يتأتى إلا إذا ما سُـحبت هذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة من بين يديه للتسريع بنهاية حقبة زمنية سوداء هي اصلا تطوى في هزيع ليلها الأخير، كنهاية لمرحلة إبطال الباطل ايذاناً بمرحلة إحقاق الحق ..

- حكمة:( الذي لا رأي له ، رأسه كمقبض الباب يستطيع أن يديره كل من يشاء)...