ضربة أمريكية تسحق قيادات حوثية بارزة والمليشيات تتكم غروندبرغ في سلطنة عمان يناقش الحوثيين ومسقط عن الأزمة الاقتصادية في اليمن ويطالب وفد المليشيا بالتنفيذ الفوري بغير شروط لأحد مطالبه الحوثيون يعلنون استهداف أهدافا أمريكية حساسه وواشنطن تلتزم الصمت حتى اللحظة معارك ترامب القادمة في المنطقة كيف سيتم ادارتها وتوجيهها .. السياسة الخارجية الأمريكية في رئاسة ترامب الثانية عن مستقبل حماس في الدوحة.. قراءة في وساطة قطر في المفاوضات وموقفها من المقاومة وفد من مكتب المبعوث الأممي يصل جنوب اليمن ويلتقي بمكتب وزير الدفاع عضو مجلس القيادة يبحث مع ولي العهد الاردني الملفات المشتركة بين البلدين ورشة تدريبية حول مفاهيم العدالة الانتقالية بحافظة مأرب أول المستفيدين من فوز ترامب.. بيتكوين تقفز إلى نحو 90 ألف دولار اليمن يستعد لخليجي26 بمباراتين في قطر بقائمة تضم 28 لاعباً ''الأسماء''
قبل إقرار الحصانة , كان بودي إسداء نصيحة أخيرة للمشمولين بها , صالح ومعاونيه , غير أني خشيت أن تحسب على الإصلاح , أو تعد محاولة للتنصل.
رؤيتي للأمر شخصية بالطبع , ودوافعي إنسانية محضةٌ , التعاطف ليس من بينها بالتأكيد , كان يليق برجل حكم 33 سنه أن يتحمل مسئوليته حتى النهاية , أن يخرج من الحكم كمسئول , لا كمشمول بضمانات .
وددت أن لا يطلبها لنفسه أو سواه , ووددت أكثر لو أقنعته بالعدول , وأبنت له أنها خطة خسف ومطلب هوان , وأنها بحسب ما أراه عليه لا له , وأنها أقوى ما يرديه مما أراده في المبادرة وأليتها التنفيذية , هي الفأس الأخيرة التي يشج بهار أسه ورؤوس من معه , هي مادة النهاية وما سواها من مواد مجرد تفاصيل هامشية , لا تمد مركبه الغارق بحبل نجاة .
كان بودي أن أفعل ذلك مجازفاً , بوضع المشترك وشركاؤه في دائرة الشك , فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات , إذ تبدو لي ضربة معلمين كبار , قاضية وحاسمة فيها من السحر ما يلتبس على النظرات العابرة وما يختلط على الفهوم القاصرة .
طلب ضمانات بعدم الملاحقة ليس إمتيازاً ولا دليل قوة , هي لحظة ضعف ويأس , نهاية فاجعة , وإعلان عن إنسداد الأفق تماما , رجاء بائس أخير , لرجلٍ يحاول بإعياء ترتيب أوضاعه في الهاوية .
أن تعيش بضمانة , أمرٌ قاسٍ ومرير , من الصعب أن تقبل به ناهيك عن أن تطلبه , العقوبة مسألة إنسانية تتعلق بالكرامة والحرية والمسئولية , أنت إما بريء أو مدان , الأنسان الحر لا يتحمل العيش متهماً يلاحقه العار , لا يتحمل البقاء موصوما في أعين الناس مثقلاً بخطاياه , مسكوناً بعقدة الذنب .
هي صفقة يشتري فيها الجناة أماناً مستحيلاً , يصعب عليهم طلبه من أنفسهم , يدركون أن المانح وكيلاً صورياً , لا تتحقق فيه الصفة , وأنه يمنحهم مضطراً الأمان , كي يرفع شبح الخوف عن وطن , وأن الضمانة إدانة , لا يطلبها إلا الخائفون .
يريد الجاني أن يأمن بأي طريقٍ كان , ويعرف أن ليس بمقدوره التعامل مع أصحاب الحق , المهم أن يجد من هو مستعدٌ لمواجهة الضحايا وتحمل اللوم والتبعات بحيث تصير تلك مشكلته.
يطلب الجاني الأمن مقابل تنازله عن بقايا شروره , وكفه عن إقتراف المزيد من الآثام , مقابل تخليه عن السلطة وقد صيرها أداة قتل وإجرام .
يعلم الجناة أن ليس بمقدورهم طلب الغفران لأنهم لا يستحقونه , وأن خروجهم على هذا النحو هو المتاح الوحيد رغم ما فيه من إهانة وإذلال .
هو الحكم الفاسد الذي إعتاش على الفساد يحتاج لكي يغادر صفقه فاسدة , كي يحيا بضمان ويالها من حياة.
لكأن الحاكم يستبطن تاريخه الآثم في هذا الطلب , هو الذي عامل مواطنيه ومعارضيه وخصومه كطرائد , لا حقهم بكل وسيلة ,هو الذي كان يمنحهم الجرم والعفو , ويبقيهم على فائض أخلاقه ومكرماته الزائفة , يستبطن هنا ضحاياه , يطلب الحصانة من نفسه .
لا يمكن أن يعود المجرم مواطناً بضمانة , يستحيل أن يصير كائناً طبيعياً , الحصانة سجن , بل أكثر من ذلك , إهدارٌ لإنسانية الإنسان , لا يمكن معها أن يبقى حراً مصاناً كامل الأ هلية .
وأن تكون لمعاونيه معه , كرمٌ قاتل يعمم الوصمة , ويثقل عليهم بأكثر مما يخفف , بدا واضحاً ضيق عديدين منها , كان الكل يحاول التبرؤ منها على نحو يبعث على الإشفاق , قالوا أنها مطلب ٌ شقيق , وذهب الصوفي أحمد بعقله الذاهب إلى أنها مطلب اللواء علي محسن في محاولة بائسة لتقديم آخر خدماته المفضوحة في المشهد الجنائزي الغارب .
هذه وجهة نظر لا تهدف لتبرير أي موقف , ولا تتعمد تسويغ الأمر كفعل سياسي يستدعي النظر من زوايا مختلفة أكثر عمقاً و أتساعاً , إن العدالة تتحقق بوسائل عديدة قد يكون من بينها أن تلاحق بطلبك ضمانات بعدم الملاحقة .
* إجهاشة وطن
أستاذ محمد باسندوه دموعك تبلل القلب , تبلل الكلمات .
إعتدنا صورة نمطية لرجل الدولة والسياسي والقائد الحزبي طابعها الصرامة والجدية, وأعتدنا مسؤولين يبكوننا ولا يبكون , يطالعوننا بوجوه جهمة كابية متغضنة من المكابدة والسهر على الشأن العام , يخطبون بلغة منتقاة بعناية , يقولون كلاماً كثيراً قليلاً ما يعبر عن أرواحهم وعنا .
إجهاشتك بالبكاء أيها الرجل الكبير , إرتعاشة رجلٍ وطني كبير مشفقٍ على بلدٍ مختنق بأدخنة الحرائق , دموعك هناك هي البراءة والصدق , حديث الروح المنسحبة من المشهد الضاج بالمكائد والخدائع الصغيرة , هناك حيث نمثل وننوب عن هذا وذاك , وقليلٌ ما يمثل المرء روحه وإنسانيته وأشواقه وأشجانه , دموعك هناك , تفسح المجال لكي تعاود البراءة الحضور , دموعك أستاذ محمد فاتحة زمن إنساني جديد وشفيف .