آخر الاخبار

الجوف..رد حازم من قوات الشرعية على محاولة تسلل فاشلة للمليشيات وهذا ما تركته الاخيرة ورائها مخابرات الحوثي تعتقل مسؤولاً تربوياً وتقتاده الى جهة مجهولة بينهم نحو 40 صحفيًا وكاتبًا.. منظمة تتحدث عن موجة اعتقالات حوثية عشوائية تستهدف المدنيين في مناطق الميليشيات المليشيات تدشن حملات تجنيد إجبارية للطلاب والكادر التربوي في صنعاء دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا

العميد القشيبي والقائد احمد شاه مسعود
بقلم/ عبدالوهاب العمراني
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 24 يوماً
السبت 12 يوليو-تموز 2014 06:24 م

بؤر التوتر في عالمنا العربي وحتى الإسلامي بل وكل بلدان العالم الثلث متشابهة في بعض تفاصيلها وبداهة مختلفة أيضا في تفاصيل أخرى  ، بين اليمن وأفغانستان عوامل شبه وتباين ، مفارقات ومقاربات كلا البلدين كانا ضحية لعبة الأمم وصراع الحرب الباردة منذ الستينيات في اليمن والسبعينيات في أفغانستان عندما انقلب الأمير محمد دواد خان ابن عم ظاهر شاه آخر ملوك الأفغان ليبدأ ماسمى بالعصر ( الجمهوري) في هذا البلد التقليدي ومن يومها بداء مسلسل تدخل السوفيت تدريجيا الى حدثت عملية الغزو الشهيرة والتي اربكت موازين القوى في العلاقات الدولية نهاية السبعينيات ، ليدخل هذا البلد القاري شمال القارة الهندية في دوامة الصراعات الداخلية والإقليمية والدولية انتهي بتدخل طرف ثالث لم يكن في الحسبان هم (الطلبة) وجمعها (طالبان) بالاوردو ولغة الباشتون (الفارسية) ، كانت طالبان متأثرة بالفكر السلفي ونتاج مدارس ومعاهد دينية فرخت جماعات قوية استطاعت إزاحة كل المتخاصمين في الصراع على السلطة لتفرض سيطرتها بل وبسط الأمن في فترة قصيرة ، ولولا أحداث 11 سبتمبر التي اغتيل احمد شاه قبلها ب48 ساعة أي في 9 سبتمبر من ذلك العام 2001 ولولا تدخل الإدارة الأمريكية لاستمرت في حكمها لهذا البلد ولكانت مألات الأحداث فيه قد دخلت منحى اخر مختلف تماما على ماهو عليه هذا البلد اليوم.

 عشية تفجيرات سبتمبر اغتيل احمد شاه مسعود في ظروف غامضة ولكنه كان ضد التدخل الخارجي تماما مثل مايحدث في اليمن في الآونة الأخيرة من اغتيال القائد العسكري القشيبي في ظروف غامضة ايضا وفي التاسع من الشهر الجاري والفرق بينهما ثلاثة عشر عاما وهو رقم التشاؤم لدى بعض الأمم ، لهذا يخشى ان حادثة مصرع القشيبي ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير وسيكون لها مابعدها تماما كما آلت الاحداث في أفغانستان غد ا ة مصرع القائد شاه مسعود .

 العميد القشيبي من رجالات الدولة اليمنية ويفترض انه كان يحضى بحماية طالما انه يقود معارك مع القوات الحكومية الرسمية وجماعات مارقة حسب تعريف القاموس السياسي اليوم ، بغض النظر عن مدى ضعف هذه الدولة ودورها المفترض ، تعتبر الجهة التي اتهمت بقتل القشيبي انه شوكة في خاصرة هذه القوة الصاعدة في يمن ضعيف وسلطة مركزية تتهاوي يوما بعد يوما تماما كما حدث ويحدث في افغستان اليوم ، احمد شاه مسعود تدرج في المناصب العسكرية ف في أوائل التسعينات من القرن العشرين. أصبح وزيراً للدفاع ثم نائباً للرئيس تحت رئاسة برهان الدين رباني. وبعد انهيار حكومة رباني واستيلاء طالبان على الحكم في كابول، أصبح مسعود القائد العسكري لتحالف الشمال كلا الشخصيتين احمد شاه مسعود وحميد القشيبي خرجا من رحم المؤسسة العسكرية رجال اقويا في دول ضعيفة وسلطات رخوة أفسحت المجال للقوى الإسلامية والتي تطمح للسلطة ان تجد لها موقع قدم ، تداخل قضايا اليمن الاجتماعية القبلية والسياسية والاعتبارات الإقليمية والدولية ببعضها افرز حالة من الواقع المسخ المتأرجح بين الا مل والألم ، قوى تقليدي تتصارع ولهذا  اشبه (حكمت يار) وبرهان الدين رباني وعبدالرسول سياف بالشيخ الزنداني والشيخ الأحمر وعلي محسن .  وبغض النظر عن هوية كلا الرجلين في اليمن وبلاد الأفغان وعن اتجاههم ومواقفهم في بعض التفاصيل الا ان مألات مواقفهما واحدة وهي غيابهم القسري والتصفية من قبل خصومهم ، وفي كلا البلدين ايضا لازال البلدان يرزحان تحت التأثيرات القبلية والافتخار بالقيم الإسلامية حيث قال شاعر القارة الهندية محمد اقبال اذا بقى عرق للإسلام في العالم هو في جبال أفغانستان بينما اليمن في تراث الإسلام جملة من الأحاديث والمقولات التي تعكس اهمية وتاريخ وقيم هذا البلد العريق والمعتز بدينة وكونه منبع العروبة ، ولكن لسؤ طالع هذا الشعب انه ضاع وتاه الوطن في خضم الإطماع والصراع على السلطة ولاسيما في العقود الأخيرة. وغدا البلدين ضحية للعبة الشطرنج لقوى إقليمية نافذة هما ايران والسعودية ومن ورائهما قوى كبر متربصة ..اللافت ان في تاريخ اليمن السياسي الحديث ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين ومنذ 48 وحتى اليوم جرت سلسلة من الاغتيالات لرموز سياسية كبيرة لم يجرى التحقيق فيها وان جرى تقيد ضد مجهول ، وتجري الأيام لتمحو من الذاكرة دور تلك القيادات المغدورة ، لان ماحصل في افغانستان تغيير شامل في شكل الدولة وجوهرها في حين ان اليمن لم يحدث ذلك التغيير فلا زالت تلك القوى الفارق الوحيد انها كانت متحالفة بالامس ومختلفة اليوم !

في أفغانستان لم تنسى القيادة الحالية القائد شاه مسعود بل واعتبرته بطلا قوميا ، اختلاط الأوراق وتداخل الأحداث والمواقف ، تجعل المراقب في كلا البلدين في حيرة من أمره لدرجة ان البعض لم يعد يدرك من ضد من؟!

أما أوجه الاختلاف فهي ايضا متعددة فمثلا يحدث في العقود الأخيرة حدث في افغانتان تغيير جذري وتبدلت بالتالي النخب الحاكمة في حين لم يحدث ذلك في اليمن فلا زالت نفس النخب الحاكمة في اليمن منذ اكثر من نصف قرن ، الأمر الاخر ان الصراع في أفغانستان سياسي قبلي أكثر مما هو طائفي واليوم القوة الكبرى المهددة لنظام الحكم الحالي هي تصنف مذهبيا بفئة مغايرة لتركيبة الصراع في اليمن ، التي يتصدرها اليوم فئة تصنف بشكل مغاير لتلك القوة العقائدية في افغانستان.