حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
المتفلتون ، المقهورون ، المنبوذون ، الحائرون ، المنسيون ... ، في الجماعةِ ، وفي التنظيمِ ، هُمْ رجالٔ يقضون يومَهم قلقا ، ويمسون ليلَهم أرقا ، يعانون أصعبَ معاملةٍ مِن إخوانهم ، ويعيشون أقسى منزلةٍ مع قيادتهم ، بلا ذنبٍ ولا معصية ، ولا تهمةٍ ولا خيانة . فقط أنَّهم أظهروا صدقاً وبينوا حقاً ، فأصبحوا على سورِ ( أعراف ) التنظيم حيارى يعانون ، بين لزومِهم مدارَ الحقِ ، وبين تجنبِهم تيارَ التزلفِ .
- ما بين نزغاتِ مردةِ شياطين الجِن لهم بالتمرد ، وبين لمزاتِ قيادات شياطين الإنس عليهم بالمعصية .
- مابين تقييم المسؤولِ لهم بالنتوءِ والعصيان والشبهات ، وبين قيامهم بحقِ النصح الخاص ، ومطالبتهم بحق الاصغاء العام ، وتوضيح الملابسات والمشتبهات .
- مابين مشاهدتهم لواقع التسلقِ لأعلى المراتبِ ، وتعدد الرواتب ، وبين اهمالِ وضعهم ، ونكرانِ وجودهم ، ونسيانِ ذكرهم ، وطمسِ ذكراهم ، فما مِن دعوةٍ لهم للفعاليات ، ولا دعاء لهم في الخلواتِ ، وليس لهم حظٌ في التثقيفِ والتأهيلِ وبرامجِ الدورات ، ولا اسم لهم في تنظيم اللقاءات ، ولا يتفقدهم أحدٌ بالزيارة والطاعة ، ولا بالعون والمساعدة ، ولا يتواصل معهم أخٌ بالمستجداتِ والمقررات .
- ما بين تربيتهم على عظمةِ الفكرةِ وسمو الرسالة ، وثباتِ الموقفِ واصطفاء الصف ، وصدقِ التجردِ وتميز العمل . وما بين معايشتِهم لتذبذبِ القرار ومداهنةِ الموقف ، واستغلال الوضع وتسلقِ المراتب ، والرضى بالدنيا والتثاقل للأرض ، وقطع الجذور وبتر الانتماء .
- ما بين وهن اعتذار القرني وانحدار المغامسي ، وركون الزنداني ونكران اليدومي ، وما بين همة البنا وسمو قطب ، وثبات مرسي واعتزاز ياسين .
- ما بين حلم " الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا " ، وما بين واقع " الحياة مطلبنا ، وقارون أسوتنا والحوار برنامجنا ، والحياد موقفنا ، والاسترزاق أرقى مراتبنا " .
هذا وكثيرٌ من أشباهِهِ من المفارقاتِ العقليةِ ، والتباينات القلبيةِ ، والمدافعات النفسيةِ ، ليس أمرا شخصيا أعانيه فحسب ، وإنَّما هو أمرٌ عامٌ ، نطقَ به لسانُ حالِ عددٍ غير قليلٍ من الأعضاء ، ممن عاينوا تشبعَ قياداتٍ سياسيةٍ بزهرة الحياة ، وتخمةَ رموز تنظيميةٍ بمتاعِ الدنيا ، وكيفَ تَسلقَ البعضُ سلمَ الهيكلةِ قفزا ! . وكلُ هؤلاء يتسآلون !! لماذا تمَ ركنُهم على رفِ الكمالياتِ الزائدةِ عن الحاجة ؟ ، ولماذا تم قهرهُم كبضاعة مزجاةٍ لا فائدة منها ؟ ، ولماذا تم اهمالُهم كسقطِ متاعٍ لا يؤبهُ له . أكانَ.ذلك بسبب صراحتِهم الزائدة ووضوحهم الفائق ؟ ، أم لكونهم لا يفقهون لغةَ هزِ الرأسِ ، ولا يتقنون لعبةَ البيضةِ والحجرِ ، والطاسةِ والكأسِ ؟ ، أم أنَّ أكبرَ ما يؤخذُ عليهِم أنَّهم يريدون أن يكونوا لأعصابِ الأمةِ المشدودةِ ، مرهمَ ( أبو فأس ) .
إنَّ هؤلاء الإخوانَ ، ممن ختمتم عليهم بختم "Exp" ، لعلهم أخلصُ القلوبِ وأصدقُ العقولِ وأزكى الأنفسِ ، فهم موفون بالعهدِ ، مخلصون للرسالة ، ملتزمون بالجماعة ، دون تأثرٍ برنين اسم قيادي سياسي ، ولا بسطوعِ نجم مسؤولٍ تنظيمي ، ولا بشهرةِ مثقفٍ أو عَالِم بشري . وكأنَّ لسانَ حالِهم ، ومنطوقَ قلوبِهم ، وفحوى عقولِهم ، ليقولُ " واللهِ ، لولا القناعةُ بسمو الرسالةِ والثقةُ بمنهجِ الجماعةِ ، ما لزمنا الدارَ ساعةً ، وفيه بشرٌ من تلكم البضاعةِ المزجاة " .
وأمامَ كلِ هذا ، وجَبَ التوقفُ عند هذه القضيةِ الهامةِ ، ومنحها عنايةً كبرى وآولويةً عظمى ، تدقيقا وتمحيصا ، وفهما وإخلاصا ، بما يحقق لها مخارجَ ناجحةً ، وعلاجاتٍ ناجعة . فإنَّ الأخَ هو رأسُ مالِ الجماعةِ ، الذي يجبُ تنميتُه والعنايةُ به ، مهما كانَ وضعُ تدهورِه ، وحالةُ تفلتِه ، وحجةُ مقالِه وفعلِه . ومن هنا ، يجبُ على سكانِ البروجِ الركوعُ قليلا نحو لبنةِ إخوانِهم ، رحمةً وحنانا ، وحبا وإخاء ، واهتماما وتفقدا ، وإصغاء وإنصاتا ، وصبرا وتحملا ، وتوضيحا وتبيينا ... ، فذلك خيرٌ حكمةً وأفضلُ تعبدا من القرفصاء مطولا عند ثرى من لا يريدُ بهم خيرا ولا إحسانا ، ولا يتمنى لهم سِلما ولا أمانا .