السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة تحركات يمنية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتكليف بوضع خطة التعافي إسقاط مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 شمال اليمن بايدن يتوعد بعد فوز ترامب : سأنفذ قَسَمي مأرب.. مؤسسة وطن تسير قافلة غذائية للمقاتلين في الجبهات دولة أوروبية تمنع رسو سفينتي أسلحة لإسرائيل قادمتين من نيويورك الأمريكية فيديو: شاهد ما حدث لمشجعين اسرائيليين في هولندا أثاروا الشغب ومزقوا أعلام فلسطين
يعتبر الكثير من السياسيين أن العمل السياسي بوضعه الحالي في اليمن تحول إلى مشكلة من خلال عدم وجود أدوات سياسية مؤسسية ومدنية حقيقية قادرة على تحويل تطلعات الجماهير إلى برامج وأهداف تتحقق على أرض الواقع وتساهم في عملية التحول والبناء.
فالأحزاب السياسية, كما يرى هؤلاء, عجزت خلال العقود الماضية عن إنجاز عملية التحول من خلال العملية السياسية التقليدية لأسباب كثيرة تكمن في ذاتها وفي شكل الدولة القائمة فكان أن تحولت هذه الأحزاب إلى عقبة أو مشكلة حقيقية في طريق التغيير والتحرر من الاستبداد وبالتالي ظل الجميع يبحث عن الحلول فالأحزاب تبحث عنها بطريقتها والشعب يبحث بطريقته.
الحلول السياسية التي تنتجها الأحزاب ظلت تكرر وتعيد نفسها حتى وهي في زمن الثورة بينما الحلول التي أنتجتها الإرادة الشعبية كانت مختلفة تماما وثبت تأثيرها وقوة فعلها في الواقع.
إذن أليست الأحزاب جزءًا من الثورة الشعبية؟! وإذا ما افترضنا أن شبابها هم الأكثرية في الساحات فهل يمنحها ذلك السيطرة على الثورة أو الادعاء بامتلاكها؟ إن محاولة ترسيخ مفهوم التملك سيعني في نهاية المطاف أن الثورة أنتجت نفس الصنم الذي سبق لها أن هدمته أو أطاحت به.
منذ انطلاق الثورة برزت لدى الأحزاب مخاوف عدة لاسيما بعد رفع شعار "لا حزبية ولا أحزاب الثورة ثورة شباب", ومن هنا أصبحت الثورة في نظر أحزاب المعارضة ليست خطرا على الحزب أو النظام الحاكم فحسب وإنما عليها أيضا وبالتالي سعت إلى حماية نفسها بوسائل وطرق شتى فأضحت الثورة وما يولد فيها من فعل إبداعي أو ثوري أو وطني متقدم هدفا من أهدافها إن لم يمر هذا (الفعل) عبرها أو يحسب لها وهي هنا إما أنها تبحث عن دور... أو تنتابها مخاوف من ميلاد قوى ثورية ومدنية جديدة تخشى أن يؤثر طرحها المتحرر والمنفتح على حضورها مستقبلا، وهذا في تقديري ما أوصل الثورة الشبابية وقبلها ثورة الحراك الجنوبي إلى ما وصلت إليه!!
لا يعبر الشعار المذكور آنفا إلا عن حالة نزق غير مدروسة ذلك لأن الأحزاب السياسية المعارضة وفي المقدمة "المشترك" جزء أصيل من الفعل الثوري ولها إسهاماتها فيه.
والثورة بما أنها جاءت من أجل تحقيق تطلعات الجماهير في الدولة المدنية التي تؤمن بالتعددية الحزبية والسياسية فذلك يمنع على الثوار نفي الأحزاب كما يحرم على الأحزاب وضع يدها على الثورة أو البسط على أي فعل شعبي أو جماهيري أو إنتاج فكري مستقل ومتحرر ولا ضير إن هي أرادت أن تتبناه أو تساهم فيه باعتبارها جزءًا منه وهذا بحد ذاته يعزز من قيمة الأحزاب ودورها في بناء المجتمع المدني الذي لا مجال فيه للعصبية ونزعات التملك والإقصاء.
اللافت أن هناك استقطاب نشط في الضفة الأخرى فمن حق الأحزاب أن تسعى لذلك لرفد هيئاتها ودوائرها المتخصصة بعناصر تراها جديرة لكن في الجانب الأخر من حق هذه العناصر أن تحتفظ باستقلاليتها واعتقد أنه من الواجب على الأحزاب احترام هذا الموقف والسعي إلى دعمه وتعزيزه من أجل إيجاد مجتمع متعدد ومتنوع تجد فيه القوى المدنية والمستقلة مكانا لها عبر الأشكال والمؤسسات المدنية المستقلة التي ينبغي أن تمارس دورها بعيدا عن الوصاية والتبعية لتكون قادرة على إنتاج الحلول والمشروعات التي تساهم في دفع عجلة التغيير إلى الأمام وممارسة الرقابة والضغط والنقد على الأداء العام للدولة في جو من الشفافية والحرية ولا يمنع أن تكون هناك علاقة بين جميع هذه الأطراف بما يخدم الصالح العام مع احترام موقف الآخر وحريته واختياره.
الكثير من الشباب ممن يرون في العملية السياسية القائمة مشكلة أو أن الأحزاب قد صارت مشكلة بحد ذاتها فهذا لا يعني أنهم سيحلون محلها أو سيعملون على إقصاءها فهذا مستحيل وغير وارد ولكنهم يتطلعون كما أفهم إلى المساهمة في الضغط على المؤسسات المدنية وفي مقدمتها الأحزاب من أجل إصلاح أوضاعها والانتقال بعملها ونشاطها من الدائرة الضيقة التي تلبي مصالح أعضاءها وتساهم في إنتاج أفعال مختلفة لحماية هذه المصالح إلى فضاء مؤسسي متقدم ومفتوح يؤمن بأن الحقيقة ملك الناس وليست قسرا عليها ويستوعب كل التطلعات والأفعال الوطنية من داخلها وخارجها.
لقد نٌصح أحد الزملاء المتخصصين بالأوامر في نقد وقدح قادة المعارضة والحراك الجنوبي عبر الصحافة ذات يوم من قبل زميل له بنصيحة مفادها أن "المستقبل حتما سيكون للجميع وسيشارك في بنائه الجميع في المعارضة والحراك والشخصيات الوطنية والمستقلة والكفاءات المخلصة في السلطة فلا داعي للسباب والشتم والتخوين الذي يضر أكثر مما ينفع", وبينما كان هذا الزميل يتصدى لكل فعل غير سوي وغير مهني ومنطقي منطلقًا من قناعته بالنصيحة أعلاه ذهب القادح والساخط يحيك التهم والمؤامرات ضد زميله الذي فقد وظيفته بسببها ولم تمضي سوى أربعة أشهر إلا وتنطلق الثورة التي أكاد أجزم أنها ستعيد ترتيب المشهد بما يتوافق مع نصيحة زميلنا المذكور الذي كان وما يزال يؤمن بأن المستقبل للجميع سواء في الشمال أو الجنوب مع عودة الحق لأصحابه دون نقصان بما يخدم عملية التحول والاستقرار داخليا وفي المنطقة.
وأخيرًا على قوى الضغط أن تواصل عملها وضغطها باتجاه إنجاز فعل ثوري ووطني وسياسي جديد ينطلق من (روح المبادرة) من شأنه أن يحمي البلاد ويصون الممتلكات ويوقف نزيف الدم في أبين وغيرها من المحافظات ويضع حدا للعبة القاعدة التي ملها الناس وما تزال بعض القوى تستهوي اللعب بها لإغراق البلاد في أتون الفوضى لا سيما عدن ومدن الجنوب الأخرى.
b.shabi10@gmail.com