توكل كرمان في مؤتمر ميونخ: دول الغرب تحالفت مع الثورات المضادة وباركت الإنقلابات والمؤمرات ضد دول الربيع بهدف تدمير المنطقة.
وفاة موظف أممي في سجون الحوثي تُثير تساؤلات حول مصير العشرات
عاجل: شركة الربع الخالي تعاود أعمال تأهيل خط العبر الدولي الرابط بين اليمن والسعودية
عاجل :المظاهرات الغاضبة تجتاح محافظة عدن والمجلس الانتقالي يغرق شوارع واحياء مدينة عدن بالأطقم المسلحة والمدرعات ويهدد بإعتقال المحتجين
عدن : وقفة إحتجاجية للنقابة العامة للنقل والمواصلات رفضًا للقرارات الصادرة بحقها وممارسات استهداف حقوقها
عدن : نائب وزير التربية يلتقي المديرة القطرية للمجلس النرويجي لمناقشة سبل التعاون المشترك
شرطة مأرب تدشن دوري الشهيد عبدالغني شعلان ورفاقه الأبطال
انطلاق بطولة الوفاء لمأرب الرياضية بمشاركة 12فريقا للمحافظات غير المحررة.
تقرير من جبهات مأرب.. احباط هجمات ومحاولات تسلل حوثية وقوات الجيش ترد على مصادر النيران وتلحق بالمليشيات خسائر في الأرواح والعتاد
عدن: وكيل وزارة المالية يحمل وزارة الخدمة المدنية مسؤولية تأخير صرف مرتبات الموظفين النازحين
جرت العادة أن يطلق الأدب في اللغة العربية على الكلام المنظوم والمنثور على أساليب العرب، سواء كان موافقا للفضائل أو خارجًا عنها، فهناك من كتب الأدب العربي مثلا ما احتوى على مضامين خادشة للحياء، لذلك ظهر مصطلح الأدب الإسلامي الذي يهذب قريحة الأدباء ويضبطها بميزان الفضيلة، وهذا هو الأدب العربي الذي أتناوله في هذا المقام، الأدب العربي الهادف البناء.
للأدب العربي تأثير بالغ على صياغة الشخصية وبنائها وتربيتها وتهذيبها وغرس الفضائل فيها، وأبرز مظاهر تأثير الأدب العربي الهادف هو بناء وتعزيز الإطار القيمي الأخلاقي وغرس الفضائل في النفس البشرية، وذلك لأن مضامينه المرتكزة على جودة الصياغة وحسن البيان، تحرك النفس والعقل، وهذا ما يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا).
فالبيان هو اجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسان، فيشبه السحر من حيث غلبته على النفوس والتأثير فيها.
هذا التأثير يأخذ بالهمم صوب الرقي الأخلاقي، فهو ينقل إلى الأذهان والقلوب والنفوس مضامينه الفكرية والتوجيهية، فيجعل لها مواطن مستقرة فيها، ثم يجعلها فعالة وموجهة للسلوك، وفقا لعبد الرحمن الميداني في كتابه “قضايا حول الشعر العربي والأدب الإسلامي”.
ولذا لا تخلو حياة عالم من علماء الإسلام من التضلع بالأدب العربي، وتجد لهم باعًا في الشعر مثل الشافعي وعبد الله بن المبارك وابن حزم وغيرهم، ومنهم من ألف في الأدب ذاته كالفقيه المحدث الأديب ابن قتيبة، والذي صنف كتاب “أدب الكاتب” تناول فيه أصول الكتابة وآدابها ومعارفها.
وكم من امرئ تأثر ببيت من الشعر فأحدث في نفسه تغييرا، أو كان سببا في استقامته، أو رقة قلبه، كحال الإمام أحمد عندما سأله أحدهم عن شعر الرقاق، فقال أحمد: مثل ماذا؟ فأنشد الرجل:
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتيني
فجعل الإمام يرددها ويبكي.
كما أن الأدب يربي المرء على تقويم لسانه بأجمل الألفاظ والعبارات والمعاني الدقيقة، فيكون نمطًا من أنماط التهذيب والتربية، إذ إن تحري الألفاظ الجميلة يكون له عادة، فالأديب أو المتضلع بالأدب العربي يتعرض لغيث اللغة العربية المتضمن لعذوبة المعاني واتساع المعجم وكثرة المترادفات وروعة تركيب الجمل.
ونظرا لأن الأدب بمختلف فنونه يتضمن الحكم والأمثال ومواطن العِبر التي جادت بها قريحة أهل الأدب والعلم في الشعر والنثر، فلذلك فإنه يربي الذهن وينمي الفكر ويوسع المدارك ويمد بساط الخيال للتأمل والتفكر، وحاجة الإنسان إلى ذلك جدّ هامة، يقول عبد الله بن المقفع: ولسنا إلى ما يمسك أرماقنا من المأكل والمشرب بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تقاوت العقول، وليس غذاء الطعام بأسرع في نبات الجسد من غذاء الأدب في نبات العقل.
ومن ثم ينبغي على كل طالب علم أو مبتغٍ للثقافة، أن يجعل لكتب الأدب العربية الهادفة نصيبا من قراءاته ومطالعاته، فإنه لا غنى عنها لعالم أو طالب علم أو مثقف.
وتعظم أهمية الأدب في هذا العصر الذي فسدت فيه الأذواق، وأعرض فيه الناس عن اللغة وفنونها وآدابها حتى صارت جزءًا من الماضي لا علاقة لها بحاضرنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون