آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الشعب التونسي والرئيس بن علي والشاعران الزبيري والشابي
بقلم/ ياسر حسن ...
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الأربعاء 19 يناير-كانون الثاني 2011 08:05 م

لابد أن كل أحرار العالم هذه الأيام يحيون الشعب التونسي البطل الذي أثبت للعالم أنه صاحب إرادة قوية وعزيمة صلبة لاتلين , فخلال شهر واحد استطاع الشعب التونسي أن ينتفض في موجة احتجاجات غاضبة متواصلة لم تقف مع كثرة القتلى والجرحى واشتداد قمع السلطة الحاكمة هناك والتي وصفت مثيري الاحتجاجات في بدايتها بأنهم مجرمون خارجون عن القانون لكنها تراجعت عن ذلك وسط شدة ضغط الشارع التونسي وتزايد الاحتجاجات ليعلن الرئيس ابن علي عن إقالة وزير داخليته وعدداً من مستشاريه لعل ذلك يوقف غضب الشعب لكن أمراً ما لم يتغير وواصل الشعب غضبه ليعلن ابن علي الإفراج عمن اعتقلهم الأمن خلال الاحتجاجات ويظهر في خطاب تلفزيوني أخير وهو مطأطأ الرأس يستجدي شعبه الغاضب ويقول أن هنالك من ينقل له معلومات خاطئة وأنه لن يستخدم الرصاص لقمع الشعب , لكن خطابه لم يغير من الأمر شيئاً لأن الشعب قد عرفه وتعود على كلامه – الذي لايختلف كثيراً عن كلام كل حكام العرب- ولأن جنوده لم يوقفوا قمعهم للشعب تواصلت الاحتجاجات فلم يجد زين العابدين بن علي مخرجاً مما هو فيه إلا أن يرحل من بلاده خلسة كما يهرب الجبناء ليجد نفسه حائراً في سماء كبيرة لا يدري إلى أين يتجه , أوروبا كلها لم تقبله وفرنسا المقربة إليه لم يجد له مكاناً في أراضيها وحين لم يقبله الأصدقاء اتجه – مكرهاً - إلى الأشقاء فحط رحاله في المملكة السعودية ويعلم الله ما المصير الذي ينتظره

لقد أكد التونسيون في انتفاضتهم هذه للعالم كله أن إرادة الشعوب تصنع المستحيل وأن الشعوب هي وحدها من تغير لا الحكام فالشعوب الحية هكذا حالها لاترضى بالظلم والجور وتقف في وجه حكامها الظالمين وصدق أبو الأحرار الزبيري حين قال : والشعب لو كان حياً مااستخف به فرد ولاعاث فيه الظالم النهم

وليس شاعر تونس الشابي عن الزبيري ببعيد حين قال :

 إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر

 كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر

 ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر

 إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر

 ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

 فعجت بقلبي دماء الشباب وضجت بصدري رياح أخر

 فأبشر أبا القاسم الشابي فإن شعبك أرادوا الحياة فاستجاب لهم القدر وإن الليل الكئيب قد انجلى وجاء الصباح الجميل وانكسر عنهم القيد لأن قومك عانقوا شوق الحياة ولأنهم طمحوا إلى غاية فركبوا المنى ونسوا الحذر , أرادوا صعود الجبال فعجت بقلوبهم دماء الشباب وضجت بصدورهم رياح آخر

 وأخيراً : إن ماقام به الشعب التونسي يوجه رسالتين :

الرسالة الأولى لحكام العرب وإلى كل حاكم ظالم ومفادها أن احذروا أيها السادة الحكام فإن ماحل بتونس وزعيمها المفدى – سابقاً - قد يحل ببلدانكم فخذوا العبرة والعظة فإن الله يمهل ولا يهمل وأن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة , فراجعوا أنفسكم وعودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان

 وأما الرسالة الثانية : فهي للشعوب العربية وكل الشعوب الميتة الساكتة عن ظلم الحكام , ومفاد الرسالة أن انتفضوا على كل حاكم ظالم فأنتم بسكوتكم من يعين الحكام على الظلم فقوم فرعون هم من جعله يتمادى حتى تطاول على الله فقال (( أنا ربك الأعلى )) و(( ماعهدت لكم من إله غيري )) لأنهم أطاعوه ولم يوقفوه عن حده قال تعالى : (( فاستخف قومه فأطاعوه ))

فيا أبناء الشعوب العربية والإسلامية اسعوا إلى التغيير , وبداية غيروا ما بأنفسكم فإن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأنه كما تكونوا يولى عليكم فكونوا شعوباً حية عادلة حتى تجدوا الحياة والعدل لدى من يتولى أمركم

وختاماً تحية للشعب التونسي وتحية لأبي الأحرار الزبيري وإليك أبا القاسم الشابي ألف تحية