هل يحسم الجيش اليمني معركة القاعدة؟
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 12 يوماً
الأحد 20 مايو 2012 04:45 م
 

 

مع دخول الحملة العسكرية التي يقودها الجيش اليمني على معاقل تنظيم القاعدة في جنوب البلاد أسبوعها الثاني، يدور الجدل حول قدرة هذا الجيش على سرعة الحسم العسكري، في ظل تصاعد أصوات منددة بالمشاركة الأميركية بالحرب، وتحذيرات حقوقية من تفاقم الوضع الإنساني للمدنيين.

ويتصدر اهتمام الشارع اليمني الحديث عن مشاركة قوات أميركية وبريطانية في الحرب بأبين ضد تنظيم القاعدة، تشارك في عمليات قصف على مواقع المسلحين من بوارج حربية قبالة شواطئ أبين أو هجمات جوية بطائرات أميركية بدون طيار.

ويخشى محللون من تبعات هذا التدخل سلبا على قدرة الحسم في حال سقوط ضحايا مدنيين، كما حدث في منطقة المعجلة بأبين التي استهدفتها ضربة جوية بطائرات أميركية بدون طيار في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2009، وأوقعت نحو ستين قتيلا كلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

مؤشرات الحسم

ويتحدث خبراء عسكريون عن وجود مؤشرات تدل على إمكان الحسم العسكري، غير أن سرعة الحسم ما زالت مرهونة بمدى التقدم الذي يمكن أن يحققه الجيش اليومين القادمين في مدينة جعار بأبين التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة منذ نهاية مايو/أيار 2011، وتعد معقلهم الرئيسي.

ووفقاً للخبير العسكري في وزارة الدفاع اليمنية مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الأكاديمية العسكرية العليا العميد الركن علي ناجي عبيد، فإن المؤشرات الأولية وما أحرزته قوات الجيش من تقدم ملحوظ اليومين الماضيين توحي بقرب الحسم وأنه بات وشيكا.

وقال للجزيرة نت إن "التنسيق بين قوات الجيش ورجال القبائل واللجان الشعبية في القتال ضد القاعدة، بإشراف مباشر من وزير الدفاع اليمني، تشير إلى أن الحكومة اليمنية تقود معركتها الأخيرة مع تنظيم القاعدة وإن حسمها قد يكون في غضون أيام قليلة".

وقلل عبيد من أهمية ما اعتبره تضخيما من بعض وسائل الإعلام لحجم المشاركة الأميركية في الحرب الدائرة بأبين، ووصف المشاركة بأنها "تعاون محدود يندرج في إطار التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب ولا يرقى إلى الوصف بأنه تدخل فج على أرض المعركة".

خطأ إستراتيجي

غير أن الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري قال إن المشاركة الأميركية في الحرب خطأ إستراتيجي كبير، وعامل مساعد للقاعدة تتخذ منه مبررا للحشد والتجنيد لأنصار جدد لقتال الأميركيين في اليمن.

وأكد البكيري في حديث للجزيرة نت أن المقاربة الأمنية والعسكرية الأميركية في حربها على القاعدة باليمن قد فشلت فشلا ذريعا على مدى السنوات الماضية، وأن أي نجاح عسكري الآن سيكون مؤقتاً ما لم تكن المقاربة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مقدمة الحلول.

وألمح إلى أن الأساس الذي يجب اتباعه لحسم الحرب مع القاعدة يجب أن يكون تنمويا في المقدمة، لأن القاعدة جماعة تبني وجودها على مبررات سياسية كثيرة منها فشل الدولة في إثبات حضورها في المجتمع تنمويا وأمنيا.

وشكك البكيري في إمكانية وصف المعركة الدائرة بأبين بأنها معركة الحسم الأخيرة مع القاعدة، وعزا ذلك إلى عدد من الأمور رأى أنها تساعد في إبقاء الجماعة وإعادة ترتيب صفوفها، أهمها استمرار حالة الانقسام في صفوف الجيش اليمني وبقاء جزء كبير منه خارج إطار القرار السيادي للرئيس عبد ربه منصور هادي.

حالة إنسانية

من جانب آخر، كشف المنسق القانوني لمؤسسة الكرامة الحقوقية باليمن -ومقرها جنيف- محمد الأحمدي عن حالة إنسانية متردية تشهدها مدينة جعار ومناطق مجاورة لها بأبين بسبب المعارك وإغلاق الطرق الرئيسية الرابطة بينها وبين المدن المجاورة الأكثر أمنا.

وقال الأحمدي في حديث للجزيرة نت إن عمليات قصف نفذها سلاح جو يمني وأميركي ضد مليشيات جماعة "أنصار الشريعة الأسبوع الماضي أصاب بعضها عن طريق الخطأ مساكن مدنيين مما أسفر عن سقوط عشرات منهم بين قتيل وجريح.

وأضاف أن هناك معلومات أولية تفيد بتمكن بعض المدنيين من اجتياز الحصار والفرار باتجاه مناطق صحراوية تفتقر إلى أبسط مقومات العيش، وهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء وبحاجة ماسة إلى إغاثة عاجلة.

وناشد الأحمدي الأطراف المتصارعة ضرورة توفير ممرات آمنة للسكان للإمدادات الطبية والغذائية، واتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين ومنظمات الإغاثة، وإلى سرعة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية.

*المصدر الجزيرة نت