ما قبل هيكلة الجيش
بقلم/ د عبدالله الحاضري
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 27 مارس - آذار 2012 09:36 م

 قررتُ قبل فتره أن أقوم بعمل تصوّر لكيفية هيكلة الجيش بدافع شخصي لاغير فشرعتُ بالعمل مُتفائلاً وبحماسٍ لأهمية هذا الموضوع من وجهة نظري وبعد جُهدٍ مضني وصلت إلى طريقٍ مسدود نوعاً ما بعدَ أن قارنتُ ما قُمت به بواقع القوات المُسلّحه .

سأختصر لكُمْ إلى ماوصلت إليـه نظرياً فقد وجدتُ أن الهيكله جُهد إداري فَنّي بحتْ يعتمد بالضرورة على حصر الوسائط البشريه و الماديه المُفترضه للقوات المسلحه غير أنّي أدركتُ أنَّ الإشكاليه أعمق بكثير من ما كنتُ أتصور وأن الهيكله ماهي إلا تَرفٌ نظري وعبث ومضيعة للوقت مُقارنة بحجم الإشكاليه الحقيقة.

يجب أن نعترف أنَّ القوات المُسلحه بما هي عليه اليوم لا يُمكن أن نُطلق عليها مُصطلح جيش أو قوات نظاميه فبالكثير يُمكن أن نُطلق عليها مجاميع مُسلحه شِبه نِظاميه تدين بالولاء للمُؤسسين لها فهي أقرب وصفاً بالشركات الأمنية المُجزئه, إنَّ الوطن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجه إلى أن نكون صُرَحَاء معه خاصة في ما يخُص أمنَهُ ووجوده وأن الإستمرار في عدم إطلاعه على حقيقة أوضاع القوات المسلحه أعتبرهُ دَجَل سياسي وفي أحسن الأحوال هروب من حجم الكارثة فالنظام السابق كان حريصاً أن لا يكون للوطن جيش مُتماسك قد يُهدد كيانه في أي مرحلة من مراحله فسَعى إلى تشكيل وحدات أمنيه عسكريه بمواصفات بشريه( ذو مواصفات ثقافيه تؤهِلهُم فقط للخضوع لهُ بِشكلٍ مُطلق) وماديه مُحدّده خاصة أطلَق عليها مُسمّيات وطنيه وخصّصها لحمايته الشخصيه وفي نفس الوقت عَمدَ إلى إضعاف بل وتدمير أي نواه لوحدات عسكريه وطنيه كالقوات البحريه والجوية بطريقةٍ مُمنهجَه ووضع مخازن السلاح تحت تصرفه الشخصي بعد أن شَيَّدَ مُنشئاتها في مقر إقامته ومفاتيحها بحوزته الشخصيه إلى الان, والغريب اني لم أجد زعيماً أو ملكاً لدوله في هذا العالم يخزن السلاح في مقر إقامته ويضع مفاتحها تحت مخدته سوى رئيسنا السابق, وفقاً لهذه المُعطيات أرى أنّه مِنْ الصواب القول أننا بِحاجه وطنيه مُلِحّه الى إعادة النضر في وضع القوات المسلحه بشكل عام وأن الهيكله غير كافيه وأن إعادة تأسيس هذه القوات هو العمل المُناسب، اليمن اليوم بدون جيش يهتم لأمرها.

اليمن مُهدده في كيانها فالشركات الأمنية تَمتصُّ مواردها وتقتل ابنائها وتحمي من يَدفَعْ لها فقد تلقينا الضربات الموجعه مِنْ القاعده و كثُر الطامعون في الوطن وازدادت مشاريع التقسسيم وطموح الإمارات المُستقله والأدهى والأمرّ أن تتحول اليمن الى محطة لتصفية الحسابات الإقليمه فإيران لم تعُد طامحة فقط بصعده بل اليوم تطمح في عدن وامريكا تسعى لحسم معركتها مع اعدائها التقليديين في اليمن وإخواننا في الخليج يرقبون المعركه بِكلِّ ادبٍ وفَنْ والشركات الأمنيه تَمُدُّ يديها إلى مَنْ يَدفَع أكثر لتُعطِيه أكبر قِطعة من الوطن ،نعم يجب أن نعترف..اليمن بِلا جيش والهيكله هروب من هذا الواقع المؤلم وإستمرار في تخدير أبناء اليمن حتَّى لا يستيقضوا على هذا الواقع المُهين ويطالبوا بِبناء جيش فهذا أقلّ مطلب لأي وطن ويبدو أن هُناك من يريد أن لا يكون لليمن جيش حتى يسهُل شَرذمتها إلى ذرّات ففي رصيدها التاريخي مايؤهلها أن تعود للحضارة والأمن والاستقرار هما شرطان للعودة إليها, لذلك حرصوا أن تَضلَّ اليمن بِلا جيش ولا أمن حتّى تضَل في مستواها التاريخي السابق قابعة في براثن التخلف مُنشغلة فقط بقضاياها الأمنيه وبالحفاظ على نفسها فقط من الانقراض النوعي, وفي الأخير أقول لأصحاب مشروع الهيكله من هم الذين ِستُهِيكِلُونهمْ ؟إن كنتم تقصدون هيكلة جيش اليمن فأوجدوه اولاً فهيكلة العدم عدم !!!وإن كنتم تقصدون هيكلة الشركات الأمنية فهيكلوها كيف ما تشاءون ما يعنينا اليوم هو إعادة تأسيس جيش لِكُلِّ اليمن أما إخواننا في اللجنة العسكريه فأقول لهم هل تعرفون أين تقع مخازن أسلحة اليمن؟ وهل إذا علمتم أين مكانها ستدخلوها؟ أم أن مهمتكم فقط مسح تراب أثار المتارس؟ أريحوا ضمائركم لا تجيبوني أنا فقط أجيبوا اليمـن ..

وسلمتم من كُلَ سوء ..

·  عن صفحته الشخصية على الفيسبوك