في عام 1926 أعلنت القبائل الشافعية في تهامة مقاومتها للإمام يحيى حميد الدين، وبعده بعامين دعا شيخ قبيلة الزرانيق، أكبر قبائل تهامة ،الشيخ أحمد الفتيني إقامة دولة شافعية مستقلة بعاصمتها الحديدة، في نفس العام (1928م) خرجت القبائل الشافعية ايضا في منطقة العدين بلواء إب..
ثورات وانتفاضات في المناطق الشافعية لم تتوقف، جراء الإقصاء والظلم والتعسف الذي مارسوه الأئمة ،وحرمان أبناءها من حقوقهم،والمشاركة في السلطة مشاركة فعلية..
قوبلت تلك الثورات بالقمع،وكان لقبائل شمال الشمال بصفة خاصة ،والقبائل القاطنة بإقليم آزال (صعدة وعمران و صنعاء) بصفة عامة ومنها حاشد النصيب الأكبر في قمع الشوافع ،لإبقاء سلطة الإمامة الزيدية بما فيها من أخطاء وظلم وتعسف وفشل ،وحين تشارك هذه القبائل بثورة ضد حاكم بموقف استثنائي وفق المصلحة تنصب آخر من نفس الإقليم والمذهب، وتعينه على ظلم وإضطهاد أبناء المناطق الأخرى ،ونظام صالح أقرب الأمثلة، وتقف ضد الحاكم القادم من خارج تلك الدائرة ، كما صار مع الرئيس هادي.
بنفس العقلية الامامية ،ومن نفس القبائل التي وقفت بصفهم، وقمعت ثورات الشوافع، والى الان لم نر لها موقف وطني بثقلها وقوتها،ضد الحوثي وصالح ودفعهم بالجيش المتمرد على الشرعية ومليشياتهم الطائفية ، يرتكبون مجازر في عدن وتعز ومأرب والبيضاء وشبوة وأبين ومحافظات أخرى ،بل بعض تلك القبائل تقف بصف التمرد صراحة ، وتدفع أبناءها للقتال تحت مسمى (الجهاد) ،كان الحاضر اليمني ..
لم يختلف الماضي عن الحاضر غير خداع الشعب اليمني بتصوير من تربوا على ثقافة وعقلية الإمامة؛ أنهم جيش نظامي للوطن، ألبسوهم البزة العسكرية ،وسلاح ممول من المال العام على حساب أقوات اليمنيين والتعليم والصحة والبنية التحتية؛وظلوا محافظين على نفس الدور والمهمة بقمع الداخل من يختلفون معهم بالمذهب، حين يطالبون بحقوقهم ،ودولة نظام وقانون للجميع..
تمرد الحوثي وقاتل الجيش ستة حروب ولم يقمع، وهو الأضعف بتواطؤ من صالح وجيشه، حتى صار أقوى من ذي قبل بقوة الجيش، فاسقط صنعاء ومؤسسات الدولة؛و رئيس الدولة الغير المنتمي للمذهب والإقليم الخاص بهم..
ما وددت كتابة هذه السطور ، لكنها حقيقة ان صمتنا عنها اليوم نطقت بالغد،وقد نطقت فأوجعت اليمن واليمنيين ،وما يحصل من جيش دوره حماية الوطن ،وجميع اليمنيين ،وتحوله الى طرف في الصراع ، يؤيد التمرد والأقلية ،جلب بهذا الموقف الخارج ،وادخل البلد في دوامة قاتلة الا ضريبة الصمت والمداهنة والتعليل عسى يكون خيرا ولم يكن...