على الرصيف أخذ ينادي بأعلى صوته يبيع مناديل أو ماء أو حلوى أو أي شي آخر
يدور بين الإشارات / بين المحال علهُ يجد من يشتري منه ..
الرصيف سريرهم والسماء غطاهم وفي الحلم يعيشون حياة يتمنون العيش فيها .
لايعلم ماذا يعني الدلال وماذا يعني أن طفلاً من عمره يذهب الى المدرسة ليعود وقد وجد طعاماً جاهزاً ومنزلاً يحتضنه ، لايعلم كيف تكون راحة البال ..كل مايعلمه أن عليه أن يبيع حتى يؤمن لنفسه قوته ليسد جوعه، أحلامه صغيرة وآماله كبيرة. فقط يريد أن ينتهي وقد باع مالديه بدخل جيد.. يحتضنهم الفقر ويصافحهم العمل ويصفعهم واقع مرير وصعب وحرمان من العيش كباقي الأطفال..
تعيش اليمن تحت خط الفقر الذي تطاول على الطفولة. الكثير من الأطفال حرموا من التعليم والكثير مشردون في الطرقات ومنهم من لم يسلم من العنف الأسري فلم يجد إلا الشارع مأوى له ومنقذاً من التعنيف، لم يدرك متعة الطفولة، لم يعش طفولته كما يعيشها أطفال العالم . هي ليست إلا طفولة شقاء، طفولة مهمشة من الحكومة .. وبحسب الدراسات والمسح الميداني فإن آلاف الأطفال في اليمن يعملون بمهن لاتناسب أعمارهم، دون أن يلقى لهم أي اهتمام .
البعض قد يؤمن مايسد جوعه، والبعض ينام الليل وبطنه يعتصر من الجوع. معرضون لكل أشكال الجرائم القتل والاختطاف والاغتصاب والتهجير . ولاحامي لهم إلا الله ..أأقول عنهم مغتربون في الوطن أم غريبون بين أبناء الوطن ..؟
يحزنني حين أرى
طفلا مدللا يقابله طفل مشرد
وطفل يلعب والآخر يعمل
طفل يبيت في فراش دافئ
وآخر يبيت في رصيف بارد
ونحن سنسأل عند الله ماذا قدمنا لهم ..؟
أطفال السعيدة هم أجيال سيبنونها غداً لذا وجب إيجاد حل وضم الأطفال المشردين وتأمين حياة توفر لهم تعليما ومأوى ..هم الأساس في البناء فكيف سيكون المستقبل إن كان الأساس قد عاش في الشوارع في كنف فقر وإجرام ..!
أتمنى وأتمنى أن أرى وطناً تخلو شوارعه من أطفال باعة أو مشردين،
وسأسعى قدر المستطاع لأرى ذلك ..