|
البعض ممن هبطوا فجأة (بالباراشوت) على الثروة أو المسئولية أو الوجاهة أو المشيخة.. يسرفون في المظاهر الكذابة وليس في تفكيرهم مساحة لمراعاة أحاسيس الآخرين ومشاعر من تطحنهم المعاناة ويتقاذفهم الغلاء وينال منهم الفقر.
> وفي ظل هذه (الدعممة).. وذلك الكم الهائل من (الفشخرة).. ومحاولات تغطية ما نقص وما يشكل (عقدة) نفسية ترفض أن تغادر.. نجد الكثير من المفارقات والعجائب ونلمس كيف بإمكان (مخرب) أن يغلب ألف عمار.. خاصة في واقع مليء بالصعاب والمشاكل وبما يقصف العمر!
> ربنا يزيد ويبارك.. لكن ماذا يعني أن تتكاثر وتتزايد القصور التي تنفق فيها الملايين ويتفنن أصحابها في تحويلها إلى (مزارات) لا إلى سكن ومأوى.. وكأنهم يقولون للآخرين الفقر عندكم فقط!!
> كيف بإمكاننا أن نفهم ماذا يحصل وهناك من (يطلع) في يوم وليلة في قائمة الأثرياء.. لا حصل على ورث.. ولا كان تاجراً.. ومع ذلك يناقر.. ويباهي.. ويفاخر بقصره أو بخدمه وحشمه ومرافقيه!
> ربنا يزيد ويبارك.. بس (أقنعوني) هل أنا على صح أم على خطأ وهناك من كان (مطفرناً) وأصبح (منغنغاً) وبريش منفوش (يتمخطر) أمام أمة لا إله إلا الله.. وربما ينزعج لأن سيارة أجرة أو خصوصي (عادية) تمشي بجوار سيارته (الفاخرة) فيسابق الريح وهو يحدث نفسه (ناس ما يعرفوش المقامات)!
> ربما إنني على خطأ.. وذلك (المهنجم) على صح وهو يستفرد بالمقعد الوسطي للسيارة ومن أمامه مرافق وسائق.. ومن خلفه مرافقين.. ولزوم (الهنجمة) ومتطلبات (القنّافة) تستدعي أن لا ينتظر إشارة المرور الضوئية.. وأن تفتح له السيارات الطريق ليمرّ!
> ولو سُئل أحد الساكنين في واحد من الأحياء مَنْ هذا الذي تنتشر حراسته على امتداد الشارع ولا يمكن أن (تجنب) سيارة بجانب سور منزله الطويل.. لقال أنه أمين صندوق أحد الألوية.. أو (ضابط) من (الكبار)!
> وقد نذهب إلى عرس أو عزاء ونجد الصالة عند مدخلها ممتلأة بحاملي (البنادق) وربما (الجُعب) وكأننا في حالة (استنفار) لنكتشف أن مسئولاً أو قائداً عسكرياً أو شيخاً أو محظوظاً جاء ليهنئ أو ليعزي.. وفي نفس الوقت جاء ليقول للحاضرين.. هذا أنا!
> ليس ذلك.. فقط.. هناك أكثر مما يشيب له الرأس.. ويستدعي متواليات الحسرة عند الآخرين.. بل ويزيد (ألم) الجراح التي تتسبب فيها الأحوال المعيشية الصعبة!
> المسئول الذي قادته عملية (قفز) سريعة إلى الكرسي المهم يشخط وينخط فوق موظفيه.. وأهم ما يحرص عليه (تطقيم) لبس (البدلات) الثمينة مع لون السيارة!
> المسئول أو الشخصية النافذة اقتطع مساحة واسعة جداً.. وحصَّن نفسه بسور كبير وأصبحت سيرة (مدينته عفواً قصره) على كل لسان.. والمئات والآلاف ممن يمرون بجانبه يكتفون بتنهيدة ألم.. وما خفي في القلوب أعظم!!
> وحتى لا اُفهم (غلط) أؤكد أن حال عدد من المسئولين والوجاهات والقيادات العسكرية والأمنية يمنحك (فرصة) التقاط الأنفاس ولتتجاوز ذلك الكمّ من (الاستفزازات) لتقول الدنيا ما زالت بخير!
> خذوا مثلاً.. ليست مجاملة.. ولا تملقاً.. أحمد علي عبدالله صالح.. هادئ.. مبتسم.. متواضع.. وجدته في أكثر من مناسبة محاصراً بالشباب وبمن يتحدث إليهم دون حواجز.. وشاهدته في الشارع بأم عيناي بسيارة وتتبعها أخرى ولا يظهر أي مسلحين.. ووجدته واقفاً عند إشارة جولة العمري!
> وزراء ومسؤولون وجدتهم أكثر من مرة دون مظاهر (كذابة) ورجل مسئول ما زال إلى اليوم يمشي بسيارة (جيب) عادية ويسكن دار العائلة وهو الثري من (بيتهم).. ومع ذلك يحرص على ألا يستفز الآخرين!!
> قد يطل من يشتعل حماقة ويثور زعلاً ليقول.. وما (دخل ابوه) هذا الذي ما بش معه فلوس.. والناس ما (يستووش).!
> صحيح.. الناس ما (يستووش) ولكن في التقوى وليس في المال والسيارة والقصر والزنط.. ويكفي استفزاز لمشاعر من يشعرون أنهم يدفعون الضرائب ويسددون الفواتير وهناك من يستثمرها (غلط) وعلى حسابهم!!
moath1000@yahoo.com
في الخميس 15 إبريل-نيسان 2010 09:06:19 م