صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
الإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة، يبعث في داخلنا تساؤلات كثيرة حول كيفية حصر المسؤولية في توجيه مستخدمي هذه التقنية بالطريقة الصحيحة. فهل التوجيه هو مسؤولية فردية وأسرية أم اجتماعية ومؤسساتية؟ أم أنه يجب البحث عن نواظم استخدام الانترنت من خلال المجالات التربوية والتوعية؟ خاصة حين يتم استخدام مواقع الدردشة الألكترونية "التشات"،التي تعتبر وسيلة سهلة للإتصال بالناس والأصدقاء حول العالم بصورة آنية نصية كانت أو صوتية أو مرئية، ودون الحاجة لدفع تكاليف الاتصال.
في هذا الموضع ستسمع قصصا لأشخاص تعرضوا لكوارث نفسية واجتماعية نتيجة جهلهم كيفية استخدام هذه الآلية، مما أثر سلبا على حياتهم وربما وصلوا إلى الدمار نتيجة تجربتهم المؤلمة باستخدام هذه الآلية منهم امرأة متزوجة تبني علاقة مع شاب أعزب وتبدأ التفكير بالطلاق، وشاب يهدد فتاة بفضحها عبر شبكة الإنترنت في حال عدم الاستجابة لطلباته، ومنافسة قوية بين طلاب المدارس في من يضيف أكبر عدد من "الإميلات" على قائمة الماسينجار، وحفاظا على خصوصية أصحاب الوقائع وضعنا اسم مستعار لتعريفهم.
كيف جردني هذا الشاب من عقلي ومن كرامتي ومن أخلاقي وشرفي؟
سبقت الدموع الكلمات واختنق نبض الفؤاد في ضلوع تلك الفتاة ألما لذكرى ما حل بها من دمار بسبب سوء استخدامها لبرامج الدردشة. هذه الفتاة الأكاديمية والتي تدعي(زينب) تبلغ من العمر 22 عاما، تعيش في ظل أسرة تحيطها بالثقة والآمان، فقد سهر والدها لرعايتها وشقي نهارا ليوفر لها ثمن الحاسوب كي يسهل عليها حل الوظائف الجامعية، وما كان لها إلا أن تكافئ عائلتها بالطعن.
وعن الحادثة التي وقعت معها ذكرت:" كنت استخدم برامج الدردشة من ماسينجار فقط للمراسلة مع زملائي في التعليم، إلا أنه وفي أوقات الملل كنت أستخدم برامج الدردشة "التشات" وكنت حريصة جدا بأسلوب محادثتي عبر هذه البرامج ،إلى أن تعرفت على وحش بهيئة بشري، كنت التقي به يوميا على موقع التشات، ومن ثم انتقلنا للحديث عبر الماسينجار الخاص، وهناك بدأ الانحراف يقرع طبوله على مسمعي، والخداع بالكلمات الجميلة والنوايا الحسنة يسيطر على فكري".
وتابعت(زينب):" أصبح هذا الشاب مصدر ثقة لا يمكن أن أشك به أبدا، فطلب مني أن أريه صورتي، وافقت على الفور لأنني استأمنته، وما كان به إلى أن يغمرني بسيل من كلمات الغزل المتدفق، "أنت جميلة جدا، وأنت أجمل ما شاهدت عيناي". تعلقت به لحديثه فطلبت أن أراه عبر الكاميرا، إلا أنه اشترط علي أن اشغل الكاميرا، لم يكن بحوزتي كاميرا، فأسرعت لاستلاف الكاميرا الخاصة بصديقتي، وتطورت سبل المحادثة من كتابة إلى صوت إلى وصورة ومن ثم إلى فيديو في بث مباشر".
وواصلت الفتاة سرد قصتها قائلة:" بدأ الشاب يثيرني بكلامه العذب، وقد طلبت منه أن أرى جسده، لكنه اشترط أن يرى جسدي أيضا عبر الكاميرا، لم أدرك كيف استجبت له وخلعت ملابسي أمام الكاميرا، انتهت المحادثة بيننا، وبدأ الندم يغرس الألم في ضميري".
وتتساءل (زينب):" كيف خنت والدي الطيب وأهل بيتي الذين منحوني الثقة والحرية في استعمال الحاسوب؟ لا اعلم كيف جردني هذا الشاب من عقلي ومن كرامتي ومن أخلاقي وشرفي إلى أن خلعت ملابسي أمامه. قررت التوقف وتصحيح الخطأ وقررت أن أحدثه للمرة الأخيرة وإخباره بأني نادمة ولن أرضى بمواصلة الغوص في طريق الخطأ، إلا أنه لم يكترث وحاول إقناعي بأن نلتقي، لكني رفضت ذلك لأني تألمت وندمت الندم الشديد على ما فعلت، وعندما تأكد من رفضي للقائه كشف عن أنيابه وهددني بأنه سيفضحني في حال لم ألتق به".
أشارت (زينب) لم أكترث لتهديده ولكنه فاجأني بامتلاكه تسجيلات فيديو للمحادثات التي كانت بيننا وبأنه سيفضحني وينشر كل المقاطع على شبكة الإنترنت والهواتف النقالة. لم أصدقه إلى أن رأيت بعيني مقاطع الفيديو الخاصة بي وأنا عارية".
وقالت وهي باكية:" فجعت بما رأيت وبدأت بالتوسل إليه بعدم نشر هذه المقاطع، إلا أنه اشترط ذلك بلقائي والتمتع بجسدي.لم يكن لدي بديل آخر فوافقت وذهبت إليه، ومنذ هذا اليوم وأنا أعيش في حالة من الخوف واللعنة على اللحظة التي دخلت بها مواقع الدردشة اللعينة التي جعلت من حياتي جحيم وخلعت عني ثوب الطهارة".
"برامج الدردشة جعلتني أفكر في الطلاق من زوجي الذي استهتر بي دائما"
حادثة أخرى وقعت مع الشاب (وائل) والذي يهوى استدراج الفتيات عبر برامج التشات، في محاولة لإيقاعهن في شباك الخطيئة، وينجح أحيانا ويفشل في مرات أخرى، والذي تعرف على امرأة متزوجة هاربة من شكوك زوجها مندفعة نحو برامج "التشات".
فقد قال:"في ساعات الليل المتأخرة وأحيانا في الأيام العادية كنت مدمن في الدردشة عبر مواقع التشات المحلية والأكثر شهرة في أوساط الشباب، والهدف الأساسي الذي شغلني، هو التعرف على الفتيات بغرض بناء علاقات معهن، وقد تعرفت على العشرات من الفتيات اللواتي أبدين إعجابهن المطلق وقد بدأت باستدراجهن بداية عبر الدردشة بواسطة التشات ومن ثم الانتقال إلى الماسينجار، وهناك تطورت سبل الاتصال بحيث بدأنا بالحديث بواسطة الصوت ومن ثم الكاميرا التي كانت بمثابة بث مباشر من غرفة الفتاة التي أحدثها، ومن ثم اللقاء مع معظمهن".
ومضى يقول:"تعرفت على طالبة جامعية متزوجة عبر إحدى مواقع "التشات"، وقد تطورت العلاقة بيننا وبدأنا نتحدث عبر الهاتف النقال والماسينجار، وكانت قد أخبرتني بأن زوجها لا يعلم أنها تتصفح مواقع التشات وبرامج المحادثة مثل الماسينجار، فهو لا يجيد استعمال الحاسوب".
وتابع:" منحتها الآمان واستحوذت على فكرها وقلبها، فطلبت منها اللقاء، والتقينا في إحدى مساكن الطلبة الخاصة بصديقتها، واستمرت العلاقة بيننا لأشهر معدودة، إلى أن أصبحت جزءا من حياتها، وبدأت تخبرني بأمورها الخاصة، ومنها سبب تصفحها لمواقع الدردشة وتعرفها على الشباب".
وأشار:" أخبرتني بأن زوجها شكك دائما في تصرفاتها ولم يثق بها أبدا، السبب الذي دفعها للاستهتار بالعلاقة الزوجية واستعمال برامج الدردشة، وبناء علاقات غير شرعية مع الشباب. بقينا متواصلين إلى أن فاجأتني ذات يوم بأنها تريد الطلاق من زوجها لأنها تحبني وأصبحت لا تستطيع العيش من دوني. رفضت وبشدة لأنني لا أتزوج من امرأة خائنة، ولن أرضى بتدمير بيت بأكمله وانقطعت العلاقة بيننا، ولا اعرف ما حل بها الآن".
يجب متابعة ومراقبة الأبناء وتحديد نوعية علاقتهم عبر برامج الدردشة
ذكر الأخصائي النفسي أمجد موسى من الجليل، وهو مركز حالات الطوارئ في الوسط العربي داخل الخط الأخضر قسم الخدمات النفسية الاستشارية، وأخصائي نفسي في مدرسة ثانوية "إلى أن هناك أضرارا محدقة نتيجة بناء علاقات اجتماعية مع أشخاص مجهولين عبر الإنترنيت، خاصة وأن هذه العلاقة تنقصها العديد من الأمور أهمها الجانب الحسي، ومن ضمن هذه الأضرار إمكانية الإفصاح عن أمور شخصية وعميقة لشخص لا تعرفه جيدا، الأمر الذي يعرضك للتهديد أو الخطر خاصة إذا قام الطرف المقابل باستغلال المعلومات التي حصل عليها".
وأشار موسى إلى أن المراهقين "يتحدثون عبر برامج الدردشة ويفصحون عما في داخلهم بحيث يتم استدراجهم للحديث بأمور جنسية وخاصة،بحيث يكون الطرف المقابل يصغي للمراهق بإحكام بل وأحيانا يشجعه للتعمق بالحديث، مما يضع الشخص المراهق في خطر نتيجة استخدام المعلومات الشخصية التي قام بطرحها بالشكل السلبي".
وينصح الأخصائي النفسي أمجد موسى الذين يستخدمون برامج الدردشة بالحديث وبناء شبكة اجتماعية فقط مع أشخاص يعرفهم جيدا ويدرك من هم،كذلك الحديث مع زميل أو صديق الذي لن يلحق بأية ضرر".كذلك،أوصى موسى برقابة ومتابعة الأهل لأبنائهم عندما يتواجدون مقابل شاشة الحاسوب،وإذا أمكن تحديد نوعية العلاقات".
وينصح أمجد موسى بعدم استخدام الكاميرا عند استخدام برامج الدردشة لأن ذلك يكشف عن الأمور الخاصة والبيتية، التي من الممكن أن تسبب العديد من المشاكل،كذلك من الممكن أن تتكلم مع شخص قام باختراق حاسوب زميلك،وأنت لا تدرك ماذا سيكون مصير مقاطع الفيديو التي تم التقاطها".