منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
بدأ اسم عادل محمد سالم الأعسم (من مواليد 1962م) يظهر على صفحات الجرايد في صحيفة "14أكتوبر" الحكومية بعدن أوائل التسعينات، لكنه بعد ذلك سرعان ما شق طريقه كقلم يُشار إليه بالبنان في صحيفة "الأيام" الأهلية بل وأصبح بعد ذلك وخلال فترة وجيزة أحد ألمع كُتابها الشباب ومن ثم محررها الأول بخلاف إطلالته الأسبوعية بعمود عادة ما يلفت إليه الانتباه صباح كل يوم أربعاء.
لم يستطع القلم السياسي لعادل التغلب على ميوله الجارفة في خوض غمار الكتابة في المجال الرياضي وسبر أغواره كفارس شجاع مقدام؛ ولذلك كان يكتب في هذا المجال بعشق - بخلاف إمتلاكه أسلوب وأدوات كتابة لا شك متميزة اكتسبها من خلال عمله كمعيد في جامعة عدن- بحيث خلق له كل ذلك عدداً كبيراً من القراء الذين راحوا يتلهفون لقراءة ما تخطه أنامل هذا القلم المتميز.
نهاية التسعينيات عمل عادل على وضع اللبنات الأولى لصحيفة "الأيام الرياضي" تحريرياً والتي ظهرت كملحق بادئ الأمر إذ تولى دعمها مالياً مالكو مؤسسة "الأيام" للصحافة والنشر، وهو الكيان الذي شكل في عهد عادل إضافة نوعية كانت تفتقر إليها الصحافة الرياضية المستقلة؛ لكن هذه الإضافة النوعية سرعان ما تراجعت مضموناً حين قرر عادل ترك معشوقته عندما أدرك معنى أن تفرض المصالح الخاصة رأيها على قلم ظن لفترة أن الكتابة بحرية مطلقة أمر متاح لا سيما وهو المؤسس..!
قرر عادل بعد ذلك خوض غمار تأسيس صحيفة خاصة به، يملكها هو، ولا أحد سواه، على الرغم من ضيق ذات اليد والتكاليف المرهقة لنشر وطباعة صحيفة في بلد مثل اليمن؛ ومع ذلك نجح عادل في أن يكون لصحيفته الجديدة "الفرسان" حضوراً متميزاً بين أقرانها لا سيما وقد جعلها تجمع بسلاسة بين القالبين اللذين لطالما أبدع فيهما في آن: السياسي والرياضي.
صحيح قد لا يتفق البعض مع ما ذهب إليه عادل في مجموع آرائه في عدد من القضايا وهكذا هي سنة الحياة أصلاً؛ غير أن الرجل ظل محل احترام لافت للنظر.
بدأ وعي عادل يستوعب ما يجري حوله وفي محيطه بشكل عملي، وبات يدرك معنى أن يمتلك المرء صحيفة يريد منها أن تكون في صدارة الصحف المستقلة وفي الوقت ذاته يفتقر إلى الدعم المادي المطلوب، ولذلك راح يبحث عن من يموله لشراء مطبعة تخفف عنه تكاليف طباعة صحيفته بل وتفتح له باب تحسين دخله وهو الرجل الذي يرعى أكثر من أسرة عدا كونه في الأصل كريماً للغاية بخلاف أنه والشهامة وجهان لعمله واحدة.
نجح عادل في الحصول على مطبعة صغيرة بمساعدة من وثقوا به وفي قدراته، وتولى عدد من زملائه رئاسة تحرير "الفرسان" في فترات مختلفة إثر ازدياد المهام الملقاة على عاتق الأعسم، غير أن اسمه ظل يظهر كناشر وكاتب عمود متميز اسمه "صماميم"، عدا أن لمساته على صحيفته ذات اللون الأخضر ظلت جلية، لكن شاءت الظروف أن تتوقف "الفرسان" عن الصدور لأسباب كثيرة ومختلفة من بينها تشديد الخناق عليها من قبل وزارة الإعلام مع أن هذه الأخيرة على أرض الواقع تركت - وما زالت- صحفاً صفراء تسرح وتمرح كيفما شاءت ورغبت و(كأن الوطن وطنهم وغيرهم ليسو عيال الخالة حتى، بل عيال الشغالة)..!
عاد عادل بعد ذلك إلى معشوقته "الأيام الرياضي" من خلال تناوبه في كتابة عمود أسبوعي كل يوم سبت مع الإعلامي المعروف محمد سعيد سالم ثم انفراده وحده في كتابة هذا العمود، وهي عودة في الواقع كشفت بجلاء عن روحه السمحة التي لطالما تميز بها وتفرد، ولكنه لم يعد يظهر بذلك الزخم في الكتابة في الشأن السياسي إلاّ بين حين وأخر مثلما هو الأمر في الشأن الرياضي.
نعم قد لا يتفق البعض مع ما ذهب إليه عادل في مجموع آرائه في عدد من القضايا وهكذا هي سنة الحياة أصلاً؛ غير أن الرجل ظل محل إعجاب لافت للنظر.
فضلاً عن ذلك؛ ظل عادل - في غير محطة من حياته كغيره من الجنوبيين المتميزين الذين يحبون وطنهم بجد- يعاني بالقياس إلى ما يتحصل عليه غيره ومعظم هؤلاء أقل منه موهبة وكفاءة وقدرة، إلى درجة وصل الأمر ببعضهم على سبيل المثال إلى العمل على إزاحته من منصب مدير المركز الإعلامي للاتحاد العام لكرة القدم لحساب غيره من الشماليين تحت مبررات واهية إذا ما تركنا سخفها جانباً..!
لا فرق في الواقع بين من هو جنوبي أو شمالي إلاّ في الموهبة والكفاءة والقدرة. هكذا كان يفكر الأعسم؛ أو إن شئت قُل: هكذا هو المفترض.
ثم من قال أن المبررات الواهية فوق ما هي سخيفة لا تنجح..؟!
حسناً.. إزاحة عادل من منصبه لا يقف إلاّ كمثال حي بل وصارخ.
أواخر العام الماضي بدا وكأن مرحلة جديدة سيتعين على عادل الأعسم خوض غمارها؛ أنتشر خبر يفيد بأن الرجل سيتم تعيينه ملحقاً إعلامياً في سفارتنا في مصر بعد أن أنتهت فترة الأخير وهو بالمناسبة زميل مهنة عزيز من صنعاء قبل أن يكون رجلاً محترماً وخلوقاً، لكن أتضح بعد ذلك أن هذا المنصب ليس من مقاس رجل مثل عادل، وبعد شد وجذب وتدخل رجال من المفترض أنهم كبار في الحزب الحاكم، بل ومن العيار الثقيل، وهدر الكثير من الوقت والمال بخلاف الضغط النفسي المتولد جرّاء هكذا وضع غير سوي، تم اصدار قرار تعيين عادل مديراً للمركز الإعلامي في ذات السفارة في حين حافظ الملحق الإعلامي على منصبه.
نعم بدا وكأن مرحلة جديدة سيتعين على عادل خوض غمارها وهو بالتأكيد أهل لها ؛ استجاب (أبو محمد) بنفس مؤمنة بقضاء الله وقدره لنصائح محبيه الذين أشاروا له باستثمار تواجده في مصر لإجراء عملية جراحية لاستئصال زوائد لحمية في الجيوب الأنفية قبل أن يهم بمزاولة عمله الجديد.
حمل الرجل حقائبه وأخذ معه (شريكة عمره) بعد إن أنهى إجراءات سفره التي أخذت وقتاً أطول من اللازم بسبب المماطلة والتسويف ومحاولة العرقلة؛ غير أن الخبر/ الفاجعة بعد ذلك بأيام نزل على رأس جميع من له علاقة بعادل كالصاعقة التي لا تبقي على أحد..!
دخل عادل يوم الخميس الموافق 23/4/2009م مستشفى (إنت. كلينك) Ent.clinic بمدينة نصر بجمهورية مصر بداعي إجراء عملية جراحية لاستئصال زوائد لحمية في الجيوب الأنفية.. ليس غير!، غير أن خطأ طبياً ضاعف من آثار العملية التي جعلته في "حالة موت سريري بعد أن توقف كامل خلايا مخه ورئته عن العمل وحدوث نزيف في الدماغ" ومن ثم إعلان موته يوم الأحد الموافق 26/4/2009م...!
إنه رحيل أقل ما يُمكن وصفه بالمفاجئ والسريع بخلاف مباغتته غير المتوقعة على الإطلاق.
نعم «وما تدري نفس بأي أرض تموت»، ولكن الخبر ما زال غير مُصدق حتى اللحظة في نظر كثير من محبي عادل والعبد لله أحدهم.
بل إن شئت قٌل: إنها نهاية غير متوقعة لفارس الفرسان.
رحمك الله أخي وزميلي أبا محمد وأسكنك فسيح جناته إن شاء الله وألهم ذويك الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
موجز عادل
من مواليد عام 1962م محافظة عدن وينحدر من قبيلة آل سليمان المطهاف التي ترجع لقبائل حمير مديرية رضوم محافظة شبوة.
متزوج وأب لثلاثة أولاد وبنت (محمد 17عاما، حسن14عاما، عائدة 4سنوات، ادهم سنة ونصف).
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة "بدر" سابقاً "خالد بن الوليد" حالياً. وواصل تعليمه الإعدادي في إعدادية "الجلاء" وحصل على الثانوية العامة من ثانوية" الجلاء" بخور مكسر.
التحق بكلية التربية – جامعة عدن في 86-85م، وبسبب أحداث 13يناير 86م اخذ أجازة أكاديمية لمدة عام واحد ومن ثم أكمل دراسته الجامعية ليتخرج في عام 90م بمؤهل بكلاريوس لغة عربية من جامعة عدن ومن ثم عمل فيها معيداً بكلية التربية صبر بمحافظة لحج.
أسس صحيفة "الأيام الرياضي".
مالك ومؤسس صحيفة "الفرسان".
رئيس اتحاد الإعلام الرياضي فرع عدن.
عضو الاتحاد العام للإعلام الرياضي.
عضو نقابة الصحفيين اليمنيين.
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للإعلاميين الرياضيين.
عمل مراسلاً لعدداً من وسائل الإعلام العربية منها قناة "الجزيرة" الفضائية، وجريدة الخليج الإماراتية.