الرسالة الرابعة : إلى الأغلبية الصامتة من الشعب هيا إلى الميدان
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الإثنين 14 مارس - آذار 2011 05:10 م

إلى الأغلبية الصامتة من أبناء هذا الشعب الحر ، إلى الآباء والأمهات ، إلى الشرفاء والأحرار ، إلى الوزراء والنواب وأعضاء مجلس الشورى ، إلى الرموز الوطنية من مناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر ، إلى القيادات الشعبية من قادة الرأي والمشايخ والدعاة والأعيان والوجهاء، إلى رجال المال والأعمال ، إلى القضاة والمحامين ، إلى الموظفين والعاملين ، إلى الطلاب والمعلمين ، إلى الشرفاء والأحرار في صفوف الحزب الحاكم ، إلى القيادات العسكرية والأمنية ، إلى الجنود والضباط :

هيا إلى الميدان ، هيا إلى ساحات التغيير ، هيا إلى نسائم الحرية

أيها الأحرار جميعاً ؛ لقد انطلق أذان التغيير يناديكم من كل فجٍّ عميق من بلدكم الحبيبة ، واشتاقت إليكم ساحات التغيير ، واستصرخكم أبناؤكم وبناتكم وإخوانكم وأخواتكم من شباب التغيير المرابطين في ساحات الحرية والتغيير ، ودماء الشهداء الذين سقطوا على ثرى هذه الساحات تستثير فيكم النخوة والشهامة والنجدة ، وأنات الجرحى والمصابين الذين تلقوا بلطجة النظام بصدور مكشوفة وسواعد عارية تستنهض فيكم الهمة والغيرة .

فهيا إلى الميدان ، هيا إلى ساحات التغيير ، هيا إلى نسائم الحرية

أيها الشرفاء والأحرار ؛ إسألوا أنفسكم :

- لماذا تسيل دماء الشهداء على الأسفلت ؟! أليس من أن أجل أن يسقط النظام الفاسد وأعوانه وأزلامه ؟

- لماذا يتعرض أبناء اليمن للاختناق بفعل قنابل الغاز (الصالحية) ؟! أليس من أجل أن تشم اليمن نَفَسَها وتستعيد نفسها؟

- لماذا يرابط الشباب في الساحات الأيام والليالي تاركين الفراش الوثير والجو الدافئ ؟! أليس من أجل أن تنعم البلد بالحرية والرخاء ، وأن يكون تداول السلطة ليست مسالة حياة أو موت بالنسبة للشعب ؟

- أليست اليمن أكبر من الرئيس المستبد وأولاده وأقاربه ونظامه وحزبه ، وأكبر من المعارضة ومن اللقاء المشترك لتستحق منا جميعاً التضحية والفداء ؟!

- أليست دماء الشهداء أغلى من علي عبد الله صالح وأولاده وأصدقاء عمره ؟!

أيها الشرفاء والأحرار ؛ إذا كانت العواطف مرهقة لديكم بمبادرات الرئيس ومؤتمراته وخطاباته ، فدعونا نُنَحِّها جانباً، ونسأل أنفسنا بالعقل والمنطق: كيف نثق في رجل قام بتحطيم كل الأرقام القياسية التي قدمتها اليمن في صناعة المستبدين؟

أمامنا رجل يحكم اليمن منذ ثلاثة وثلاثين عاماً ، ما جربنا عليه صدقاً قطّ ، يقدم المبادرات فيكون أول من يفرغها من محتواها ، ويقطع الوعود فيكون أول من يخلفها ، ويضع العهود فيكون أول من ينكثها ، ويحلف الأيمان على كتاب الله فيكون أول من يحنث بها ، ألم يتوقع فخامته أن الناس ستنصرف عن كل هذه التفاصيل البلهاء التي قدمها في مبادرة الوقت الضائع لكي تسأل: كيف سيحل هذا الرجل مشاكلنا المعقدة إذا كان يمتلك هذه الطريقة السطحية في التفكير والحوار والاختلاف؟ وماذا سيفعل بخصومه إذا ظل في الحكم لأسابيع قادمة؟

أيها الشرفاء والأحرار ؛ إذا كانت هذه هي الأسئلة التي تدور في خلد كل واحد منكم ، وكنتم مقتنعين بصدق إجاباتها ، فما الذي يؤخركم عن الالتحاق بإخوانكم وأبنائكم ، ماذا تنتظرون ؟!

هيا إلى الميدان ، هيا إلى ساحات التغيير ، هيا إلى نسائم الحرية

وأخيراً باسمي واسمكم واسم شباب التغيير أقول ؛ نحن لن نسأل أنفسنا ولا شهداءنا ولا عقولنا، بل سنسأل جيشنا العظيم:

•متى ستنحاز إلى شعبك وترتضي شرعية هذه الثورة بديلاً عن الشرعية المزيفة المغتصبة ؟

•متى تدخل قلوب اليمنيين من أوسع الأبواب عندما تعظِّم دماء الشهداء وتحقن دماءً يريد الفاسدون لها أن تسيل من أجل أن تبقى ملياراتهم في البنوك وأصنامهم على الكراسي ؟

•متى تحسم هذه الثورة وتكون شريكا أصيلا فيها بدور مبهر يحمده لك الشعب ويخلده لك التأريخ ؟

سننتظر إجابتك يا جيشنا العظيم غداً في كل ميادين التغيير، لكي نهتف من أعماق قلوبنا «الجيش والشعب روحٌ واحدة». 

وعاشت اليمن حرة أبية ،،،