أخطر أعداء الرئيس صالح من هم؟؟
بقلم/ د. عبد الملك الضرعي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 28 فبراير-شباط 2011 08:57 م

منذ سنوات والجميع يتابع حالات الفساد المنظم في العديد من أجهزة الدولة والذي أدى إلى إهدار مليارات الدولارات من مقدارات الشعب اليمني ، وعلى الرغم من إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من أجل ذلك ، إلا أنها لم تحقق المرجو منها بل إصبحت عبء إضافي على موازنة الدولة وتكريس لشكل آخر من أشكال الفساد كما يفيد بعض أعضائها ، كذلك أن تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهو جهاز حكومي لم ترى النور أيضاً ، ومن ثم أصبح الجهاز أيضاً عبء إضافي آخرعلى موازنة الدولة خاصة في ظل الامتيازات التي يتلقاها منتسبو هذا الجهاز ، إذن يبرز تسائل لماذا لم تقم تلك الأجهزة بدورها ومن يعيق عملها مع أنها تعتبر أحد أذرع الرئيس صالح لمحاربة الفساد كما يشير هو إلى ذلك في العديد من المناسبات ، إذن من يعيق عمل هذه الإجهزة يعتبر العدو الأول للرئيس صالح لأن عجز الرئيس عن مواجهة الفاسدين وعلى وجه الخصوص من جمدت ملفات فسادهم هز ثقة المجتمع في صدق خطابات الرئيس صالح ذات الصلة بمحاربة الفساد وكوّن ذلك لدى المواطن قناعة بعدم جدية الرئيس في مكافحة الفساد بل عده البعض حامياً للفاسدين.

ومن أعداء الرئيس أيضاً أولائك الانتهازيين الذين أشاروا عليه في انتخابات 2006م بالترشح للرئاسة بعد أن أعلن عدم ترشحه فظهر أمام الشعب بالمزايد، أكد على ذلك كلام الرئيس حسني مبارك حينها عندما خرج المصريون أمام السفارة اليمنية بالقاهرة في مظاهرة تاييد للرئيس صالح كونه أعلن عدم الترشح ، حينها قال حسني مبارك (متسداوش دي حركات نص كم وأنا عارفها) وفعلاً لم تمر إلا أيام وإذا باعداء الرئيس صالح يخرجون له بعض أفراد الشعب يدعونه للترشح ومما يؤسف دخوله الانتخابات وما صاحبها من خطابات التخويف والتخوين للمعارضين وخاصة المشهد الدرامي قبل الإنتخابات الرئاسية بأيام محدودة والتي أظهر أهم المنافسين بن شملان رحمه الله كراعي للإرهاب،مما افقد الانتخابات الرئاسية النزاهة والشفافية والعدالة .

ومن ألد أعداء الرئيس أيضاً من ضللوه حول المطالب الحقوقية التي ظهرت في المحافظات الجنوبية ، وبعد أن اتضحت له طبيعة القضية عالجها بأضعاف ما كان يمكن أن يعالجها به في البداية ، وللأسف استمر تضليل الرئيس صالح عن قضايا حقوقية أخرى مما أدى إلى ظهور الحراك الجنوبي كحركة إنفصالية هدفها العودة بالجمهورية اليمنية إلى ما قبل 1990م، وعواقب ذلك سحب المكسب التاريخي للرئيس صالح كمحقق للوحدة اليمنية ، وتحويله إلى مفرط بوحدة الوطن ، ويدخل ضمن هولاء الأعداء من شملهم تقرير هلال باصرة وغيرهم.

ومن أعداء الرئيس صالح من دفعوه إلى إلغاء اتفاق اللجنة الرباعية للحوارنهاية شهر أكتوبر2010م ، وخروجه بإعلان الغاء الحوار والعودة إلى المؤسسات الدستورية ،ومن ثم الدفع بتعديلات دستورية مثيرة للجدل تسمح بالغاء عدد الدورات الإنتخابية تحت مبرر واقع المجتمع اليمني ، مما ادى إلى زيادة الاحتقان في الشارع اليمني وتصوير الرئيس صالح بأنه يسعى لتأبيد نفسه في السلطة أو تسليمها لإينه أحمد ، وبالتالي كل من أشار ونفذ ذلك السيناريو حتماً أنه عدو لصالح وليس محباً له .

ومن أعداء الرئيس صالح من يحاولون هذه الأيام وبعد اندلاع المظاهرات في العديد من المدن اليمنية ، بمواجهة ذلك من خلال مجموعة من الإجراءات مثل السيطرة على ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء وإحضار بعض الأفراد وبالأجر اليومي كما يشاع ، وللأسف أن هؤلاء الانتهازيون اليوم حولوا ذلك المكان من ساحة للتحرير إلى ساحة تتراكم فيها القاذورات والروائح الكريهة ويلتقي فيها تشكيلات مختلفة ممن يبحثون عن قوت يومهم أو من تم استقدامهم من بعض المناطق المجاورة لمدينة صنعاء وهولاء نقلوا حياة القرى الريفية بكل تفاصيلها إلى أهم مركز حضري في الجمهورية اليمنية ، بل واستخدم هؤلاء وبشل همجي في الهجوم على المتظاهرين من طلاب الجامعة وآخرين مستخدمين العصي والجنابي والأسلحة النارية في منظر يعيدنا إلى ما قبل الثورة اليمنية الخالدة، وإذا كان ما يشاع عن صرف ملايين الريالات في هذا المكان وعبر قيادات حزبية فإنه تحول أيضاً إلى بؤرة أخرى للفساد ، وبالتالي من أشار للرئيس صالح بهذا المكان يعد انتهازياً وعدواً وليس صديقاً ، لأن السيطرة على التحرير لن تحل المشكلة كون التحرير جزء من مساحة اليمن التي تصل(555) الف كيلو متر مربع وقد أثبتت الإيام أن المعارضون أوجدوا بدائل أخرى لاتقل أهمية عن التحرير إنها منارة العلم جامعة صنعاء .

ومن أعداء الرئيس صالح من يستخدمون الأسلحة النارية والقنابل ضد المتظاهرين في صنعاء وعدن وتعز والإعتداء على الإعلاميين مثل مراسل (بي بي سي) وتورط شخصيات قيادية في ذلك ، بل ومن أسوأ تلك المشاهد أولائك المسلحين أمام جامعة صنعاء شكلاً ومضموناً وللأسف الأخطرفي الأمر إن كان صحيحاً ركوبهم سيارة للجيش ، إن تلك المشاهد تؤكد أن هناك عقليات تدير رد الفعل الأمني والسياسي بإجراءات مليئة بالعشوائية والتخبط الذي ينذر بفشل النظام السياسي في مواجهة الأزمة الحالية ، وتوريط القيادة السياسية بالمزيد من المسئوليات التي لاتسقط بالتقادم .

من خلال المتابعة لتطورات المواقف في ميدان التحرير وساحة التغيير بصنعاء نجد أن سؤ إدارة الإعتصامات في التحرير قد دفع ببعض من كانوا في التحرير بالإنتقال إلى ساحة التغيير وبمواقف أشد حدة من معتصمي ساحة التغيير ولذلك دلالة خطيرة في تسارع التحولات في المشهد السياسي اليمني بمواقف أكثرتطرف ربما تقود البلد إلى تحولات كبرى وسريعة.

لأن ما سبق من أخطاء سياسية وأمنية يرجح أنه تم التخطيط والتنفيذ لها من قبل قيادات في جهات متعددة تحاول الحفاظ على مصالحها قدر الإمكان ، دون اكتراث لما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر تمس النظام السياسي ممثلاً بأهم رموزه الرئيس صالح ،ومن ثم يمكن القول أن كل أولائك الإنتهازيين والوصوليين هم أعداء الرئيس صالح.

aldurae@gmail.com