لي يمني .... ولهم يمنهم
بقلم/ زعفران علي المهناء
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 16 يوماً
الجمعة 31 يوليو-تموز 2009 02:36 م

 ( وجاءوا أباهم عشاءَ يبكون ، قالوا ياأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ،وما أنت بمٌؤمن لنا ولو كنا صادقين ، صدق الله العظيم ).

يوسف عليه السلام ،والذئب ،وأخوته... قصة تتكرر معنا في الحياه كثيراَ مع الكثير من الاختلافات .

لذا أعلن اليوم بأن لهم يمنهم ... ولي يمني ..........

نعم لهم يمنهم...... ولي يمني بصموده واتحاده.

لهم يمنهم بكل مافيه من النزعات والتصفيات.... ولي يمني بكل مافيه من الأمان والهدوء.

لهم يمنهم بكل عقده السياسية التي يسعون في زيادة تعقيدها.... ولي يمني المجرد المطلق المتعالي بهيبته نحو عنان السماء.

لهم يمنهم صراع بيد رجل جاء من الجنوب، ثم رحل من الجنوب، ليضلوا يبحثوا عنه في الجنوب .......ولي يمني أجوبها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب....... وحين أراهم في الزحام أغض بصري عنهم ليس كرهاَ لهم ولكن لكي أمارس حقي كإنسانه في حب الوطن .

لهم يمنهم طوائف، وأحزاب ،ومؤتمرات، وندوات، ومربعات شطرنج مابين السياسة والدين...... ولي يمني كومضة نجم بعيد، وعاطفة مشتعلة، وصبيه يتسلقون الصخور ليجتمعوا حول المواقد في ليال تغمرها لمعان النجوم في السماء، وأشعار الفضول في الأرض.

لهم يمنهم وقائدهم الذي شرع البنود على الأوراق، والعقود، قاطباَ مابين عينيه...!!! لايتكرر إلا بذاته..!! ينفصل آناَ عن وطنه ويتصل به آناَ أخرى ....مابين معقود ومحلول....!!! فما أكبره في عيونكم وما أصغره في عيني....... أما يمني فهامه شامخة كالبرج لاتتصل ولا تنفصل وإنما تؤمن بفطرة الوطن الواحد.

لهم يمنهم ولي يمني

فهي كبدي التي تمشي على الأرض، ومنها أبنائي الذين يبذرون الحبوب، ويرعون القطعان من واد إلى واد لتنموا وتتكاثر.

هم الرجال الذين يحصدون الزرع في أعالي الجبال، وفي بطون الاوديه ، وهم الصيادون،و البناءون، والخياطون، وصانعي المعاوز والجنابي.

هم المعلمين والعلماء ،و الشعراء ،والأدباء، والتجار، والمغتربين، الذين يغادرون اليمن وليس في قلوبهم سوى العزم على العودة وخيرات الأرض البعيدة بين أكفهم وزغاريد النساء في استقبالهم.

فلهم يمنهم بكل فقاقيعه الفارغة..... ولي يمني بكافة سكينته وطمأنيته .

فاصله :

ختمت قراءتي لرواية " طائر الخراب " للأديب والبروفيسور " حبيب عبد الرب سروري" وأنا أتمتم بهذه الكلمات

 ( من أصعب المواقف على أنفسنا هي تلك الكتب التي نبدأ معها " بثقة " وننتهي بكلمة " للأسف ")