حنبنا بعد ان هرمنا..!!
بقلم/ د. علي العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر
الأحد 19 يونيو-حزيران 2011 05:23 م

إن المتابع لمجريات الثورة الشبابية اليمنية يدرك حجم الصعوبات و المشكلات \\\\\\\\\\\\\\\"الحنبات \\\\\\\\\\\\\\\" التي تعيق من انجاز ثورة الشباب العظيمة ..

ها نحن الآن في الشهر الخامس من الثورة ومازلت وكأنها في بدايتها ..!! فكلما لاح في الأفق ملامح النصر نجد الأحزاب تسارع في التصريحات النارية حينا والتهدئة والحوارات أحيانا كثيرة ..

يلاحظ أن بكل ملحمة بطولية يسطرها الشباب في ميادين الحرية والتغيير تسفر عنها استشهاد العديد من الشباب تقابل من قبل الأحزاب \\\\\\\\\\\\\\\"اللقاء المشترك\\\\\\\\\\\\\\\" بفتح أبواب الحوار مع النظام من جديد!! فعلى سبيل المثال ملحمة جمعة الكرامة التي تهاوى فيها النظام بشكل شبه نهائي تداعت شخصيات من المشترك لتتوسط بين الرئيس و بين قادة المشترك ليوقعوا اتفاقا سيئ الصيت في منزل نائب الرئيس و بمراوغة الرئيس المعهودة منه منذ 33 سنة و بفرصة المشترك الذي وهبه إياها..استطاع أن يعيد ترتيب أوراقه المبعثرة و أعاد لمن تبقى في حكمه مرتبة الصدارة من خلال ما سميت بالمبادرة الخليجية ..

ثم توالت الإحداث فجاءت ملحمة كنتاكي و شارع الجزائر و مبنى وزارة الخارجية و مدينة الثورة الرياضية و كل واحدة منها تسقط نظاما مهما كانت قوته و جسارته ،هذا إن توفرت بعضا من لأخلاق لدى أحزاب المشترك و دول الخليج و العالم المدعي انه متحضر إلا أن ثورة الشباب العملاقة كشفت أقنعة الأحزاب وأقنعة هذا العالم معاَ ..

لقد جاءت محرقة هولوكست تعز الدامية التي لم تنل من الأحزاب و إعلامها الشيء الكثير وقد انصب الاهتمام بتغطية معركة صالح الجانبية في الحصبة رغم أهميتها بالنسبة لدينا كون الشيخ صادق من اصدق المنضمين للثورة و من المناصرين لشباب الثورة حتى الآن، إلا انه كان ينبغي التركيز على المحرقة بهدف إسقاط النظام و إلى الأبد .

خلاصة القول أن طول هذه الفترة قد أهرمنا وأوصلنا إلى مرتبة أننا قد حنبنا تميزا عن الشفرة التونسية المشهورة ..!!

فمنبع حنبتنا تكمن في العسكر المواليين للثورة و الذين وضعوا ساحة التغيير في فريزر كبير و كأنك في سيبيريا أو في المحيط المتجمد الشمالي ..! \\\\\\\\\\\\\\\"على الرغم من عدم وجود كهرباء لهذا التجميد ..!\\\\\\\\\\\\\\\"

فهل سمعتم ببيان عسكري رقم (1) تعدى الشهر من صدوره و لم نسمع ببيان رقم (2) حتى الآن ؟!! إنها لمفارقة عجيبة ..

وحنبنا ايضا بين الأحزاب الخانعة التي تريد أن تستلم السلطة جاهزة دون تعب و جهد ملموس و التي في الأساس سقف طموحها هو تسلم السلطة ضمن إصلاح النظام \\\\\\\\\\\\\\\"وليس إسقاطه \\\\\\\\\\\\\\\" بالله أليست هذه حنبة؟ !!

و مع كل ما واجهنا من \\\\\\\\\\\\\\\"حنبات \\\\\\\\\\\\\\\" و صعوبات.. فإننا نواجه نظام امعن في الكذب والتضليل و دول من الخليج تماريه وتد لعه ومعارضة تترجى من تلك الدول التدخل ..الم تكن هذه حنبة الحنبات ؟ !!

و الحنبة الكبرى من عالم يؤمن بالديموقراطية و حق الشعوب في تقرير مصيرها ولكن تلحظ تجاهله لما يجري في هذا الجزء من العالم دون مراعاة لقيمه الذي يدعيه ..الم تحنبنا وتحيرنا أيها العالم المتحضر ؟! والحنبة الاخيرة من بعض شباب الثورة ، حيث هم ثوار و حزبيون في آن واحد فعندما يتكلمون في الساحات وفي المنابر الاعلامية تجدهم يتدفقون ثورة وعنفوانا وبكل الثقة في تحقيق الاهداف .. لكنك فجأة تجدهم يحاور ون و يناورون و يلتقون باسم شباب الثورة في دهاليز السياسة .. الم يكن هذا الوضع محنب حقا ؟! بل حنبنا بهم جميعا .

الم تكن دعوتي أيها الشباب صحيحة عندما دعوت الشباب المتحزبين إلى تدشين حملة توقيعات الاستقالات الجماعية من الأحزاب لكي يحددوا هؤلاء الشباب الذين نكن لهم كل الاحترام موقفهم ويختارون إما أحزابهم و إما الثورة ..و أظن أنهم سيختارون الثورة لأنها أعطت لهم معنى المسئولية و معنى الحرية و معنى المشاركة ومعنى القرار ومعنى الاراده ..