شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
كان لدي صديق من حي السعادة وكان حينها أعمارنا لا تتجاوز الثامنة عشر عاما وكان صديقي محمد دحان أبن هذا الحي يحظى بحب واحترام الجميع من أبناء الحي وممن يعرفوه من الأحياء الأخرى في خور مكسر لدماثة أخلاقه ونبله وأدبه بالإضافة إلى كونه شاب خدوم ويحب مساعدة الناس ,
وفي يوم من أيام عام 1984م حدثت كارثة لأهل الحي بفقدانهم لهذا الشاب الرائع وهو في مقتبل العمر في حادثة تصادم دراجته النارية التي تقله وصديقه عبد النبي محمد صالح مدرم عضو مجلس محلي للمديرية حاليا (أطال الله في عمره) وقعت الحادثة في أحد شوارع مدينة الشيخ عثمان فمات صديقي المرحوم محمد دحان في الحادثة، يومها شهد الحي اكبر مأتم يشهده في تاريخه حيث بكى عليه الكبير والصغير النساء والرجال والأطفال وكل أهل الحي.
وكنت أعتقد إن الروح التضامنية التي كانت سائدة حينها في كل أحياء مدينة عدن قد تبددت خاصة بعد صناعة الأحواش والأسوار العالية التي عزلت بين البيوت في بعض أحياء المدينة إلا أنها لازالت موجودة وبقوة في حي السعادة فجميعنا يعرف ما يمثله الجار بالنسبة لجارة وطبيعة العلاقات المتينة بين الجيران في عدن بكل \"حوافيها\" وأحياءها الشعبية
تذكرت هذه الحادثة – موت صديقي الدحان ـ بعد سقوط الشهيد البطل أحمد الدرويش وتسأل كغيري لماذا هذا الحي مستهدف بشكل كبير ؟!! وتذكرت ما حصل لهذا الحي في أعوام سابقة وكيف استطاعوا أهالي حي السعادة الحفاظ على كبريائهم وانتصروا لمبادئهم وقيمهم في تعاضدهم وتعاونهم لرفض الذل والاستبداد؟؟!! ففي يوم الخميس 4/ سبتمبر 2008م (العاشر من رمضان تقريبا) تذكرت حادثة مفتعلة قام بها طقم عسكري فيه مجموعة من جنود الأمن المركزي جاء مسرعا صوب مجموعة من شباب الحي \"حي السعادة \" وكاد يدوسهم أثناء ما كانوا يمارسوا لعبة كرة الطائرة وهم متعودين ممارستها في رمضان في نفس المكان في الشارع العام خاصة بعد إن سطا متنفذي السلطة الغاشمة على كل متنفسات الشباب وملاعب الأطفال في المدينة فلم يعد أمام هولا الشباب من أبناء الحي إلا اللعب في هذا المكان ـ فحدثت مشادة بينهم والعسكر خاصة وان قائد الطقم المسرع اخذ يسبهم ويلعنهم ويشتمهم بألفاظ بذيئة لم يتحملها هولاء الشباب، فتطور الأمر الى إطلاق نار عشوائيا من قبل العسكر فوق رؤوس شباب الحي الذين هجموا على العساكر وسلبوهم أسلحتهم وأرغموهم أن يعودوا وهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة وتدخل أهل الخير ليعيدوا لجنود الأمن أسلحتهم شريطة إلا يعودوا لعربدتهم على عباد الله دون سبب يذكر هذه الحادثة وما لحقها بعد ذلك أملت قلوب القائمين على رأس هذه القوات الأمنية بأحقاد كبيرة على شباب الحي خاصة وأن تلك القيادات هي نفسها منذ سنوات لم يتم تغييرها.. وهم أنفسهم من فشلوا في إذلال وإخضاع أبناء الحي العصي والرافض بقوة للظلم والاستبداد من أيا كان، ولأن أهالي وشباب الحي لا يتهاونوا عند كرامتهم.. كان ردهم قاسي على من جاء من خارج مدينتهم من الصعاليك ليؤذي نساء المدينة اللاتي خرجن ليفسحن أطفالهن على كورنيش ساحل أبين في مدخل حيهم \"حي الشهامة \" وليعطوا الفاسدين الصعاليك دروس في الأخلاق النبيلة ولذا عليهم إن يستعدوا لموعد جديد مع من يحمي الفاسدين الصعاليك هولاء وكان ذلك في يوم الأحد 22 / مارس 2009م عندما قامت قوة من الأمن المركزي بعد مغرب ذلك اليوم بمحاولة أخرى لاقتحام الحي واعتقال مجموعه من الشباب بحجة أنهم اعتدوا على مجموعة من أبناء الشمال في الكورنيش ولكنهم جاءوا بدون أي مسوق قانوني ولا أوامر قبض رسميه.. فتصدوا شباب الحي انتصارا للقانون الذي لا يسمح بمداهمة المنازل واعتقال أي شخص إلا بأمر من النيابة أو أمر قضائي وعلى أن يكون في وضح النهار وقبل غروب الشمس.
وأظن بل أكاد أجزم أن الشاب أحمد الدرويش كان ممن شهد تلك الحوادث وغيرها من الحوادث التي تعرض لها الحي من قبل العساكر الذي يفترض بهم حماية الناس من البلاطجة المستهترين بإعراض الناس .. لا أن يكونوا حامين للصعاليك وناقمين على من يدافع عن عرضه كأبناء حي السعادة الأبطال.
وتمر الأيام وعار الهزيمة التي لحقت بالفاتحين القائمين على قوات الأمن في مدينتنا عدن وأحيائها قد استفحل في نفوسهم الحقد والمكابرة، ودائرة الانتقام تدور.. على الأقل هذا ما تراه الأنفس المريضة بالحقد والثأر المتأصل في عرف القبيلة لديهم، وعلى أبناء الحي المتمدنين أن يستوعب هذه الثقافة القادمة إليهم من القرون الوسطى .. ومن هنا أوجدت هذه الثقافة تخريجة تجعلهم يردوا الصاع صاعين ويعتقدوا إن شماعة الإرهاب هي الكفيلة بجعل الأمر يبدوا منطقي من ناحية ومن ناحية ثانية هي فرصة لجلب المزيد من الدعم الإقليمي والدولي من خلال الإبداع والتفنن بإيجاد مصادر دخل لدعم الحرب على الإرهاب طالما والفرصة مناسبة للانتقام من أبناء الحي المتفاعلين مع الحراك الشعبي الجنوبي السلمي.. كما وأن الأمر كذلك يفيد في إقناع العالم أن يبقي هذا الحاكم الضرورة لمحاربة الإرهاب والمنقذ الذي لولاه لانتشر الإرهاب وأصبح مسيطر في البلد و و و .. ويأتي فجر 24 / يونيو 2010م وفي غفلة من شباب الحي الذي لم يخطر في بال أحدا منهم إن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة من الجبن والغدر لكي يصبحوا في زنزانات الأمن والبحث الجنائي تحت حراسة الأمن المركزي العدو اللدود لهم وكانوا أكثر من 30 شاب من شباب حي السعادة والأحياء المجاورة الذين يلتحمون بصداقات قوية مع بعضهم أوجدتها المعاناة الواحدة لشباب المدينة والجنوب ككل.. ولم يعلموا لأي سبب تم مداهمتهم ولم يعلموا حتى أثناء وجودهم في زنازين البحث عن أنهم متهمين بالانتماء إلى تنظيم محارب عالميا .. وأن قنوات العالم العربي قد وصمتهم بالإرهابيين وصورت حيهم الصغير وكأنة إمارة أسلاميه تابعة للقاعدة .. أو حي من أحياء مدينة قندهار الأفغانية .
وأتذكر هنا ودمعة في مقلتي لم تجف.. لا تريد إن تسقط تذكرت كلام أحد زملاء أحمد الدرويش من المعتقلين معه وهو يصف لنا كيف أخرجوه من زنزانته ، وربطوه وقيدوه من يده اليمنى إلى الشبك وكانوا يشاهدون من فتحة صغيرة بالباب مجموعه من الجنود يضربونه وهو يقاومهم بيد واحد بكل شجاعة.. وهنا أتسأل أين هي القاعدة وأين هم اليوم زملاء الشهيد الذين اعتقلوا معه؟!.. أنهم أبريا وهم في بيوتهم اليوم لم يثبت عليهم أي شي، هل يستطيع العالم إن يعوضهم على ما لحقهم من تشويه في محاولة إلصاق تهم الإرهاب بهم ؟!! .. وهو الحال نفسه اليوم ما يحصل في لودر، أين الإرهابيين الذي تزعم السلطة أنها تحاربهم في لودر؟!! أين قتلاهم أين جرحاهم ؟؟!! لا يوجد إلا جثة رياض الناصروه بائع في بقاله في سوق لودر، وأدهم الشيابي بائع خضروات وفواكه في فرشة في سوق لودر كذلك .
أيها الشهيد الراقد على بعد أمتار من حيك ستظل بطولتك ورجولتك ومواقفك وشهامتك رمزا للأجيال القادمة، فلا غريب إن تسمع الأطفال في \"حوافي \" عدن يلعبوا ((لعبة الدرويش والقتلة)) .. وكلهم يتسابقون من يمثل دور الشهيد درويش .
في الأخير سلاما لهولاء الرجال الذي قابلتهم من أبناء \"حي الشهامة\" ومن أبناء الجنوب وهم يشاركون أسرة الشهيد الدرويش في مصابهم وهو مصابنا كلنا.. وهذه المواقف تجعلني أحس بوجود روح الشهيد تطوف بيننا ونحن معتصمين في مخيمه من خلال شهامة أخوته وأصدقاءه وأبناء حيه وأحس إن الشهيد يبتسم وهو بين ظهرانينا فعلا ويقول لنا من خلال التشخيص الطبي أنهم قتلوه غدرا وعدوانا وان القتلة لن يفلتوا ..