صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
هناك فرق بين الحمى والثورة .., وفرق بين موجة (الموضة) وموجة الغضب .. وهو فرق على ما يبدو أن الرئيس صالح لم يعيه بعد , فهو ما زال يرى في ثورة الشباب المشتعلة في كل المدن والمحافظات اليمنية مجرد ( حمى ضنك) أو ( الكلام البلاطجة الذي لن يمشي)-واللفظ للرئيس صالح -, وأدهى من ذلك انه مازال أيضا لا يدرك أن الجماهير لم تعد تثق في خطاباته وتعهداته ووعوده لها , بل وأكثر من ذلك باتت على قناعة أكيدة بأن ما يقوله الرئيس صالح شيء وما يأمر به ويحدث على ارض الواقع شيء آخر تماما.
وصالح الذي يضع اليوم قدميه على فوهة بركان (ثائر) لن يستطيع منع ثوران البركان وكتم حممه لفترة طويلة وكل ما قدمه من مبادرات أو تنازلات بحسب قوله – إلى كونها متأخرة جدا – ظلت في نظر (الغاضبين) لعبة مكشوفة يحاول من خلالها حماية سلطته التي يزعم انه سئم منها ..!
وأكثر ما يصر صالح عليه هو (خداعه) لنفسه ولمن حوله أو انخداعه بشلة المزايدين والمتمصلحين الذين يحيطون به إحاطة الاسوارة بالمعصم , فهو يدرك في صميم نفسه أن الجماهير الراغبة في رحيله أكثر بكثير جدا من الجماهير الراغبة في بقائه , وهو يعلم أن المتواجدين او المتظاهرين معه كل هؤلاء لم يفعلوا ما فعلوه ويفعلوه حبا في صالح وإنما بمقابل مادي ضخم وضخم جدا يدفع من المال العام فهو لا يحول الناس إلى مرتزقة ويشتري ولائهم بالمال وحسب بل يبدد المال العام الذي هو ملك للشعب وهذا فساد كاف وحده (لخلع الرئيس) فمابالكم وهو إضافة إلى جبال من الفساد تنتشر في كل مناحي الحياة , ولا افهم كيف يطمئن صالح إلى ولاء (مدفوع القيمة) إلا لو كان أشبه بالغريق الذي يتشبث بالقشة..إذا أن أي تفسير أخر غير هذا لا يمكن استيعابه مقارنة بخبرة صالح السياسية وحنكته وما زُعم من حكمته ,بل إن إحساسه بالغرق هو ما دفعه للانجرار وراء أراء المزايدين والمتمصلحين ممن وجد من الأوضاع فرصة قد تكون الأخيرة لنهب اكبر قدر ممكن من ثروات البلاد.., فهؤلاء يدركون خفية أنهم يتناولون العشاء الأخير على مائدة صالح وعليهم أن يصلوا إلى (التخمة) قبل ترك المائدة وتقويض أركانها.
وحالة المخادعة هذه هي التي ستسارع في إسقاط صالح وفرض رحيله ..غير أن ما لم يتنبه إليه صالح هو مطلب الجماهير برحيله ربما لن يستمر كذلك طويلا ,وقد لا ترضى الجماهير الغاضبة والثائرة بمجرد رحيله , وهو منعطف حاد قد تدخل إليه ثورة الشباب خلال الأيام القليلة القادمة , يدفعها إليه المقربين من أسرته في المناصب العسكرية وعلى رأسهم نجله احمد على قائد الحرس الجمهوري وأنجال أخيه محمد صالح , يحيى وطارق وعمار المسيطرين على الأمن المركزي والأمن القومي والقوات الخاصة , بتولي هؤلاء ملف الثورة والتعامل معه بالقمع والقوة العسكرية .
فما شهدته ساحات من اعتداء مسلح على المعتصمين نفذته القوات العسكرية التابعة لنجله وأبناء أخيه خلفت قتلى وعشرات الجرحى كشفت عن وجه إجرامي سينسب لصالح في وقت كان فيه إظهار هذا الوجه للرئيس هو آخر ما يعوزه .., ومن الطبيعي أن تؤيد هذه الجريمة مطالبة الجماهير الأولى بإقصاء أقربائه عن المناصب السياسية والعسكرية والأمنية .., ولا اعلم كيف لم يعي الرئيس صالح حتى الآن أن هذه التصرف الإجرامي حول إليه أنظار الإعلام العربي والعالمي الذي كان مشغولا بما يحدث في ليبيا وتصاعدت أصوات الاستنكار العربي والعالمي في الوقت الذي رأى فيه الشارع اليمني أن هذه الجريمة هي الطريقة التي يعبر بها الرئيس عن شكره للثائرين ..وإذا كان صالح يجسد شكره بهذه الطريقة فكيف سيجسد بقية ما جاء في مبادرته ..؟!
إن جرائم الأمس واليوم ستقود الجماهير الثائره الى المطالبة بمحاكمة الرئيس وليس رحيله .. إلا أنها ومن جانب قدري قد تكون طوق النجاة الذي القي للرئيس صالح ليحافظ على سلطته فيما تبقى له من مدة عبر تقديم المسئولين عن هذه الجرائم إلى المحاكمة بعد إقالتهم من مناصبهم وعندما نتحدث عن هؤلاء المسئولين فإننا نعني قطعيا نجله وأبناء أخيه وليس كبش فداء من هنا وأخر من هناك .. وأظن أن تقديم هؤلاء إلى المحاكمة من شأنه أن يحول حالة الرفض للرئيس إلى تمسك به من الجماهير التي ستلمس – ربما لأول مرة منذ زمن طويل – حرص الرئيس عليهم وعلى حمايتهم من أي خطر يهددهم مهما كان مصدره بما في ذلك هو نفسه أو أبناؤه وأبناء أخيه .. وحينها لن يكون الرئيس في حاجة لهؤلاء لحمايته لأن الجماهير التي انتصر لها هي من سيحميه .. ولكنه انتصار يبدو في نظر صالح مخاطرة ليس على استعداد لخوضها ويفضل عليها المراهنة على أبنائه وأبناء أخيه وأسرته لحمايته وحماية سلطته التي تحولت إلى سلطة لهم أيضا غير معتبر لما آل إليه مصير نظيره حسني مبارك وما يؤل إليه مصير نظيره الآخر معمر القذاقي الذي يتشبث بحماية أبنائه وأقاربه وأسرته له ..وليكون برهانه هذا يمنح الثائرين الحق كل الحق في المطالبة برحيل نظامه ومحاكمته وربما يكون أول رئيس عربي مخلوع من رؤساء (ثورات الرحيل) يمثل للمحاكمة.. لتكون اليمن فعليا ليست مصر أو تونس على حد تعبير صالح نفسه ..