اليمن بين شباب الثورة الأحرار والثعلب المكار
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الأحد 03 إبريل-نيسان 2011 07:16 م

خرج قديما ثلاثة نفر من أهلنا يبحثون عن طعام يسد جوعهم في وقت شدة وقحط .. فوجدوا ثعلبا في طريقهم فقرروا صيده وأكله .. وبدأت عملية الصيد بمطاردة الثعلب جريا على الأقدام .. واستمرت هذه العملية في حلقة بين الصعود والهبوط والكر والفر .. فمن سهل إلى جبل ومن واد إلى تل ومن جربة إلى سوم قرروا صيده اليوم .. ولم يثنهم عن عزمهم النيل منه أي عائق صخري أو رملي .. حتى حانت النهاية المحتومة ... سقط الثعلب منهكا متعبا مستسلما لمطارديه فقاموا بذبحه ولم تسل منه قطرة دم .. لقد أرهقوه طردا حتى نشف دمه في عروقه تعبا ورعبا ..

هذه القصة ذكرتني بما يدور اليوم من نزال وطراد بين شباب التغيير ورجاله وبين ثعلب اليمن المكار ( علي عبد الله صالح ) .. فبرغم محاولاته المستميتة الفكاك من هذه الأزمة بالحيل والألاعيب فانه لم يستطع الفكاك منهم ولا هم بالذين ملوا منه فتركوه ينفذ بجلده .. ولكن كيف يتركونه وقد بلغ بهم الجوع للتغيير مبلغه .. والشوق لسد رمقهم بحاكم عادل قمته .. والأمل في غد مشرق آمن ذروته .. فبهذه الدوافع القوية سيظلون وراءه لن تثنيهم الصعاب ولا التهديد ولا الوعيد .. ولا القتل ولا التشريد .. كرا وفرا .. ليلا ونهارا .. صعودا وهبوطا .. ولن يزيدهم طول الوقت وبعد المسافات إلا إصرارا على بلوغ هدفهم المنشود بسقوط الثعلب المكار .. محترف الروغان واللف والدوران .. فان كان قديما يمرر هذه اللفات فاليوم زمانه قد فات ومات .. فات وقت استغفالك الناس بالكلام المعسول .. والاستخفاف بالعقول بكل ما هو غير معقول .. ولتعلم أن من بقي حولك إنما هم يريدون مص ما تبقى من قطرات عسلك المغشوش .. وأكل أخر حبات قمحك المبلول .. ثم سيتلذذون بمشاهدة مصيرك الأليم .. وسينقلبون غدا على أعقابهم يبحثون عن غيرك يعيشون في دمه كفيروسات الوباء وسيبدلون جلدهم بما يتناسب مع الوقت وتقلب الهواء .. وسيرددون في وضعهم الجديد ساخرين منك أيها القديم العتيد العنيد لقد استطعنا استغلاله حتى أخر رمق في حياته وحكمه .. والعجيب حاليا أن كل واحد منكم يظن أنه قد استغل الأخر وضحك عليه .. والشاطر من سيضحك أخيرا عليكم بما كنتم تمارسونه من الغباء والحيل والحماقة .. فبقاءكم على الكرسي بزيادة يوم أو يومين لا يعني لنا أنكم فزتم بالصدارة بل هو عنوان الخسارة ما دامت النهاية ستكتب قريبا بزوال المعلم وكل صبيان الحارة .. لم يعد يهمنا حوارك ولا مبادراتك ولو اتفقت القوى السياسية على أمر دبر بليل معك فلن نرضى بأقل من رحيلك وزوالك .. الثعلب اليمني محترف في مضماره .. يجيد فن الالتواء والالتفاف على كل غارة .. ولكن صياديه اليوم محترفون ومطارديه بارعون سيرهقونه صعودا وسيتعبونه نزولا .. وسينشفون ريقه جريا .. وسيجمدون دمه هتافا .. وسيسقط حتما منهكا متعبا مستسلما .. ولن تنفعه ثلوج جبال أمريكا في الاختباء منا ولا رمال صحراء دول الخليج في الفرار عنا ولا غابات أوروبا وهضاب أفريقيا في الهروب من بين أيدينا .. وسيبقى رأسك أيها الثعلب معلقا على الحائط تتأمله العيون فتتذكر بأنه كان يوما ماكرا جسورا فغره مدح المنافقين ونصح الفاسدين فأصبح مدحورا مثبورا .. وسيظل جلدك مفروشا على مدخل الوطن تطأه الأقدام وتمسح عليه ما علق بها من أوساخ وقذارة ليكون عنوانا لأخر ألامنا ومتاعبنا فندخل البيت على وضوء وطهارة .. .. ولكننا سلميون ونعلم أنه لم يبق فيك قطرة دم من حياة أو حياء .. فأنت حي ميت .. فبدلا من الذبح سيكون الطرد من الوطن أو السجن جزاء وفاقا لكل ما اقترفته يداك من قتل وتنكيل ونهب وتضليل

اهرب ما شئت وفر كيفما شئت .. وناور حسبما شئت وخذ وقتك ورتب أوراقك .. واجمع جندك واحشر سحرتك .. وانفق كل ما بقي في خزائنك .. فالنهاية جلية وواضحة عنوانها رحيلك وطردك ..

وعندها سيكون سقوطك ذليلا عبرة لمن خلفك وآية على أن الشعب إذا ثار فقد حانت لكل ظالم النهاية ..