النفخ في نتن المناطقية .. عيب .. يا صحيفة الثورة !!
بقلم/ د شوقي القاضي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر
الخميس 17 مارس - آذار 2011 09:03 م

• من أروع ما حققته اعتصامات الشباب في جميع المحافظات اليمنية [ من شمال صعدة إلى سواحل عدن ، ومن شرق المهرة إلى غرب الحديدة ] هو ذاك الانتصار المشهود على نتن المناطقية والطائفية والفئوية التي عزَّزها النظام البائس بسياساته الحمقى ـ المقصودة منها وغير المقصودة ـ فلا غرابة أن تجد شباب اليمن في جميع اعتصاماتهم كقلب إنسانٍ واحد ، لا تمايز بينهم ولا فوارق ، يهتفون بصوت واحد [ لأجل اليمن ] ويرفعون علماً واحد [ وكم عجز بلاطجة النظام من الدَّس بأعلام ورايات تشطيرية ] أنهم شباب اليمن .. وكفى.

• ونحن كيمنيين وكمسلمين وكأي منتسبين لأديان الله ، نؤمن أننا شعب واحد ، وآمال واحدة ، وغايات كبرى واحدة ، وأن أكرمنا هو أتقانا لله وأنفعنا للناس ، فلا مناطقية ولا مذهبية ولا فئوية تفرق بيننا ، فكل مناطق اليمن وعشائرها وقبائلها وفئاتها ومذاهبها وطوائفها وحتى أديانها على العيون والرؤوس والمُقَل ، مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات ، يحكمنا دستور وقانون نرتضيه ونتوافق عليه.

• هذه الحقائق ـ للأسف ـ لم يستوعبها البعض فلا زالوا يراهنون على تأجيجها والنفخ في رمادها ، ومصيرهم الخسران ، لأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، ولأن النفخ في نتن التمايز الطائفي والمناطقي مرفوض وقد أمرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بتركها فقال: دعوها فإنها منتنة.

• ومع أن النواب الذين قدموا استقالاتهم من الحزب الحاكم ، وأعلنوا التحاقهم بركب الشباب المنادي بالتغيير 21 نائباً ـ والبقية في الطريق ـ هؤلاء النواب ينتمون إلى 14 محافظة يمنية هي:[ أمانة العاصمة ، صنعاء ، عدن ، الحديدة ، عمران ، ذمار ، تعز ، حجة ، صعدة ، أبين ، ريمة ، المحويت ، البيضاء ، إب ] إلا أن الإخوة في صحيفة الثورة الرسمية ـ التي تغطى موازنتها من مال الشعب ـ نحت وبطريقة غريبة ومريبة منحى مناطقي ـ غير نظيف ـ وتركت جميع النواب وجميع مناطقهم ومحافظاتهم ، وخصصت ربع صفحة من صفحاتها في عددها [ 16926 / الأربعاء 16 مارس 2011 الصفحة 4 متابعات ] بنفس مناطقي ـ غير نظيف ـ عنونته بـ[ حقيقة استقالات البرلمانيين في تعز ]!! ومع أن الموضوع لا يستحق الرد والمناقشة لركاكة حبكته وتفاهة أسلوبه ، فالنواب الذين استقالوا من الحزب الحاكم يعرفهم زملاؤهم في البرلمان ، وتعرفهم جماهيرهم ، وهم أولاً وأخيراً أقوى ثقة بأنفسهم وإلا لما أقدموا على خطوة شجاعة وجهروا برأيهم دون خوف أو طمع ، لكن ما يثير الريبة في هذا المقال ـ غير النظيف ـ هو أنه تجاهل استقالة 18 نائباً يمثلون 13 محافظة وركَّز على 3 نواب فقط هم نواب تعز المستقيلين ، وزيادة في السقوط كان عنوان المقال [ حقيقة استقالات البرلمانيين في تعز ]!! تأملوا: في تعز !!! هذه المحافظة التي انطلق رأس النظام الرئيس علي عبد الله صالح منها .. وظهر الأخ رئيس تحرير الصحيفة أ. علي ناجي الرعوي منها !! ويتشرف للانتساب إليها رئيس مجلس الشورى أ. عبد العزيز عبد الغني ، و د. رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية ، وأستاذي الشيخ سلطان البركاني رئيس كتلة المؤتمر البرلمانية ، وآخرون كُثُر .. لا أدري ما موقفهم من هذا التوجه الخطير الذي عبَّر عنه هذا المقال المسخ ؟! .. ولله در من قال:

بَقَرْتَ شُوَيْهَتِي وفَجَعْتَ قَلْبِي ***** وأنتَ لشَاتِنا ولدٌ رَبيبُ

غُذِيتَ بِدُرِّها ورَبَيْتَ فِينَا ***** فَمَنْ أنْبَاكَ أنَّ أبَاكَ ذِيبُ

إذا كانَ الطِّبَاعُ طِبَــاعَ سـوءٍ ***** فـلا أدبٌ يفـيدُ ولا أديبُ