الخيانة من الداخل
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: سنتين و شهر و 26 يوماً
الأربعاء 21 سبتمبر-أيلول 2022 04:58 م
 

يوم النكبة الأسود والنخبة الخائبة! النخبة الخائبة تنتظر بلا غداء في دار الرئاسة! ودخلوا دار الرئاسة بعد أن أكملوا اجتياح صنعاء تماما في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات في 21 سبتمبر 2014!

انتظرتهم النخبة الخائبة للتوقيع في دار الرئاسة ظهرًا حسب الوعد! .. انتظروا ..وانتظروا ..

بينما كان الحوثيون مشغولين بإسقاط مراكز العاصمة العسكرية واحدًا بعد الآخر اجتاحوا صنعاء كاملة من شمالها لجنوبها بما في ذلك التلفزيون ووزارة الدفاع والقيادة والبنك المركزي حتى وصلوا إليهم في دار الرئاسة الثامنة مساء!

وكان الجميع في دار الرئاسة يسمعون أخبار الاجتياح واجمين غير مصدقين ما يحدث ..

رغم أنهم جميعاً كانوا أبطال المأساة وشهود الكارثة ومسؤوليها ولو بِنسَب متفاوتة! لكن بعضهم كان يزغرد في داخله .. ولبِس التوزة في تلك الليلة محتفلا في بيته..

كان يظن أن ما يحدث هو تقليم لأظافر الإصلاح وأنيابه! بل أن ذلك نهاية للجمهورية ولرئيسها وأنه سيعيد الجمهورية ..

الجمهورية حقّه وحده! ولم يعرف أنها بداية نهايته هو ونهاية الدولة ونهاية خصومه حتى! لم يقرأوا تاريخ اليمن مع الإمامة! للأسف ..

كانت عقلية العكفي وليس عقلية رجل الدولة! رجل الدولة لا يخون بلاده وشعبه حتى من كنا نظن أنهم رجال دولة ولم يكونوا عكفة خيبوا ظننا من أقصى اليسار لأقصى اليسار! العكفي وطلع عكفي ..

لكن أنت يا من قرأت حتى عميت وشرّقت وغرّبت ..

ماذا حدث لك حتى تأمن ضباع التاريخ وغباره؟! ظن الرئيس هادي أن وجود جمال بن عمر إلى جانبه ومعه العشرة السفراء هو صمّام الأمان ..

كيف لا وهو ممثل العالم لديه! لم يكن يعرف أن جمال بن عمر في النهاية مجرد موظف في الأمم المتحدة لايستطيع أن يوقِف انهيار الحائط المنهار بيديه!

الحائط الذي عمل الجميع على سقوطه على رؤوسهم وخصوصاً الزعيمين السابق واللاحق!  

  ووقّعوا أخيرًا على السّلم والشراكة ولغبائهم لم يعرفوا أنهم يوقّعون على استسلام الدولة وتسليم البلاد! لقد وصلوا إليك بعد اجتياح مكتبك الفخم الجديد ووزارة دفاعك في العُرضي!

لم يكن 21 سبتمبر إلاّ محصّلة نهائية لاجتياح عمران وقبلها دمّاج ..ثم حاشد وأرحب وقبلهما كل شمال الشمال تلك الساعة كانت محصّلة لكوكتيلٍ سام يمكنه أن يهدّ أقوى دولة في العالم ما بالك باليمن المتقاسم المقسوم!  إنه كوكتيل الخيانة من الداخل! خان نفسه فيما يعتقد أنه يتذاكى!  كوكتيل الخيانة والغباء سُمٌ زعاف