كيف سيحتفي الجنوبيون بعيد الوحدة؟
بقلم/ صدام أبو عاصم
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 21 مايو 2010 07:59 م

تلبس الوحدة اليمنية غدا السبت، رداء الفرحة العشرين. لكن أي ثوب قشيب سيجدد التأكيد على أنها مازالت تعيش عمر الزهو والشباب. الوحدة إذ تحتفي بمرور عقدين من الزمن في مسيرة حياة متروك مآلها للقدر في الأول والأخير. لأول مرة تجد نفسها خجولة أمام أبنائها المتباينة مشاعرهم.

في السنوات الأخيرة من عمرها، لم تعد الوحدة اليمنية وذكراها السنوية بالنسبة للبعض في جنوب البلاد بمثابة توقيت يشيء بالفرح والاعتزاز. بل العكس من ذلك تماماً. تحولت بالنسبة لهم إلى ما يشبه ذكرى العار. وهو ما عبرت عنه بعض فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال في فعاليات احتجاجية تزامنت مع ذكراها للأعوام السابقة والعام الماضي على وجه التحديد.

لم تمر اليمن بأزمات متعددة سياسية واقتصادية وعسكرية كما مرت بها في السنوات الأخيرة والتي تقف على رأسها بالطبع، أزمة الجنوب. وهذه الأزمة بالذات وتداعيها هي التي جعلت من الاحتفاء بالعيد العشرون للوحدة الوطنية بمثابة احتفاءً مستفز لكلا الطرفين. مع أن غالبية اليمنيين مع الرأي الذي يؤكد أن الوحدة منجز لكنه لم يكتمل. وهدف سام غير أن خيره لم يعم جميع أبناء الشعب.

بعيداً عن الغوص هذه الزاوية، تبقى هناك نقطة أهم؛ كيف ستمر هذه الذكرى على بعض أبناء المحافظات الجنوبية المنضويين تحت ألوية وتكتلات وكيانات الحراك الجنوبي بعد أن أضحت رسالتهم في تقدري الشخصي شبه موحدة في المطالبة بفك الارتباط. مع أن هذا الأمر بالطبع ليس حلاً لمشكلتهم ولا لمشكلة كل اليمنيين في الشمال والجنوب. لأن المشكلة في اليمن كلها تكمن في لوبي فساد مهيمن يعمل من أجل مصالحه الشخصية ويسخر كل مقدرات وثروات الوطن لمخزونه الشخصي وأقاربه والمتعاونين.

مع اقتراب ذكرى عيد الوحدة الــ22 توالت تصريحات لبعض الحراكيون أنهم سيستقبلون عيد الوحدة على طريقتهم. وسيجعلون من يوم الابتهاج بالذكرى يوم للغضب. حد توصيفهم له. قبلها كانت قد تتابعت بعض الاحتجاجات متنوعة الأساليب ومتطورة الوسائل. ففي غضون أسبوع واحد فقط وتلاحقت عدة أحداث تدل على تطور الاحتجاج ومنها على سبيل المثال انفجارات التواهي ومقتل مدير مباحث بمحافظة عدن واستهداف مواكب نواب رئيس الوزراء أبو رأس في شبوة والعليمي في الحبيلين بمحافظة لحج فيما أكدت مصادر إعلامية في ذات السياق والتوقيت أنه كان بالأصل استهدافاً لموكب الرئيس عند عودته من دعن إلى تعز مكان الاحتفال. كل هذه المؤشرات وغيرها من التهديدات بالتصعيد تؤكد أن الاحتفال بعيد الوحدة هذه المرة مغاير للابتهاج في المرات السابقة. وتدل على أن هناك ربما أشياء لا تسر الجميع.

في منحى آخر، أكدت الأنباء الرسمية ومنذ وقت مبكر أن الرئيس علي عبدالله صالح سيلقي خطاباً هامة في عيد الوحدة المقرر أقامته غداً في مدينة تعز. إذ يرجح مراقبون أن يكون للأزمات السياسية والوطنية والعسكرية في شمال الوطن وجنوبه وإعلان عن مبادرات لحلحلة هذه الأزمات نصيب من هذا الخطاب. وفيما تكررت الإعلانات ومنذ وقت مبكر أيضاً عن هذا الخطاب الذي سيكون هام، توقعت مصادر سياسية أن يعلن الرئيس عن مبادرة سياسية للمصالحة وطي صفحات الماضي وترطيب الأجواء المحتقنة بالبلاد في ذكرى مرور عشرين عاما على توحيد البلاد. طبقاً لمصادر إعلامية.

بالطبع، تكاد وجهات نظر كل المراقبين والمهتمين في الداخل والخارج تتحد فيما يتعلق بجدية الخطاب الهام الذي أعلن عنه غير مرة للرئيس صالح في احتفال الوحدة بمحافظة تعز السبت. ولاسيما فيما يخص طرح مبادرات واضحة وصريحة لحلحلة بعض الأزمات التي تكاد تعصف بالبلاد. وعلى رأسها أزمة الجنوب والوحدة.

فالوحدة التي بدأ المئات من أنصار الحراك الجنوبي في بعض مناطق بعض محافظات الجنوب يطالبون بفضها وإعلان انفصال الشمال عن الجنوب يجب طبقاً لرأي كثيرين، أن يتم الحفاظ عليها بإصلاحات حقيقية وجادة تنجي اليمن من ويلات التشرذم وتضمن سلامة أبناءه من العودة إلى ماضي الانشقاق والوهن. ولا ينظر لأي مطالب حقوقية بنظرة استخفاف أو تجاهل حتى لو كانت ضد الوطن الموحد لأن لا احد في تقديري الشخصي سيطالب بحقوق مشروعة وتنفذ ثم يعود للمطالبة بحقوق غير مشروعة.

s.asim84@gmail.com