حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''
هجمات مباغتة لرجال القبائل تستهدف نقاط الحوثيين في الحنكة بمحافظة البيضاء
حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''
زلزال بقوة 5 درجات قرب سواحل اليمن
قميص ميسي قبل انضمامه لبرشلونة يطرح بمزاد مقابل مبلغ خرافي
فساد بالمليارات .. ترامب يؤكد ثقته في الكشف عن احتيال البنتاغون.
الريال اليمني يسجل انهيارًا غير مسبوق بتجاوزه 2300 مقابل الدولار
انضمام تركيا وقطر للجنة الشراكة الصناعية التكاملية
لأول مرة طوفان سعودي غير مسبوق ضد نتنياهو وترامب
ترامب من جديد يعلن شراء غزة.. ويكشف عن دولة ثرية في الشرق الأوسط ستقوم بإعادة بنائها لندن- عربي21
ربما يكون سقوط الطائرة المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مجرد حادث طبيعي ناتج عن سوء الأحوال الجوية، لكنَّ احتمالات أن تكون عملية اغتيال مدبرة ومرتبة سلفاً واردة أيضاً، وفرضية أن تكون إسرائيل ضالعة في هذه العملية يجب أن تظل حاضرة، خاصة في ظل الصراع الذي تشهده المنطقة برمتها.
وفاة الرئيس الإيراني بسقوط (أو إسقاط) المروحية، التي كان يستقلها تعيد التذكير بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي، الذي توفي إثر سقوط المروحية التي تقله سنة 1987، كما تعيد التذكير بوفاة الملكة علياء في الأردن سنة 1977 عندما كانت في طريقها من الطفيلة إلى عمَّان، وكانت حينها تقوم برحلة نادرة الحدوث في العالم العربي، حيث كانت تتفقد مستشفى حكومي هناك، بعد أن وردت إليها شكاوى من بعض المرضى عن سوء الخدمات، فما كان منها إلا أن أخذت معها وزير الصحة (توفي في الحادث أيضا) وذهبت إلى هناك للوقوف على الشكاوى والاستماع لآهات المرضى.
وبعيداً عن استعراض الحوادث المشابهة، التي ربما تكون مدبرة أو طبيعية، فإن ثمة جملة من المعطيات التي تزيد الشكوك بأن تكون وفاة الرئيس الإيراني هي عملية اغتيال مدبرة، وأن يكون الإسرائيليون هم من يقف وراءها، وهذه المعطيات هي كالتالي:
من غير المتوقع أن يكون للحادث تأثير يُذكر على السياسات الإيرانية، ذلك أن إيران دولة كبيرة وقوية وفيها نظام سياسي وقانوني وقضائي مستقر، وليست محكومة من قبل شخص بعينه.
أولاً: الطائرة التي سقطت هي واحدة من بين ثلاث طائرات، أفلتت اثنتان بينما سقطت طائرة الرئيس، فضلاً عن أن مخاطر الطريق والتحليق فيه من المؤكد أنه تم تقييمها سلفاً، ما يعني أن الأحوال الجوية لم تكن سيئة لدرجة عرقلة حركة الطيران أو تهديد سلامة المروحيات.
ثانياً: تعطل خدمات نظام تحديد المواقع «جي بي أس» قد يكون أمراً مدبراً، وقد قامت إسرائيل فعلاً بالتشويش على هذا النظام وتعطيله عندما تعرضت للهجوم الإيراني بالمسيرات مساء يوم 13 نيسان/ أبريل الماضي.
ثالثاً: إيران تتعرض منذ سنوات لحملة اغتيالات أصبح واضحاً أنها ممنهجة، فخلال السنوات العشر الأخيرة تم اغتيال عدد كبير من العلماء والخبراء العسكريين وعدد من العاملين في المشروع النووي، وهي سلسلة اغتيالات تقول طهران إن تل أبيب هي التي تقف وراءها، خاصة أنها اغتيالات مدروسة بعناية، وتستهدف شخصيات بالغة الأهمية، بعضها ربما كان أهم من الرئيس الايراني ذاته، بسبب أنها شخصيات لها علاقة بمشاريع استراتيجية بالغة الأهمية.
رابعاً: اللافت دوماً في كثير من عمليات الاغتيال الاسرائيلية التي تتم خارج الأراضي الفلسطينية، أنها تتم بصمت وعناية فائقة، ويحاول الإسرائيليون أن لا يتركوا خلفهم أي أثر أو علامة، كما أن إسرائيل لم يسبق لها أن اعترفت بعمليات اغتيال أو تبنتها، خاصة تلك التي تحدث في الخارج، والأمثلة على ذلك كثيرة ربما أشهرها عملية اغتيال وديع حداد الذي ظل الفلسطينيون يظنون لأكثر من ثلاثين عاماً أنه مات بالسرطان، ليتبين أن جهاز الموساد الإسرائيلي دسّ له السم في قطعة شوكولاته تناولها مع فنجان القهوة التي يحبها، وبعدها سرعان ما بدأ جسده يتهاوى الى أن توفي في أحد مستشفيات ألمانيا سنة 1978.
خامساً: تأتي وفاة الرئيس الإيراني بعد شهر واحد فقط على الهجوم بالمسيرات والصواريخ، الذي شنته طهران ضد المواقع الإسرائيلية، وهو أول هجوم من نوعه على الإطلاق، إذ لم يسبق أن حدث اشتباك عسكري مباشر بين الطرفين، ولم يسبق أن نفّذ الإيرانيون هجوماً انطلق بشكل مباشر من أراضيهم، واستهدف مواقع الاحتلال الإسرائيلي.. وكان لافتاً أن إسرائيل لم ترد على الفور، وهو ما أعطى انطباعاً لدى الكثيرين بأن تل أبيب تُعد لرد يقيها شر الانزلاق في حرب مباشرة ومفتوحة مع إيران وحلفائها في المنطقة.
والخلاصة هي، أن وفاة الرئيس الإيراني ومن معه في الطائرة ربما يكون حادثاً طبيعياً نتج عن سوء الأحوال الجوية، لكنه يفتح الباب أمام نزيف من الأسئلة، ويستدعي التحقيق الموسع والعميق لما حدث، خاصة أنه يأتي تتويجاً لعدد كبير من الاغتيالات التي استهدفت إيران خلال السنوات الأخيرة. ومن المهم الإشارة في جميع الأحوال إلى أن الحادث، سواء كان طبيعياً أم مدبراً، فإن من غير المتوقع أن يكون ذا تأثير يُذكر على السياسات الايرانية، ذلك أن إيران دولة كبيرة وقوية وفيها نظام سياسي وقانوني وقضائي مستقر، وليست محكومة من قبل شخص بعينه.