هل يدفع "صالح" "الزنداني" لمواجهة "الحوثي"؟
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
الأحد 06 مايو 2007 10:00 م

زيارة الرئيس صالح الاخيرة لواشنطن اثارت الكثير من الابعاد المرتبطة بشكل مباشر او غير مباشر بملف الحوثي.

وهذه الابعاد تتجاوز الدعم العسكري الذي حصل عليه صالح والمقدر بأربعة وخمسين مليون دولار الى محور المطالبة والاهتمام الذي اظهره الرئيس صالح بشكل اكثر علنية من ذي قبل بمسألة رفع اسم الشيخ الزنداني من قائمة الارهاب وهو الامر الذي يمثل بعدا له اهميته المحورية في هذا التوقيت بالذات حيث يبرز السؤال: هل نحن امام صفقة بين صالح والشيخ الزنداني يتعهد من خلالها صالح بالسعي الى رفع اسم الزنداني من قائمة الارهاب مقابل قيام الزنداني وتياره الاسلامي او طلابه بالقيام بذات الدور الميداني الذي لعبوه في حرب الانفصال عام 94م في حرب الحوثي الدائرة في شمال اليمن؟

صالح يبدو في أمس الحاجة للشيخ الزنداني واستخدامه في حرب صعدة قد يكون الورقة الرابحة المتبقية امامه وخصوصا مع طول امد الحرب. وورقة الزنداني الرابحة ربما تكون الحاسمة في حال لم تفلح الورقة العسكرية المتمثلة بعلي محسن الاحمر والجايفي ومطهر رشاد المصري في كبح جماح التمرد الحوثي الذي يبدو عنيفا في ظل وجود الدافع العقائدي الذي يحرك اتباعه وهو ما يستدعي وجود تيار عقائدي مضاد.

ويعد تيار الزنداني هو الانسب والاكثر قوة في هذه المواقف لعدة اعتبارات اهمها انه ليس محسوبا على أي طرف خارجي. ويظل الامر مجرد احتمال وارد تدعمه العديد من الاسباب والعوامل يمكن تحديدها فيما يلي:

اولا: تثبت التجربة التاريخية خلال فترات حكم صالح المختلفة ان الشيخ الزنداني يعتبر بالنسبة للرئيس صالح رجل المواقف الصعبة ليس من الناحية الدينية فحسب بل والعسكرية ايضا ويمكننا ان نلمح ذلك من خلال استخدام صالح للزنداني ولجبهته الاسلامية في تمرد المناطق الوسطي في الثمانينات ثم في حرب 1994 وحتى خلال المواجهات السياسية استخدم صالح الشيخ الزنداني اكثر من مرة كان اخرها الانتخابات الاخيرة.

واستطاع الزنداني في المقابل ان يحقق عدة اهداف من صالح اهمها كسب الدعم لتياره الاسلامي ليصبح الحزب السياسي الثاني في اليمن والاهم من ذلك هو الحصول على دعم صالح لجامعة الايمان.

ثانيا: القوة الكامنة في تمرد الحوثي هي عقائدية ودينية بالدرجة الاولى وهو ما يجعل من الصعوبة على القوات العسكرية تحقيق نصر سريع عليهم. فالمقاتل من الحوثيين يقاتل وفي صدره وصية عقائدية تبشره بالجنة ويحتسب قتاله بأنه شهادة في سبيل الله وبالتالي فإن صالح قد يجد نفسه مجبرا على الدفع بتيار ديني لمواجهة تيار الحوثي وتيار الزنداني هو الاقرب للمواجهة مع الحوثي لعدة اسباب اهمها انه لا يمكن لصالح الاستعانة بتيار السلفيين لانه محسوب على السعودية ولان الصراع سيصبح بين صراعا سنيا شيعيا.

والاهم هو ان تيار السلفيين ليس لهم أي تجربة سابقة في القتال بعكس اتباع الزنداني الذي يتمتعون بخبرة واسعة في القتال ابتداء من تجربتهم في افغانستان وصولا الى مشاركتهم الفعاله في حرب الانفصال في عام 1994.

ثالثا: استخدام التيار الديني في صعدة مازال حتى اللحظة مقتصرا على المواعظ التي تقدم من المشايخ والعلماء للجنود ووجود تيار ديني مشارك في المعارك الميدانية والمدعوم سياسيا يبدو امرا في غاية الاهمية لكسب المعركة وخصوصا في حال كان هذا التيار مشارك في الحياة السياسية او على الاقل كان زعيم هذا التيار رجل سياسي وديني بحجم الشيخ الزنداني.

رابعا: مع اقتراب موعد رحيل الادارة الاميركية الحالية يتزايد القلق لدى الشيخ الزنداني من ان تأتي الادارة الاميركية الجديدة للمطالبة به من جديد وهو ما يمكن لصالح ان يستثمره بحيث يسعى بجد الى استثمار الفترة المتبقية من رئاسة بوش للمطالبة برفع اسم الشيخ الزنداني ولا يستبعد في هذا الاطار ان يسعى الرئيس صالح الى عقد صفقة مع واشنطن لرفع اسم الشيخ الزنداني من قائمة الارهاب مقابل بذل المزيد من الجهود النوعية في ملف الارهاب وملاحقة اعضاء تنظيم القاعدة في حال تمكن الشيخ الزنداني من مساعدة صالح على حسم ملف الحوثي بشكل نهائي.

خامسا: الادارة الاميركية لا تمتلك أي دليل مادي يثبت تورط الشيخ الزنداني في أي انشطة ارهابية وهو ما يدفع باتجاه وجود تفاعل اميركي محتمل مع مسألة رفع اسم الشيخ الزنداني من قائمة الارهاب وهو ما يخدم تحقيق أي اهداف قد يسعى اليها الرئيس صالح بخصوص كسب دعم قوي من الشيخ الزنداني في معركة صعدة. وتبدو جماعة الزنداني هي الورقة المتبقية امام صالح في حال طال امد الحرب الدائرة في صعده لضمان جملة من العوامل أهمها ضمان وجود جبهة دينية قوية تدعم القوات العسكرية لمواجهة تمرد الحوثي وحسمه نهائيا، وايجاد تيار ديني معتدل قوي ليس سلفيا متشددا وليس شيعيا ولا يحسب على أي طرف من الاطراف الاقليمية ويقوم هذا التيار على جماعة الزنداني المعتدلة والتيار السلفي المعتدل بزعامة الشيخ ابو الحسن المصري المأربي.

نقلاً عن ميدل است