آخر الاخبار

تعرف على قائمة الهوامير الذهبية التي تضم أسماء 25 قياديا حوثيا تم مناقشة الإطاحة برؤسهم وكيل محافظة مأرب يكشف عن أكبر تهديد بيئي واجتماعي يهدد عاصمة المحافظة المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر تسع محافظات يمنية من الأمطار والسيول لأول مرة في تاريخ الغرب.. طوفان من التأييد الأوروبي لغزة وإيبال توثق26 ألف فعالية في 20 بلدا أوروبيا خلال عام الإدارة الأمريكية تتعمد إخفاء الأرقام الحقيقة... واشنطن تغرق إسرائيل بالمساعدات العسكرية تعرف على ابسط الأرقام حريق مخيف يلتهم أحد حافلات النقل السياحي بمحافظة أبين كانوا في طريقهم الى السعودية تاجر الموت بموسكو يعقد أكبر صفقة لبيع الأسلحة الروسية للمليشيات الحوثية في اليمن لضرب الملاحة الدولية وزير الدفاع يفتح ملف التعاون مع أمين التحالف الإسلامي العسكري بالرياض تراجعات بأسعار النفط بعد أكبر مكاسب أسبوعية في نحو عامين حركة حماس تفاجئ تل أبيب في ذكرى طوفان الأقصى برشقة صاروخية هزت المنطقة

الإدارة التربوية من الأزمة إلى الفساد
بقلم/ عبد الرحمن المولد
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
السبت 12 مايو 2007 11:58 ص

مأرب برس - خاص

تنتهي رحلة العقلاء بالحكمة ، وتبدأ رحلة الأشقياء في نهايتها ، عندما يسألون كيف بدأ هؤلاء ، ؟ لماذا لم نلاحظ بدايتهم ... , ومع أنهم وصلوا إلى النهاية فان أسألتهم مازال ساذجة ومليئة بالشقاء ، ولأن البدايات الخاطئة في عرف المناطقة ، لا تؤدي إلى نتائج صائبة ،والحديث عن الإدارة التربوية وهي تشهد تحولا من الأزمة إلى الفساد يأتي في سياق مقال كنت قد تحدثت فيه عن أزمة الإدارة التربوية ، وعن ضربة الحظ التي قد تصل ببعض الأفراد من المحيط التربوي أو غير التربوي إلى سدة الإدارة التربوية في مجمل هيكلها الارتجالي الغامض ، مع جهل هؤلاء بحيثيات الإدارة الأكاديمية والفنية ناهيك عن الأخلاقية ، وقد أثار الموضوع بعض الآراء بين المعارضة والتأييد لما ورد فيه ، غير أن احد أصحابي جاءني من فوره وأخبرني ، أنه أكثر من عانى من هذا النمط ، في الإدارات التربوية ، حتى وصل به الحال إلى الرغبة في الاستقالة ، وقد أعد استقالته تأهبا لتقديمها ، ولذا يحملها في حقيبته ،أينما ييمم، ولم أجد مانعا من قراءتها ، فكانت من الطرافة بمكان يسوغ إطلاع القارئ عليها ،وهذا نصها "بحثا عن الانعتاق من سراديب التربية المدلهمة ، ومن رقها التقليدي ، ومن غطرسة مديريها ك((....))في مكتب التربية بــ (.....) وأضرابه في غيرها , الذين يقفون في وجه الإبداع بسوداوية شرسة ، ويعطلون الطاقات الخلاقة بكل ما أوتوا من قوة شريرة في الأرض... من أجل ذلك الظاهر .. ومن أجل خفي في نفوسهم_ ندعو الله أن لا يظهر_ فإني لا أجد مندوحة عن هذا المهيع"

 المعلم/.....

دكتوراه في الإدارة التربوية

ثم قلت لصاحبي إنك لم تذكر أسبابا جلية لاستقالتك، فقال صاحبي لعل تداخل الأسباب وتشابكها، جعلني أفرد لها ملحقا خاصا ثم أخرج من حقيبته، ما سماه ملحقا، فوجدت أن الاستقالة لا تتضح إلا بهذا الملحق، الذي بدأه صاحبي قائلا:

بعد أتمامي دراسة الدكتوراه على نفقاتي الخاصة خارج الوطن ، عدت إلى عملي في التربية والتعليم ، فلم أجد تربية في التربية ، ولا تعليما في التعليم، ثم توقف عن قراءة الملحق وأخذا يفسر معنى هذه العبارة متسائلا :

وهل من التربية أن تسرق وثائقك العلمية من ملفك الوظيفي؟

وهل من التربية أن تقدم لمدير التربية مقترحا لتطوير الإدارة التربوية فيرفض لأنك لم تسلم إلى الجلاد أوراقك كاملة؟

وهل من التربية أن تلح في طلب عمل يتناسب مع مؤهلك العلمي ، فيظهر أسمك في كشوف المنقطعين؟

هل من التربية أن تلتقي مسئولا رفيع المسؤولية في الوزارة ، وتخبره أنك تملك أفكارا جديدة ، تصب في نفع الأجيال؟ فيجيبك متعاليا ... متعالما لا نريد أفكار !

وهل من التربية أن يكون أحد مديري التربية مطلوبا من نيابة الأموال العامة ، ولا يستقيل خجلا ؟! ألا يمكن أن نقدم للأجيال قدوة أفضل من هذه القدوة؟!

ثم عاد صاحبي لقراءة الملحق قائلا:

لم أجد تربية في التربية ، ولا تعليما في التعليم ، لقد وجدت شيئا أشبه بمزرعة (مانجو) يقتتل عليها عصبة من شذاذ الآفاق ، يهلك بعضهم بعضا للإنفراد بها ، فأين التربية.؟ وأين التعليم؟ في هذا المشهد ! لم أجد شيئا مما أنشده ، فيما هم عليه ، ولذا فقد استجْمعتْ نفسي أعلا سماتها، وزهتْ نحو المآثر النبيلة فلم تجد بدا من الاعتكاف في محراب الكتب والمكتبات منشغلا بالقراءة والبحث العلمي.

واستطرد صاحبي يروي بعض مشاهداته من واقع تجربته العملية الطويلة .قائلا:ذات يوم كنت أشرف على طلبة المرحلة الثانوية في اختباراتهم النهائية ، وكان جميع الطلبة – دون استثناء- يحاولون الغش، واحتدم الصراع بيني وبينهم ، فانفجر أحدهم يتوعدني، وفتحت له صفحة النصح ، وذكرته بفضيلة الأمانة ... فقاطعني وهو يشيح بيده قائلا : دعك من الأمانة ، فالجميع غشاشون حتى مدير التربية ، ولكني منعته أن يتمادى ، وأخذت أدافع عن مدير التربية

وبعد انتهاء معركة الاختبارات عدت أسأل نفسي، ماذا لو كان الطالب محقا؟

وهل كان من الأولى أن أدافع عن مدير التربية ؟أم أوجه الطالب نحو مخاطر الغش على الفرد والأمة ؟ ثم كيف تسللت هذه الأفكار السالبة إلى أعماق الطلبة ؟ ولماذا يلقي الطلبة بضعفهم الدراسي على وزير التربية ومدير التربية ، وهل الأمر يتعلق بفلسفة القدوة؟!