لماذ أطاح الرئيس الأمريكي ترامب برئيس الأركان الجنرال تشارلز براون؟
السوريون في حلم.. والد الرئيس الشرع ينتقد ابنه بمنشور اقتصادي مثير
أسعار الصرف في صنعاء وعدن
محكمة في صنعاء ترفض استئناف حكم اعدام رجل أعمال ومصادرة جميع أملاكه
الملك سلمان في ذكرى يوم التأسيس: ''نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة''
توقعات مركز الأرصاد لحالة الطقس خلال الـ 24 ساعة القادمة
حماس تسلّم رهينتين في رفح وتستعد للإفراج عن 4 آخرين بمخيم النصيرات
سامسونج تضيف ميزة حل المسائل الرياضية إلى تطبيق الملاحظات
آيها العلماء: بيومين فقط الذكاء الاصطناعي يحل ما عجزتم عنه لـ 10 سنوات!!
العملات المشفرة تتكبد خسائر بعد تعرض منصة تداول للاختراق
لقد كان من نتائج ثورات الربيع العربي يقظة الكثير من أبناء الشعوب ومنها الجماعة السلفية ذات النطاق العريض الواسع و ذات المرجع الإسلامي وحقيقة لا ينكرها إلا جاحد .السلفيون يتميزون بالالتزام والتمسك بالدين وإن حدث بعض القصور فالعامل لا بد وأن يقع في الخطأ ، وقد توجه السلفيون في الفترة الأخيرة توجهاً صحيحاً حيث أدركوا الخطورة التي يمر بها العالم الإسلامي وتمر بها المنطقة فهناك اليوم الطائفية المقيتة التي هي فكر دخيل علي اليمن والمناطقية البغيضة التي من أسبابها الجهل بمصالح الأمة ، إضافة إلي التحديات الخارجية والهيمنة الأمريكية علي العالم العربي والإسلامي ، كل هذا جعل العقلاء من السلفيين يفكرون التفكير المسئول الذي يدل علي نضوج الفكر السياسي وذلك بالإعلان عن إنشاء كيان سياسي يساهم في الحياة السياسية وخدمة المجتمع وتثقيفه والعمل على زيادة الوعي والمشاركة الفاعلة مع الأحزاب السياسية الأخرى فيما فيه مصلحة البلاد وتجنيبها ويلات الشر والفساد ، وباعتقادي إن هذه الخطوة المباركة ستكون ثمارها طيبة على البلد بأكمله وكذلك على الحزب نفسه والأحزاب الأخرى.
العالم الإسلامي اليوم يمر بتحديات كبيرة وخطيرة وذات بعد استراتيجي خطير ، لابد أن يفهم الإسلاميون هذه التحديات التي تمر بها الأمة وأن يكون هناك التفكير الإستراتيجي والنظرة البعيدة لصياغة هذه الأمة الخالدة وفق المنهج الصحيح الذي رضيه لنا ربنا ولن يكون هذا إلا بأن تكون هناك قنوات التواصل مفتوحة ومتواصلة بين الإسلاميين أنفسهم من مختلف التيارات الإسلامية وكل التيارات الفكرية الموجودة في الميدان بمختلف توجهاتها .
إن بناء الواقع المنشود الذي تحلم به الأمة يحتاج إلي مؤسسات جماعية وبمساندة كل فئات المجتمع في تجنيب البلاد والعباد ويلات الشرور والمحن والفتن وإعادة الصياغة لجيل النصر المنشود وتحقيق العزة للمسلمين والعمل على وحدة الأمة العربية لتكون رائدة لقيادة العالم في الفترة القادمة.
أخطر شيء علي الأمة الإسلامية هو التفرق بين الجماعات الإسلامية وتناحرها وتمزقها وانطوائها علي نفسها ، الجماعات اليوم بحاجة إلي دراسة الواقع دراسة فقهية متأنية والخروج برؤية موحدة في عملية الرقي بالأمة في مختلف الجوانب وشتى المجالات والعمل بكل عزيمة وإصرار للتخلص من تبعات الماضي وبناء المستقبل المنشود الذي تحلم به الأمة .
الأمة اليوم بحاجة إلي القدوات أصحاب العزائم الذين يتسلحون بالأفعال قبل الأقوال ويتسابقون لخدمة الناس ويتنافسون في العطاء والإصلاح والبناء .
أتمنى من كل غيور علي هذه الأمة والدين والوطن أن يسعى جاهداً في عملية التطوير والبناء ورفض الانعزالية والتقوقع واتهام الآخر والتسرع في إلقاء الأحكام وتوسيع دوائر الخلاف ، والعمل الجاد على حل كل المشاكل وإزالة كل العراقيل التي تقف في طريق نهضة الأمة وتقدمها .
من التحديات التي ستواجهها الجماعة السلفية هي مسألة إقناع إخوانهم من الجماعة وضمان مساندتهم لهم فما زال الكثير من السلفيين لم يستسيغوا معطيات الواقع وما تتطلبه هذه المرحلة .
ومن أهم التحديات أنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية في العمل الشعبي والحزبي ولذا هم بحاجة إلي أن يستفيدوا من خبرات من سبقهم .
لكن إن هذا العمل السياسي والقيام بإنشاء كيان لهم ضربة قاصمة للقاعدة والمتشددين ، حيث إن كثير من ضربات القاعدة وتفجيراتها كان ينسب كما يقال في وسائل الإعلام ( السلفيون المتشددون ) فمع هذا العمل السياسي يتحدد موقف الجماعة من هذه الأعمال التي لا تخدم المسلمين وإنما تخدم الأعداء .
أنا على ثقة أن هذا الحزب سيكون له دور فاعل ومؤثر في اليمن وسيساهم مساهمة فعالة في التئام الجراح كيف لا وهو فيه الكثير من أهل العلم والتقوى والرأي السديد .
في الختام مبروك لليمن وإن دل فإنما يدل علي الحكمة التي وصفنا بها الرسول صلي الله عليه وسلم ولا تنهض الأمة إلا بوحدة القلوب وتراص الصفوف ونبذ الفرقة والشقاق والتخلف والعمل جماعياً لنهضة الأمة واسترداد مجدها المسلوب .