الورود الحمراء وثقافة التحديات
بقلم/ سوسن الجوفي
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 23 يوماً
الجمعة 15 فبراير-شباط 2008 04:36 م

  يعج مجتمعنا بشباب يعاني عقم ثقافي في كثير من المواضيع التاريخية والحضارية ويجهل ابسط واهم المعلومات التي تتعلق بتاريخ الإسلام وشخصياته البطولية وغزواته وعلمائه في الوقت الذي تصاب نفس الفئة بطفح معلوماتي عن الفن وأهله وأخبار النجوم وأخر التقاليع والصيحات والاحتفالات بأعياد لا حصر لها مع فضائيات تنوعت وصارت تشكل تحديا خطير يهدد ثقافة الشباب ومساره وتحولاته

فاليوم يحتل الفلانتاين / عيد الحب / اهتمام قطاع واسع من الشباب وسط معارضات وفتاوى شرعية تؤكد تحريم المناسبة والاحتفال بها

واكتشفت ان 60% من الشباب يعيرون عيد الفلانتاين اهتمام واسع ويتفاعلون مع المناسبة من خلال تبادل اله دايا والورود الحمراء في الوقت الذي يجهل 70% متى كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة و30% على علم بتاريخ غزوة بدر وتبوك وأخطأ 50% في تحديد اول شخصية نسائية دخلت الإسلام في الوقت الذي حدد 6% شخصية واحده فقط من شعراء المهجر كما يجهل 80% من أول علماء الإسلام في الطب والفلك وعلم الاجتماع .

لتفاجأ السطور قرائها أن الجميع أصاب في إجابته بنسبة 100% عن أخر الألبومات الغنائية لتامر حسني واليسا ونانسي عجرم والجسمي ..

رسائل GSM  تحرم الفلانتاين

ونعود الى مناسبة الحب التي بثت إحدى شركات الجي اس ام النقاله رسائل الى مشتركيها بفتاوى شرعية اصدرها عددا من المفتين بتحريم مناسبة ما يسمى بعيد الحب والاحتفال به ورغم ان المجتمع اليمني بأعرافه وتقاليده المحافظه قد احتفل عددا من شبابه قبل عدة سنوات بالمناسبة في ظروف أقل حده ونفور منها كما في هذا العام إلا ان هذا العام يشهد توتر اكبر ناتج عن سيل من الفتاوى والحملات المكفره المحرمة للاحتفال وإقامة الحفلات الغنائية واستضافة عددا من الفنانين العرب كما تم توزيع منشورات وملصقات تم عرضها في كثير من ابواب المحلات التجارية والبقالات ومحال الأتصالات بتحريم الاحتفال بالمناسبة او التفاعل معها .

في الوقت الذي نصب اصحاب المكتبات والمحلات التجارية الذين يعتبرون هذا اليوم تجارة رائجة لبضائعهم كل ما له علاقه باللون الاحمر الذي يعتبر شعار المناسبة فقد تقدمت الورود الحمراء بأنواعها المختلفه محل صادق الذي يحوي كثير من اشجار الزينه وانواع الزهور مدخل المحل ويعتبر صادق هذا اليوم الوحيد لنفاذ تلك الورود من قبل زبائن المحل ومرتاديه ورغم ان المناسبة لا تعنيه مقابل ما قد تجلبه له من عائد في نهاية اليوم بعد طلبات متكرره للورد والزهور الحمراء

 التحديات مع الورود الحمراء

لم تكترث نهاد بما تم بثه من رسائل وتوزيع الملصقات فقد تجاوزت هديتها المخملية الحمراء المائة دولار وترى ان الإهداء في هذه المناسبة رمزي وتسلية لا تكفر او ان لها علاقة بالدين والإسلام كما يقوله البعض .

واشترك كلا من أكرم ومهند وعماد في لبس القمصان الحمراء تفاعلا مع المناسبة ويرى اكرم انها مجر كسر للجمود ولفت للإنظار وليس لها معنى غير ذلك .

في حين يرى احمد ان هناك ظروف كثيره تستحق ان يولي الشباب اهتمامهم واشغال وقتهم بها وهي ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية سيئة وما يحدث على المستوى الخارجي من إراقة وإسالة الدماء العربية التي رخصها المستعمر الأجنبي مدللا على قوله ما يحدث في فلسطين والعراق وغيرها .

الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يشمل جميع الأشياء التي نفكر فيها ونعملها ، وكل ما نملك بصفتنا أعضاء في المجتمع

أما ابن خلدون فيرى أن الثقافة " هي كل ما قام به الإنسان من جهد وفكر ونشاط ليسد به النقص من طبيعته الأولى و حاجاته في بيئته حتى يعيش عيشة عامرة وزاخرة بالأدوات ، والصنائع "

إننا وعندما نطرح مسألة الشباب وعلاقته بالثقافة أمام التحدّيات (فإننا) نعني عنصرين هاميّن وهما أوّلا الثقافة وبالأخصّ المنتجة والمروجة من طرف الشباب وثانيا التحديات، فما هي هذه التحديات وكيف يمكن لنا أن نترصّد نوعيتها وأشكالها وتفاصيلها إن أمكن ذلك ؟

فالثقافة بصفة عامة: " هي كل ما لدينا من تراث علمي وأدبي وفني يضاف إليه ما نبتكره ونخلقه في هذه المجالات لما فيه تقدم البشرية لما هو أفضل وأسعد ونحن بالفعل نملك إرث حضاري وثقافي وعلمي متنوع ولكننا سنفقد مستقبلا من يحافظ على هذا الإرث !!