البحر الأحمر كان مسرح اختبار وتدريب للبحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضي .. واشنطن تكتشف حقيقة أنظمتها نهاية مأساوية لمدرس وزوجته وابنه .. وأخر يفشل في بيع إحدى كليتيه بصنعاء الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك''
انطلقت شرارة الثورة التونسية البوعزيزية حين ضاق الامر بأهلها ذرعا وبلغ الأمر منتهاه، لتدق المسمار الأخير في نعش الفساد السلطوي الديكتاتوري، وما نجم عن ذلك النظام من فساد نخر في كل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والديموقراطية والسياسية وغيرها، وتكريس للجمود في مختلف المجالات، وتعميق للكبت ومصادرة للحريات لعقود من الزمن.
ثم ما لبث الشعب المصري وشبابه العظيم أن فاق من سباته العميق متأثرا بتلك الشرارة التونسية ليصنع بدوره ثورة شامخة شهد لعظمها العدو قبل الصديق، حتى دفع المسئولين الامريكيين للقول إنها ثورة تستحق التدريس للأبناء، فقد علمت تلك الثورة الدنيا بأجمعها كيف تزأر الأسود وتنتفض بعد أن غطت في نوم عميق، علمت العالم كيف تصنع لنفسها الحرية بعد أن جثم عليها نظام مستبد وغاشم قضى على الحريات العامة والخاصة، واستولت شلة تعد بالأصابع على مقدرات شعب ع ظيم بحجم مصر، وبنجاح الثورة المصرية كان لا بد أن تلقي بظلالها على من حولها، بل وتعطي دفعة قوية لبقية الشعوب القابعة في جحورها والمسحوقة أوضاعها اقتصاديا وسياسيا، وخصوصا تلك التي تتقاطع معها إلى حد كبير في كثير من شئونها، ومنها - بلا أدنى شك – اليمن السعيد، والتي توقفت عجلة التغيير والتنمية فيها إن لم نقل عادت تلك العجلات الى الوراء ......
من هنا كان لا بد للشعب اليمني أن يقول كلمته ويهدم جدار الصمت المطبق لينطلق إلى رسم غد أفضل، ولكن وفي خضم هذه الثورة المباركة يسعى سيادة الأخ الرئيس جاهدا للتشكيك بل والاستخفاف بهذا الشعب، فمن يتابع خطابات فخامته – على كثرتها – يجد العجب العجاب، فلا يكاد يخلو خطاب من خطاباته من التأكيد على اتهام من يقف أمامه بالمقلدين والمأزومين، والمشلولة عقولهم، والراكبين الموجة الوافدة دون إدراك لما يريدون، وغيرها من سيول الاتهامات، بيد أني - وغيري كثير - نتفق مع ما تقوله سيادتك بأنهم مقلدون...هم مقلدون بالفعل لأنهم تأخروا كثيرا جدا، ولأنه كان الأدعى والأولى أن تنطلق شرارة الثورة والتغيير من هنا من اليمن، ومن ثم تتوسع تلك الشرارة لتقلدنا بعدها مصر وتونس وغيرها.
فالدولة يا سيادة الرئيس التي تقل فيها الشفافية وينتشر فيها الفساد لتحتل أرقاما قياسية فيه ( حسب منظمة الشفافية الدولية عن الفساد ) هي من يجب أن تكون الأولى في الثورة لاجتثاث الفساد.
وشعبك يا فخامة الأخ الرئيس الذي تزيد نسبة الأمية فيه على 60% - وهي نسبة قابلة للزيادة بفضل السياسات التعليمية التي يرسمها نظامكم الرشيد – هو من يجب أن ينتفض ليقضي على الأمية ومعها من يسعى نحو الأمية، لا أن يقلد تونس التي تعد من افضل دول الشرق الأوسط من حيث تطور المستوى التعليمي ( حسب تقارير المنظمات الدولية ) والتي لم تتعد فيها نسبة الأمية 10%.
نظامك يا سيادة الرئيس هو الذي طرق كل باب مستجديا ومتسولا وليضرب بكرامة اليمن واليمنيين عرض الحائط، ولتكون اليمن رهينة لسياسات الغير ومسرحا لعملياته، بعكس مصر التي رفضت أن تمد يدها للمساعدة بالرغم من شحة مواردها وتأثر اقتصادها، وبالرغم من إلحاح المجتمع الدولي على تقديم المساعدات.
شعبك فقط يا سيادة الرئيس هو الذي تجده تحت كل سماء في هذا الكوكب ينشد الصحة ويسعى وراء لقمة عيشه بعد أن فقدهما معا في بلاده بفضل هذا النظام الرشيد، ولتصبح الطائرات التي تقل اليمنيين هي طائرات للعيانين – كما يسميها اخواننا المصريون - لا أن يقلد شعب مصر وتونس الذي يتوفر لكل فرد فيه تأمين صحي متكامل منذ ولادته إلى حين وفاته.
نظامك يا فخامة الرئيس هو الذي يحكم فيه الفرد أو العائلة الملكية في البيت الجمهوري، لتغيب فيه أدنى مستويات العدالة الاجتماعية والمساواة.
بعد كل هذا – وغيره كثير – أدركت بالفعل مدى العمق في اختيارك للمصطلح الذي تكرره في كل خطاب ( التقليد والمقلدين )، وسخريتك المفرطة من هذا الشعب الذي شل الله عقله بفعل التقليد الأعمى،....أنت لا تريد لهذا الشعب أن يقلد غيره، بل ينبغي أن يكون مبادرا يقلده الاخرون.