آخر الاخبار

شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟

بين صنعاء ودمشق.. حتى لا تقعوا في الفخ
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 3 أيام و 57 دقيقة
الأحد 22 ديسمبر-كانون الأول 2024 08:00 م
 

   اسبوعان فقط مرت على فرار الاسد وسيطرة الجيش الحر على الوضع في سوريا، وامريكا وبريطانيا وكل المجتمع الدولي مشغول بالوضع الجديد في دمشق.. قلوبهم جميعا تتقطع حرصا على مستقبل السوريين تماما كما فعلوا مع صنعاء ايام وسنوات السقوط المدوي.

 

   المبعوث الاممي الى سوريا "غير بيدرسون" ، الوزير بلينكن، البيت الابيض الامريكي، رؤساء ووزراء خارجية عواصم الغرب الاوربي.. كلهم في "حيص بيص" تجاه الوضع في سوريا.. الحدث الاهم في المنطقة العربية.. يبحثون عن حلول ومخارج لسوريا الجديدة:

 

▪︎ كيف ستدار، ومن سيحكمها، وما مصير الفصائل الاسلامية المسلحة التي شاركت في تحرير سوريا ؟!

 

▪︎ دولة سورية موحدة ام فيدرالية ودويلات طائفية مجزأة ؟!

▪︎ دولة مسلحة أم ادارة منزوعة السلاح؟! 

 

▪︎ شكل ولون وطعم مشاركة الاقليات، والطوائف، والاثنيات في الحكم؟!

▪︎ مصير المرأة السورية، حقوقها.. هل سافرة، محجبة ام منقبة ام ستحافظ على حرية الاختيار ؟!

 

  قلوبهم على سوريا.. قلقون على مستقبلها، يعلنون في صحوهم ومنامهم انهم مع سوريا حرة وديمقراطية.. خائفون على حقوق الطوائف والاقليات والاديان والمذاهب والاثنيات، ويسعون لحكومة يتشارك فيها الجميع دون استثناء.. يفكرون ليل نهار كيف يجعلوا من سوريا دولة معاصرة تتفق مع طموحات وتطلعات السوريين.

 

حتى لا تقعوا في الفخ:

 

  صحوة ضمير امريكية غربية مفاجئة تجاه سوريا المحررة.. لا نريدها ان تُكرر نفس السيناريو الذي حدث ويحدث في اليمن منذ هتفنا لاسقاط النظام في العام 2011م.. مخطط لا نرجو ان نراه في سوريا الجديدة.

 

  بمعنى ان كل السوريين (طوائف واعراق واقليات) مع الجيش الحر والفصائل التي نفضت غبار الظلم عن السوريين هم وحدهم المعنيون بالمحافظةعلى دولتهم.. وهم وحدهم من بيدهم منع تكرار السيناريو الذي رسموه لنا في صنعاء بعد ان اسقطنا الدولة، حين حمًلنا العالم على كفوف الراحة، ووضعوا انفسهم بين ايدينا، ومنحونا شرعية دولية لامثيل لها..

 

   ليس ذلك فقط، بل من فرط حب المجتمع الدولي لليمن وشوقه لان يشكله وفق اجندته، عقد مجلس الامن الدولي جلسة استثنائية في صنعاء في 28 يناير 2013، وحينها اتذكر ان الرئيس هادي قال مستيشرا "نحمد الله اننا في اليمن تجاوزنا المشكلة والمصاعب، وتجنّبنا الانزلاق إلى الحرب والتشظي والانقسام"، ولم يكن يدري ان ذلك كان مقدمة لفراره من البلاد، ولحرب طويلة بالوكالة نكلت بنا، واغرقتتا في مستنقع التشظي والانقسام. 

 

   قالوا من البيت الابيض والبيت الاوروبي، والامم المتحدة وعواصم الاقليم "اننا اليمنيون احسن الناس وانفعهم"، وقالوا اننا مؤهلون لبناء الدولة المدنية الحديثة، ونفخوا فينا "الاعراق والانساب" والاثنيات والطوائف والجهات واصحاب مطلع ومنزل، والسهل والجبل، ومن وقتها الى اليوم ونحن نتقاتل ونمزق وطننا باخلاص تحت هذه الشعارات التي رسموها لنا.

 

كذبوا وصدًقنا:

■ قالوا لنا؛ إن شكلتم حكومة لا بد ان تشارك فيها كل الطوائف، والاقليات، والفئات، والجهات، وكنا واحدا غير مجزء، ولم يكن فينا لا اقليات ولا اكثريات، ولا فئات ولا اعراق ولا طوائف.. فاثاروها فينا وصدقناها، وصارت محور اختلافنا ومحرك اقتتالنا.

 

■ قالوا، اعملوها فيدرالية، وكنا لا نزال في بداية بناء الدولة البسيطة، فصدقنا "الفدرلة" وذهبنا الى تقسيم البلد الى مناطق ومربعات و"عزب" بدون دستور، وبلا استفتاء. وهات من نهب وجبايات وظلم ما انزل الله به من سلطان.

 

■ كذبوا علينا وقالوا ان التسوية والتوافق الذي يدعمه المجتمع الدولي وقراراته ومبادراته يتم بناء على التمسك بوحدة اليمن ارضا وانسانا، ومزقوا اليمن ارضا وانسانا شر ممزق، وهاهم يتقاسموننا "شقف" و"عرصات".. ويريدونها دويلات متقاتلة متناحرة.

 

   نفس الكلمات والعبارات وبنفس الالوان التي يقولونها اليوم لسوريا، الامر الذي يتوجب معه على السوريين ان يتنبهوا للرسمة قبل فوات الاون.. وصدقوني المخطط كبير وخطير، لا يريدون لسوريا ان تصبح دولة لا ديمقراطية ولا ديكتاتورية .. يريدونها فوضى، تتنازعها الصراعات، وسيخلقون لها داعش والقاعدة واخواتهما حتى يهيئوا للعبة، وما يفعلونه اليوم هو فقط تسوية الملعب لصراع سوري مجنون قادم.

 

  من واقع خبرتنا الطويلة والمريرة المدمرة في اليمن ارى السوريين معنيون بالحفاظ على نصرهم، وهم اليوم في امس الحاجة لان يضعوا نصب اعينهم ثلاثة اهداف هامة:

الاول: التمسك بالولاء الوطني لتكون سوريا هي اولا وآخرا.. ويكون الوطن فوق كل الطوائف والاقليات.

 

الثاني: التحلل من الارتهان للخارج، والحفاظ على القرار السياسي السوري سوريا، مع الاحتفاظ بعلاقات خارجية متوازنة تحفظ لسوريا كرامتها ومصالحها.

 

الثالث: اربطوا الاحزمة على البطون، وعُفوا عن قبول الاموال المدنسة، فما ستأخذونه لأسركم ستبيعون به ارضكم وسيادة بلدكم.  

  لست خبيرا في السياسة والاقتصاد، لكني خبير بقوم فرطوا، فارتهنوا، وباعوا كل شيء ..