الدولار في عدن يصل لسعر صرف غير مسبوق.. ''الأسعار هذه اللحظة''
خبر سار لأبناء عدن.. محطة بالطاقة الشمسية بقدرة 120 ميغاوات تدخل الخدمة قريبا
طقس ومناخ: 2024 العام الأكثر سخونة على الإطلاق
لاعب برشلونة يرفض عرض مغري للانتقال الى الدوري السعودي
فرنسا.. اليسار يتقدم على اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية
شاهد.. ابو عبيدة يتوعد إسرائيل ويكشف عن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد
مكتب المبعوث الأممي يبشر بشأن محمد قحطان ويكشف ما اتفق عليه طرفا مفاوضات مسقط
اليمن والتعاون الاسلامي تدينان بشدة الهجوم الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
بيع أشهر كنوز نابليون مقابل 1.69 مليون يورو ..تفاصيل مويرة و تنشر لأول مرة
اشتعال حرب طاحنة وشرسة وإطلاق نار كثيف.. الدبابات الإسرائيلية تقتحم مدينة غزة
مأرب برس - خاص
حاولت مرارا أن أغمض عيناي وأتخيل ماذا يفعل الرئيس وكيف يقضي نهاره واليمن تغلي فوق صفيح ساخن ، وأيضا منحت نفسي سعة خيال مضاعفة لأتصور عقليته الحالية وماذا يخطط وإلى أين يريد أن يذهب باليمن ، وهل ثمة حلول منطقية يقوم بدراستها أم هي تلك العنجهية الفارغة المستندة على أحلاف رجعية كالقبلية والأسرة سوف يقوم بالتلويح بها بلغته البدائية ألتي لم تتغير منذ ثلاثون عاما .
أحسب أن كل مشاكل اليمن السابقة والحالية نابعة من عقليته الغير قابلة للفهم واستيعاب المتغيرات وتعاليه الدائم على هموم المواطن العادي والنظر لها بألا مبالاة مع إصراره المستمر على جعل الفساد ثقافة قائمة بذاتها وتجهيل ألمجتمع من خلال ترسيخ الوعي القبلي وتهميش متعمد للقانون والدستور والنظام ، فأنتج عدة أجيال متتالية ترى أن الرشوة فحولة وأن التعدي على الآخرين قوة وأن الهمجية هي أساس لكل تصرف في هذه الحياة .
مثل هذا الرئيس الذي فشل في كل شيء ولم يستطيع أن ينجز أي شيء ، كان من الطبيعي أن تصل الأمور الحالية إلى ما هي عليه الآن ، وأن تحدث كل هذه الاضطرابات في الجنوب وفي صعدة وأن تتغول القاعدة بعد أن تم الإفراج عن جميع قادتهم وأن تصير القبيلة فوق الدولة وأن تقام دويلات صغيرة خارج عن العصر لها أعرافها وسجونها يديرها مشائخ يتمتعون بالولاء الشديد للرئيس وبحمايته الشخصية حتى أنهم يستطيعون أن يهجروا مناطق بكاملها من أراضيهم دون أي حسيب أو رقيب .
ومثل هذه الرئيس الذي يخرج بين الحين والآخر ليلقي خطابات نارية يتوعد الجميع بأنه لن يذر ولن يرحم أي صوت ينادي بأدنى الحقوق ثم يتوارى في قصره تاركا كل الأمور على ما هي عليه دون أن يقرر عمل شيء يحفظ لهذه البلاد وحدتها وكيانها ودون أن يقوم بحوار وطني جاد يضع على الطاولة كل المشاكل ويقرر ولو مرة واحدة في حياته أن ينجز شيء للوطن ، هو حتما رئيس انتهت صلاحيته وقدرته وانتمائه للوطن وصار يعمل ضمن أجندة غير مفهومه ويتبع خطة هي بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن .
أعلم جيدا أن الإرث الفاسد الذي سيخلفه كبير جدا ويحتاج إلى سنين طويلة وعمل جبار حتى نعيد أولا للإنسان اليمني صفاته الحميدة التي تشوهت من أسلوب حكمه ثم نحاول أن نضع الأسس الأولية نحو بناء دولة قائمة على القوانين والأنظمة ، وأن هذه الأعمال تحتاج إلى خوض معارك قوية وصارمة للتخلص من نظام تغلغل في كل مناحي الحياة وصار كالإخطبوط الذي لا يبالي بأي نتيجة والذي هو مستعد أن يذهب الوطن إلى الجحيم أن تعرضت مصالحه للخطر أو التهديد .
كما أنه بات من الواضح أن الرئيس لا ينوي أن يغادر كرسي الحكم إلا إلى القبر مباشرة حتى وأن أدى ذلك إلى قتل نصف الشعب اليمني وقصفهم بالطائرات والمدفعية وأن أي لغة أو أسلوب تتخاطب معه حتى يرعوي لم تعد تجدي لأنها لغة غير مفهومة في نظره وأن الجميع يتآمر عليه وعلى حكمه وعلى نظامه وأنه وصل إلى حالة لم يعد يستطيع العودة عنها وتحكيم المنطق والعقل .
ولأننا نريد وطنا موحدا نستطيع المحافظة علي حلمنا اليمني الجميل الذي تحقق ، ولأنه من حقنا أن نمضي قدما كما هو حال باقي الشعوب والأمم ، فأن أفضل وسيلة لحفظ دماء الشعب هو أن يقدم استقالته من رئاسة الدولة ويسلمها إلى لجنة وطنيه مشكله من مختلف الأطياف السياسية والمدنية حتى يتم إعداد مسودة لوطن جديد وصياغة دستور أتفق عليه جميع اليمنيين حين أعلنوا وحدتهم ، وأن لم يحدث هذا وهو لن يحدث ، فأن المستقبل مظلم جدا والزوبعة قد تعصف بالجميع وأن تدويل القضية الجنوبية هي مسألة وقت فقط حيث أن نصف الشعب اليمني قد قرر الانفصال عن هذه الوحدة وليس من الصعب أن ينال مبتغاه في ظل دولة مترهلة ينخر بها الفساد ، وان أحداث صعدة لن تنتهي وأن القاعدة تعمل بشكل مريح ، وكل هذه الأمور متعلقة فقط برحيله عن سدة لحكم حتى تختفي تلقائيا ، فهل يفكر بأهم قرار مصيري يحفظ هذا الوطن مما هو قادم .