ثورة تونس .. هل بدأ خريف التساقط!
بقلم/ عارف محمد بحيبح
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
الأحد 23 يناير-كانون الثاني 2011 05:32 م

لا إله إلا الله ناصر المظلومين وقاهر الجبارين ومذل المتكبرين .. هكذا تكون نهاية الظالمين المتجبرين من نحى شريعة الله وأباح السفور وسفك الدماء وهتك الأعراض وكمم الأفواه وصادر الحريات حتى باتت تونس الشهيدة الخضراء سجن كبير للأحرار من أبناء تونس حيث فر الكثير من أبناءها فراراً بدينهم وأعراضهم وحريتهم وكرامتهم.

صدق الله العظيم \" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين \" ما كون يدور في خلد الطاغية بن علي وفي خلد كل المراقبين والمتابعين أن تكون نهاية هذا الطاغية وحكمه البائد على شاب بائع خضار! إنها بحق معجزة هذا القرن ولكنها إرادة الله التي لا تقهر.

ما حدث في تونس هي لحظة تاريخية بكل المقاييس ويوما عظيم ليس في حياة وتاريخ أحباءنا في تونس فحسب بل في تاريخ ووجدان الأمة العربية ككل وسوف يكون له ما بعده من تداعيات على النظام الرسمي العربي.

لا أبالغ إن قلت أن ما حدث في تونس هو أعظم حدث بعد سقوط بغداد الرشيد إذ أن هذا هو التحرر والاستقلال الحقيقي الذي يحكم فيه الشعب نفسه بعيدا عن الديمقراطيات الشكلية وحكم الطغاة والمستبدين الذي يتربعون اليوم في بلداننا العربية.

ما جرى في تونس هي رسالة واضح الدلالة للأنظمة العربية ان يخلوا بين الشعوب وبين حقها في اختيار حكامها ومحاسبتهم في تبديدهم ثروات أوطانهم وشعوبهم على اقربائهم وشهواتهم وملذاتهم.

لقد راهن نظام بن علي البائد على حماية ورعاية النظام الغربي مكأفاة له على قمع الحركة الإسلامية بل قمع كل النشاطات والفرائض الإسلامية بدءا من محاربة الحجاب وحتى منع الاذآن والحج!

لكن هذه الانظمة سرعان ما تخلت عنه وغسلت ايديها من هذا الطاغوت فاصبح غير مرحب به وهو الذي طالما كان خادما مطيعا وعميلا ماجورا لهذا الانظمة ووكيلا عنها في مكافحة الإسلام.

ثورة تونس تؤكد أن رهان التغيير يجب ان تعول فيه شعوب المنطقة على نفسها بعيداً عن الارتهان والتعويل على الخارج ويتوجب على حركات المعارضة أن تعي هذا الدرس جيدا!

ما حدث في تونس وميض وبارقة لجميع الشعوب العربية أن عصر الثورات قد بدأ وأن أفول هذا الأنظمة المستبدة قد حان وأن عقد المسبحة قد انفرط في تونس وسوف لن يتوقف حتى يزول آخر حاكم دكتاتور عربي في المنطقة .

رسالة الشعب التونسي لجميع الشعوب العربية أن تزيل عنها حاجز الخوف والقهر وأن تنزل الى الشوارع للتعبير عن حريتها وان تتحمل ضريبة التحرر من نير هذه الانظمة المستبدة وأن الحاكم العربي على الرغم من كثرة الاجهزة الامنية التي تحيطه وتحميه هو عبارة عن نمر من ورق سرعان ما يتهاوى وأن كل اجهزة الاعلام والمطبلين الذين يسبحون بحمده سرعان ما يتحولون ألى لعنه بمجرد مغادرة الطائرة الرئاسية.

لا زلت أذكر حديث صديق تونسي لي قبل فترة حيث كان يقص علي ما يجري في بلاده من إجرام وتعدي من قبل النظام على الشعب التونسي لكنه في نهاية الحديث قال لي كلمة لا زلت أشعر بصداها الى اليوم :\" لو كنا في اليمن لأقمنا ثورة منذ زمن \"!