كفى بالمرء صغاراً أن يكون مأجوراً !!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 18 سنة و شهرين
الأحد 03 سبتمبر-أيلول 2006 08:30 م

" مأرب برس - خاص "

" مأرب برس - خاص "

 

 

"المأجور" : هو الشخص الذي يُطلب إليه أداء دور معين في ظرف معين بأجرٍ معين ، بغض النظر عن الدور الذي يقوم به حسناً كان أو سيئاً . و"المأجور" إنسان صغير حتى في قرارة نفسه ، ولا يمكن أن يكبر في نظر نفسه أو في نظر الآخرين مهما حاول أن يحسن من صورته أو يمحو من تاريخه ، لأن تأريخه يظل ملوثاً بتلك الأدوار القذرة التي أداها . كما أن "المأجور" لا يمكنه أن يؤدي أكثر من دور واحد ثم تنتهي صلاحيته بانتهاء دوره ، أو بانتهاء الجهة التي كانت تدفعه لأداء هذا الدور ! وقافلة المأجورين في بلادنا طويلة ، وربما ليس لها نهاية ، فلدينا على سبيل المثال :

•مرشح مأجور : لم يكن ليحلم يوماً أن يكون مرشحاً حتى لعضوية مجلس محلي في مركز لأنه لا يمتلك رصيداً شعبياً حتى داخل أسرته ، ولكنه اليوم أصبح مرشحاَ لرئاسة الجمهورية .. بس : " بأجر " .. ولذلك هو مرشح " مأجور " .

 وتفهم ذلك من خلال مهرجاناته الانتخابية ؛ ففي كل بلاد العالم " الأول والثاني والثالث والرابع .... وحتى العاشر " يقوم المرشح لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة الحكومة في مهرجاناته الانتخابية وفي حملاته الدعائية بالترويج لنفسه هو لدى جماهير الناخبين ، وينتقد النظام ، و"يشرشح" منافسه من الحزب الحاكم ، ويمسح به البلاط ، ويقوم بفضح السياسات الخاطئة للنظام القائم ، لأن أي مرشح لهذا المنصب إنما يأخذ من الرصيد الشعبي لمرشح النظام القائم .

 لكن عندما يقوم مرشح بانتقاد المعارضة والهجوم على مرشحي المعارضة ، ويمتدح النظام القائم ويوعز للناخبين بانتخاب مرشح الحزب الحاكم فإننا نفهم على "طووووول" أن هذا المرشح " مرشح مأجور " .

 * عضو لجنة عليا مأجور : قد يُفهم من أتباع الحزب الحاكم باللجنة العليا للانتخابات من خلال انحيازهم للحزب الحاكم وتبريرهم لتجاوزاته وجرائمه الانتخابية ، قد يفهم بطبيعة الحال أن هذا تعصب حزبي " فَرْصْ " . ولكن انحياز الجندي وهو ممثل المجلس الوطني للمعارضة في اللجنة العليا للانتخابات ليس له تفسير سوى أنه " عضو مأجور " .

 * كاتب مأجور : عندما يكون الكاتب ناقد للنظام من الطراز الأول يكيل له الشتائم والسباب في كل صحيفة من صحف المعارضة ، ثم يتحول بقدرة قادر إلى ( مدّاح) من الطراز الأول فليس لذلك تفسير سوى أنه " كاتب مأجور " . والمصيبة أن كثير من الكتاب المأجورين ( كحيانين جداً ) يعنى ببساطة " حراااااف " ، ولو خرجوا للتسول في جولة كنتاكي ، أو في مدخل جامع الشهداء لكان حالهم أفضل بكثير من الحالة التي هم عليها ..

أعرف " كاتب مأجور " الله أعلم كم يتلقى ثمناً لشتمه الآخرين ، يتنقل من شقة إلى أخري ثلاث أو أربع مرات كل عام ، وفي كل مرة يهرب من الشقة الأولى ليلاً ويتسلل منها كاللص دون دفع الإيجارات المتأخرة عليه وكأنه ( فص ملح وذاب ) .

* مذيع مأجور : تخيلوا مذيع يعيش في لوكنده منذ عشرين عاماً ، ويعيش بلا أسرة لأنه لم يستطع توفير مهر العروس منذ بدأ برنامجه المشهور في إذاعة صنعاء والذي يذاع عصر كل يوم بصوتِ جهوري مميز وهذا البرنامج متخصص في مدح النظام . مذيع يعيش هكذا حالة في هكذا وضع .. هل من تفسير لذلك سوى أنه " مذيع مأجور " وأيضاً " خايب " لأنه لم " يحوٌش " الثمن الذي يتلقاه منذ بدأ برنامجه السيئ الذكر منذ السبعينات !!

وعلى النقيض هناك " مذيع مأجور " آخر ولكنه أحمر عين ، يخترع كل مرة برنامج للفضائية يسترزق منه ، ولديه هذه الأيام برنامج متخصص في متابعة الانتخابات ، هذا المذيع "المأجور" أحمر عين ، بنى فلة ضخمة ، ويركب سيارة آخر موديل ، ويعلّم أولاده في أغلى المدارس الأهلية رسوماً ..

صحيح هناك فرق بين مأجور ومأجور !!

•مصلى مأجور : عندما يتخذ المرء من صلاته قناعاً للتجسس على خطباء المساجد وأئمة المساجد ورواد المساجد وحمامات المساجد ، يصلي في الصف الأول ، ويدبج التقارير الكاذبة ، ويسترزق من وراء كذبه وصلاته ، فليس من تفسير لتصرفه سوى أنه " مصلى مأجور " .

وبالمناسبة شاهدت اليوم صدفة " ضابط مرور مأجور " برتبة "رائد" يستغل رتبته وبذلته العسكرية لتوزيع صور أحد مرشحي الحزب الحاكم بالأمانة على باصات الأجرة ، تخيلوا هذا الضابط الرائد ترك الجولة ليصبح " موزع دعاية" . هل من تفسير لذلك سوى أنه " ضابط مرور مأجور " ؟

استلم ثمن عمله هذا أمام عيني وهو يتملق هذا المرشح الثري جداً .

ولو أردت التحدث عن كل المأجورين في هذا البلد لما كفت ألف صفحة ...

ولكن :كفى بالمرء صغاراً أن يكون مأجوراً !!

كاتب/رداد السلاميإلى الكاتب جمال أنعم
كاتب/رداد السلامي
طارق عثمانفرقة حسب الله
طارق عثمان
مشاهدة المزيد