|
مأرب برس - خاص
احمد المولى الكريم الحنان المنان أ ن اصطفاني من بين من حولي لها,ووهبنيها كأعظم نعمة بعد نعمة الإسلام ,ومزجني وامتزجت بها فصرت هي شهيقا وزفيرا ,رغم غازاتي وأخلاطي وتعكير هوائي ,تلك التي تجذبني وتقعدني وتدفع بي إلى نفسي التي ما زلت معها في سجال ,وفتور يتهادى بي حتى التثاؤب حتى تلقي بي إلى الركود ,لكنها الحانية الرءوم النقية العبقة الكريمة الأصل والنسب أم المروءات..
تستشعر حالي بخاطر أو تجلي فترفعها صيحة مدوية تبلغ أعماق أعماقي (( يا سارية الجبل )) ثم يتسابق بنيها إخوتي منها هذا يهزني ,وآخر يحمل سقاءه معه قد ملاه من ثد ييها لبنا خالصا سائغا فأعب منه بنهم حتى ارتوي فتنفضني العافية ,وثالث إخوتي نجدته إلي تختلف ,يركض سريعا كا لبراق يأخذني اليه بضمة غضب حتى تختلف أضلاعي ,ثم يهزني هزات أشفق على نفسي منها لا أفيق إلا على طاقة وبعث روحي أحس أنها تأتي على الشوامخ والهضاب ,لكل منهم نجدته وريحه , هم منها ألوان ثمارا مختلفة والماء واحد , ولكل صيحته وعافيته .
يمسكني أخي بيدي فتصيبني رعشة وبرودة وانتعاش وصفاء وأريحية تدفعني لمعانقته وعبراتي تسيل حب وأخوة ,أتذكر معها يد بن الخطاب يوم أن احتضنتها يد أعظم بني الإنسان ,لم يتمالك معها عمر نفسه حيث غلبته المشاعر حتى قال يا رسول الله لانت أحب إلي من أهلي ومالي وولدي ,لم يفعلها عمر إلا عقب ضمة اليد لليد فكانت أن تعانقت معها الأرواح وسالت المشاعر .
أخي في الله , أخوك في الله ..
يا الله كم تهزني واهتز معها ,أحس بها رعشة تتملكني وطاقة تحركني ,تبعث في العافية واليقين والرضا وانشراح الصدر وبشاشة المحيا وابتسامه تنبعث من الأعماق فترتسم لا على الشفاه والوجه فحسب انما تشرق معها الروح ..
أجمل ساعاتي وأغلى عمري وأسعدها أوقات وأنا مع أخوتي وبينهم في الزاوية أو في الساقة طاهيا لهم أو سائقا ,خادما أو نجيا ..
ويا اسعد أسعد أوقاتي وأعمره يوم أن يكرمني المولى بأخذ يد تائه أو غافل أو حيران أو متشرد وأجره إلى أفياء الخير والرشد والالتزام ,
قالها الكيلاني قدس الله روحه وقد كان بديعا في هذا الفن(إذا رأيت وجه مريد صادق قد افلح على يدي شبعت واكتسيت وارتويت وقلت كيف خرج هذا من تحت يدي )
يا فرحة لا يسعها محيط أو تحملها لغة وأنت تراه يحبو حتى يقف على قدميه يتتأتأ ثم لا يلبث أن ينصهر, ليستوي داعية روح يسري تجدد وتتجدد ,ينبوع رقراق عذ ب تستقي منه كل الكائنات حتى تشرق الأرض بنور ربها ..
ليست هناك سعادة ابلغ في النفس من حس نشاط يتحقق فيؤتي أكله ثمارا يانعة وكلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ,شارد يعود, او قاعد ينتفض ,أو عاص يؤوب, أو لاحق يصل فيقود , هي مشاعر فوق أن توصف تحس معها وكأنك تكتسي وتشبع وترتوي ..
دعوتي ...أمي.
في محرابك ارتويت ,وفي مسارك استويت ,وفي حديقتك الغناء متعددة الزهر والألوان والثمار اجتنيت ,وجدتني روحا وجسما وعقلا في توازن بديع استقام على الفطرة ثم زادت عليه الحانية تشذيبا وتغذية وتنمية وتوجيها فكانت الفعالية وحركة الحياة ..
أنت لولاك ما كنت أنا حركة أو نفس ,رقما أو كيان , قبلك كنت اقرب للمسخ ,كانت روحي تختصم مع روحي ,يضيق صدري بي حتى اختنق فاصفع خدي بيدي ,وانتف ما تبقى من شعر راسي وذقني ,والعن نفسي بنفسي ومعها كل من تقع عليه عيني ,تضيق الدنيا بسعتها على المرء إذا ضاقت به أخلاقه ..
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .....ولكن أخلاق الرجال تضيق
يا حنان ...يا منان ...يا ذا الجلال والإكرام ,يا فاطر السموات والأرض ومن بيده مقاليد كل شيء ,أحفظها لي واحفظني لها ,وارزقنيها وبرها ,واجعلها أنفاسي ونفسي في غدوي ورواحي ,وفي سكني وحراكي ,وخلقني بها ,وارزقها خيري واحفظها من شري ومن نزقي ورعونتي ,وارزقني بها سلعتك الأغلى, واجمعني بهم السابقون واللاحقون في مقعد صدق يا مليك يا مقتدر ,وإذا علمت بي سوء او فتنه فأقبضني إليك قبل أن أسيء إليها ..
ووثق اللهم الرابطة,وادم ودها وأهدها سبلها وأملاها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك ,وجميل التوكل عليك ,وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك انك نعم المولى ونعم النصير
Alhager@gawab.com
في الجمعة 05 يناير-كانون الثاني 2007 07:46:19 م