آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

عن ثورة الفيس بوك اليمنية
بقلم/ بشرى المقطري
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 7 أيام
الإثنين 14 فبراير-شباط 2011 04:43 م

لا شيء يثير غضبي بعد المعاملات الروتينية في أروقة الجامعة والتي ستدخل عامها الثاني بإذن الله سوى خطابات الرئيس ومبادراته، ليتحول غضبي إلى رغبة في النفاذ من هذه الحياة التي يراد لنا أن نغمض عيوننا ونعيشها كحياة غير جديرة بالعيش، أحاول أن أغلق أذني عن كل ما يدور حولي لكن التعبئة الرسمية والترديد الاسطواني المشروخ لكل ما يقوله هذا الرئيس" الأراجوز" يلاحق متعتي بالقراءة والكتابة وأبدوا مجبرة للخوض في أسباب كثيرة للحزن.

احتجت أيضاً لكمية من الأسبرين لأسيطر على ضغط دمي فرحة بالثورة المصرية ولاستوعب الواقع اليمني الذي مازال يدور حول مبادرة الرئيس لحل أزمة اليمن وحتى أحدق بعدها بهذا السقف الخفيض الذي يريدنا أن ندق رؤوسنا فيه لنفهم بأن اليمن ليست مصر ولا تونس، وأن القبائل ستنهش لحمنا إن فكرنا بالتغيير، وأن حميد الأحمر هو البديل الأسوأ للحكم في اليمن، وأن على الشعب أن يحمي نفسه بنفسه، برسالة تحريضية لا يطلقها شخص مسئول، باختصار حاول الرئيس أن يقنعنا أن وضعنا "منيل بستين نيلة" على قول أخواننا المصريين، ولابد من وجوده كإله حامي وصمام أمان لنحتمل بعضنا، ويسود الأمن والاستقرار والهدوء والازدهار، ولتهب المنجزات الطيبة المخبئة في جعبته لثلاثة وثلاثين عاما.

في قاعة مجلس النواب ظهر الرئيس كبابا نويل، طيب القلب، ويفهم مطالب المعارضة لا ليقول فهمتكم يا شعبي أو أعي مطالبكم.. بل لبيك أيها المشترك، ولأن الشعب ليس كله مشترك، وإنما هناك تحولات في الشارع لم يفهمها الرئيس بعد ولا مستشاريه، ولا المطبلين لحكمه، وإن ثورة الفيس بوك اليمنية قادرة على قلب كل معادلات الساحة السياسية الراكدة، المسرحية التي أنتجها الرئيس والذي ظهر كممثل هزلي فاق قدرة "دحباش" على إضحاكنا- مع احترامي للممثل آدم سيف والإساءة له في هذه المشابهة الظالمة- وهو يطلق المنجزات والعطايا كألعاب نارية ليبهر الحاضرين من نواب حزب المؤتمر الشعبي، والمحللين السياسيين بقدرته على حبس أنفاسنا، ومناوراته التي تجعله حارس مرمى من الطراز الرفيع، لتبدو الأزمة السياسية التي استمرت لأكثر من عامين والتي أصابتنا بالتخمة وانحباس شريان القلب، وما تبعها من تخوين المعارضين والاعتداء عليهم، والتشهير بهم، واعتقال الناشطين السياسيين والصحفيين مجرد فقاعة صابون في الهواء، فهاهو اليوم يفتح قلبه للحوار، ويؤجل الانتخابات، ويخرج من تحت إبطه الوظائف للعاطلين عن العمل، والضمان الاجتماعي، ويلغي التعليم الموازي الذي كسر ظهورنا لسنوات طويلة، وأنه بذكائه الخارق يستطيع أن يجرف الحياة السياسية كما يريد ومتى ما أراد ليجعل خصومه مخنوقين في أنفسهم، ربما يقرقرون المداعة حتى سقف السماء السابعة.

لكن نسى هذا الرئيس المبجل الذي حكم على رؤوس الثعابين منذ ثلاثة وثلاثين عاما والذي يعتبر معارضيه كلاب مسعورة، وذو نظارات سوداء، ومرتزقة، أن التاريخ لا يعيد نفسه إلا بصورة مأساة أو ملهاة، وأن الوقت فات لهذا الكلام الطيب الذي كنا نتمنى أن تجود به يده الكريمة قبل سنيين من الآن، وأن العطايا التي وهبت لم تعد تكفينا لنتخلص من كابوسية حكمه واستئثار أبنائه وأصهاره ومقربيه بمقدرات الوطن، وانفراد حزبه بامتيازات الحياة، ولم يعد مثل هذا الكلام المنمق يجدي نفعاً، لأن سياسة المهدئات والتخدير الموضعي لم تعد مجدية للحالة اليمنية، وفوبيا حميد الأحمر لم تعد أيضاً مقنعة، فنحن لا نريد حميد ولا علي عبد الله صالح، نريد حاكم مدني، لا يجرنا من حرب إلى أخرى، ولا يرفع من شأن القبيلة فوق القانون والمؤسسات، ونسى الرئيس أن الثورة الفيسبوكية في اليمن ستعطي أكلها قريبا وبهدوء حتى تفرز شارعها الخاص وقادتها ورموزها، وأن هذه الشريحة من الشباب والمثقفين قادرة على صنع المعجزات أسوة بمصر وتونس، لأن حاجز الخوف قد تم كسره.

ولأن الخوف أصبح الآن بعيداً بالنسبة لكثير من الشباب فإننا نريد اليوم أن نقول للرئيس انتهى زمان الضحك، واللعب، والفهلوة، انتهى زمن المسكنات والمهدئات، والأسبرين، انتهى الزمن الذي كان يدور حولك، وإننا نريد اليوم ليس مبادرة لترقيع الحياة وإنما نريد أن نحاكمك على كل الجرائم التي ارتكبتها في حق أبائنا وأبنائنا وإخواننا في معتقلات الأمن السياسي منذ اغتيال الحمدي وحتى الآن، نريد تعويض نفسي ومادي لكل قطرة دم أريقت في حرب 94م وفي حروب صعدة، ومازالت تسفك اليوم في عدن وردفان والحبيلين وشبوة، نريد في نهاية عهدك الوشيك بإذن الله أن نعمل جرد لكل الجراح التي أصابتنا في عهدك، بعدها إذا أردت المسامحة ستحتاج لإسفنجه لمسح ذاكرة كل يمني من شمال الوطن إلى جنوبه تعرض في عهدك للذل والقهر والجوع، هل تستطيع؟!!. شخصيا لا أظن لأن الذاكرة لا تمحى.