عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة
حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب
تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟
شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة
دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر ..
إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030
كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا
السعودية.. بيان إدانة عاجل رداً على قرارات جديدة للإحتلال تستهدف الشعب الفلسطيني
سأبدأ الحكاية من سماء الخرطوم... من نافذة إحدى طائرات "طيران السعيدة"، وأنا أنظر إلى نهر النيل العظيم، إلى الأرض السمراء التي لطالما عُرفت بكرمها ونُبلها. كانت الطائرة تقترب من مطار الخرطوم، وكلما هبطت أكثر، ازدادت روحي راحة، كأنها تجد في السودان حضنًا دافئًا يُخفف عنها وعثاء السفر. وحين صدح صوت كابتن الطائرة:
"السادة الركاب، لقد هبطنا بسلامة الله على أرض مطار الخرطوم."
ارتسمت على وجهي ابتسامة تلقائية، وكأنني كنت بحاجة إلى هذه الكلمات لأشعر أنني في بلدي الثاني. كانت تلك زيارتي الأولى للسودان في عام 2018، ولم أكن أعلم حينها أن هذه الأرض التي تطأها قدماي ستكون يومًا ما ميدانًا لمعركة مصيرية ستحدد مصير المنطقة بأكملها.
•• السودان... أرض الرجال وقلوبهم البيضاء
بعد النزول من الطائرة، وفي صالة المطار، كانت أولى اللحظات التي شعرت فيها بصدق هذه الأرض. استقبالٌ دافئٌ من وجوه سمراء تحمل قلوبًا بيضاء.
"الحمد لله على السلامة"، كانت الجملة الأولى التي سمعتها من ضابط الجوازات، الذي لم يكتفِ بختم جوازي، بل أضاف بابتسامة صادقة:
"تفضل، السودان بلدك الثاني."
كم هو بسيط هذا التعبير، لكنه كان كافيًا ليشعرني وكأنني بين أهلي.
غادرت المطار باتجاه الفندق، حيث كان بانتظاري صديق عزيز، الدكتور صالح الصريمي. وبينما كنا نتنقل في شوارع الخرطوم، شعرت بروح هذه المدينة، بطيبة ناسها، وبساطة حياتهم، لكنها بساطة تحمل كرامة لا تُكسر، ونخوة لا تُشترى.
كرم السودانيين... ومحنة اليمنيين
استيقظت في اليوم التالي على أذان الفجر، وبعد الصلاة حاولت النوم، لكن الصداع كان أقوى من أن يسمح لي بذلك. خرجت من الفندق بحثًا عن صيدلية، وحين وجدتها، كان بيني وبين الصيدلاني السوداني هذا الحوار:
أنا: السلام عليكم.
الصيدلاني: وعليكم السلام، تفضل يا زول.
أنا: أشعر بصداع شديد، أريد أي مسكّن.
الصيدلاني: خذ هذا، لكن لا تستخدمه وبطنك خاوية.
أنا: كم الثمن؟
الصيدلاني: أنت من وين؟
أنا: من اليمن.
الصيدلاني: الدواء عندنا لأهل اليمن ببلاش!
حاولت أن أدفع، لكنه رفض بشدة، بل أصرّ على أن أتناول معه الفطور، قائلًا بحماسة:
"يا زول، الفطور علينا برضو، أبوي كان في اليمن عشرين سنة، وأنا زرت اليمن كثيرًا، وما حد يرفض عزومة وين قبيلة اليمن!"
كان كرم هذا الرجل انعكاسًا للروح السودانية النبيلة، لكنه في الوقت ذاته جعلني أشعر بمرارة في القلب، لأنني رأيت كيف أن هذا الشعب الذي يحفظ الجميل ويكرم الضيف، يتعرض اليوم لمحاولات الطعن والغدر من نفس الأيادي التي تآمرت على اليمن.
السودان واليمن... معركة واحدة ضد الطامعين
خلال تلك الزيارة، التقيت بالكثير من النخب السودانية، وكان كثير منهم يتحدثون عن التغيير. كنت أكرر لهم نصيحتي الوحيدة:
"حافظوا على الجيش السوداني... فبدونه، كل شيء قابل للسقوط."
قلت لهم خذونا في اليمن عبرة، فقد خذلنا جيشنا وتركنا الطامعين ينالون منه، فكانت النتيجة أن اليمن انقسم، وأصبح الشمال تحت الاحتلال الإيراني، والجنوب تحت هيمنة الدول الطارئة التي لا تعرف غير المؤامرات والخيانة.
اليوم، وأنا أرى الجيش السوداني يحرر الخرطوم، شارعًا شارعًا، وزنقةً زنقة، عادت بي الذاكرة لكل تفاصيل تلك الزيارة. لا يدرك السودانيون أن كل انتصار يحققونه، وكل هزيمة تلحقونها بمليشيات الدعم السريع، هي فرحة يمنية بامتياز، لأنهم لا يهزمون فقط انقلابًا عسكريًا، بل يسحقون مشروعًا استعماريًا يمتد من اليمن إلى ليبيا، مرورًا بالسودان.
الإمارات... هزيمة السودان مقدمة لهزيمتها في اليمن والمنطقة
حين أسمع الجنرال ياسر عطا يتحدث بصوته الجهوري عن دور الدولة الطارئة في تدمير الدول العربية، أجدني أعود بذاكرتي إلى عام 2017، إلى المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من ضابط إماراتي في عدن، يشغل منصب قائد قوات التحالف، حين طلب مني مغادرة عدن وإغلاق مؤسسة "الشموع للصحافة والإعلام".
كان ردي عليه بسيطًا:
"أنا في بيتي وبلادي، من أنت حتى تطلب مني ذلك؟"
بعد ستة أشهر، اقتحمت مليشيات الإمارات المؤسسة، ونهبت المعدات، وأحرقت المطابع أمام عيني، وأنا أشاهد بنادقهم مصوبة إلى رأسي. هذا هو أسلوبهم، لا يواجهون الرجال وجهًا لوجه، بل يغدرون ويدمرون من وراء ستار
اليوم، وأنتم في السودان تهزمون الإمارات ومليشياتها، فإنكم تثأرون لكل الشعوب العربية التي تآمرت عليها هذه الدولة الطارئة. انتصارات الجيش السوداني في الخرطوم ليست مجرد معركة داخلية، بل هي ضربة قاتلة لمشروع الإمارات التوسعي، تمامًا كما كانت هزيمة إيران في سوريا ضربة ساحقة لمشروعها الطائفي في المنطقة.
•• السودان يشعل شرارة الثأر العربي
هزيمة الإمارات في السودان تعني أن زمن استباحة إرادة الشعوب قد ولى. كما هُزمت إيران في سوريا، وكما اندحر مشروعها في العراق ولبنان، فإن مشروع الإمارات الاستعماري اليوم يتلقى ضرباته الموجعة، والسودان هو الساحة التي كشفت حقيقة هذه الدولة الطارئة التي تظن أن المال يمكن أن يشتري الأوطان.
انتصارات الجيش السوداني ليست مجرد استعادة للخرطوم، بل استعادة للكرامة العربية.
كل مليشيا تُسحق في السودان، هي ضربة لمليشياتهم في اليمن وليبيا.
كل مرتزق يُداس تحت أقدام الجيش السوداني، هو صفعة على وجه الطغاة الذين اعتقدوا أن التاريخ يُكتب بالمال والخيانات.
اليوم، الخرطوم تنتفض... واليمن يترقب. السودان يشعل شرارة الثأر العربي، واليمنيون ينظرون إليه كمنارة أمل، لأنهم يعلمون أن ما بدأ هناك... سينتهي هنا.
والأيام بيننا.