مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
ذهبت إلى غوانتنامو عدة مرات في السنوات الثلاثة الماضية لمقابلة موكليّ السبعة عشرة الذين تم احتجازهم من قبل الولايات المتحدة في أقفاص صغيرة لأكثر من خمس سنوات.
في كل مرة أقوم فيها بزيارة يسألني موكليّ إذا كان لدي أخبار عن بلدهم اليمنأ يريدون أن يعرفوا أخبار عائلاتهم وإذا كان هناك أي مواليد أو مناسبات زواج حدثت بين عائلاتهم، وإذا كان أبائهم وأمهاتهم في صحة جيدة. يريدون أن يعرفوا عن الوضع السياسي في اليمن وإذا كانت اليمن في حالة سلم أو حرب.
وفي ما يتعلق بسجنهم المستمر يريدون أن يعرفوا ما تقوم به الحكومة اليمنية من أجل الإفراج عنهم من الحجز الأمريكي.
لا أستطيع الإجابة على أكثر أسئلة موكليّ، استطاع الجيش الأمريكي أن يبقي المعتقلين في عزلة عميقة لسنوات حيث يعتمد المعتقلين على الجنود والمحققين الذين يتملقون (وأحياناً يجبرونهم) للإدلاء بتصريحات إجرامية ضد أنفسهم وضد إخوانهم.
لا يعرف المعتقلون أي شيء عن ما يحدث في العالم في السنوات الخمس الماضية عدا ما يخبرهم به المحققون وما يزالون يشعرون بالحزن لجهلهم بأهم الأحداث السياسية.
ومن المحزن فإن الجيش الأمريكي أقنع قضاة محاكمنا المدنية أنه لا يحق لمحامي المعتقلين إخبار المعتقلين بأحداث العالم ولا أن ينقلوا لهم رسائل بسيطة من أفراد عائلاتهم التي تحثهم على أن يظلوا أقوياء وأن يحملوا
الأمل والإيمان بالله.
أردت زيارة موكليّ هذا الأسبوع في غوانتنامو للتحدث معهم وإعطائهم بعض الدعم المعنوي ولكن تم رفض حقي في ذلك من قبل الجيش الأمريكي. ولكن حتى وإن تم السماح لي بالدخول إلى السجن في هذا الأسبوع فلن يكن بمقدوري إخبار موكليّ بالأخبار السعيدة عن ترحيل ست أفغانيين آخرين من غوانتنامو. علمنا اليوم أنّه تم إعادة أكثر من خمس أفغانيين إلى بلدهم بالإضافة إلى آخر البحرينيين المعتقلين في جزيرة كوبا.
بالتأكيد يعتبر هذا الترحيل خبر سعيد، ولكن ستكون أسباب هذا الترحيل محبطة للشعب اليمني. التفسير البسيط للإفراج عن كل البحرينيين من غوانتنامو أن الحكومة البحرينية ألحّت على الولايات المتحدة لإعادة مواطنيها.
ببساطة هذا هو السبب: طالب الملك حمد ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والأمير الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ومجموعة من الوزراء طالبوا إدارة بوش بإعادة مواطنيهم ونجحوا في ذلك.
منذ بضعة أشهر، حثثت الشعب اليمني بمطالبة مسئوليكم بالإلحاح على إعادة مواطنيكم من غوانتنامو بعد فترة وجيزة من ترحيل أربع معتقلين يمنيين كان أحد موكليّ واحداً منهم. كنت أنا وزملائي على آمل أن تتقلص المشكلة وأن يتم إعادة عدد أكبر من المعتقلين ولكن منذ ذلك الحين لم نرى أي إجراء يتخذ من قبل
الولايات المتحدة بهذا الخصوص.
ما يزال أحد موكليّ محمد محمد حسن في السجن بالرغم من أنه صدر القرار بالإفراج عنه منذ 28 شهراً على الأقل.
في الحقيقة ذكر الرئيس بوش أنه يود إعادة مواطنيكم إلى بلدهم وأنه يود إغلاق غوانتنامو ولكنه لا يستطيع فعل ذلك لأن هناك حكومات مثل حكومة اليمن لا تقبل إعادة المعتقلين. وذكر بوش اليوم خلال مؤتمر صحفي "ينبغي أن يكون إغلاق معتقل غوانتنامو هدف الأمة، ولقد أوضحت كذلك أن جزء من سبب التأخير في إغلاق المعتقل هو تردد بعض الدول باسترجاع بعض المعتقلين هنا، بعبارة أخرى من أجل فعل ذلك علينا أن نجد مكانا لأولئك الأشخاص....وبشكل آخر فإن جزء من المشكلة هو الجزء العملي وهو ماذا علينا أن نفعل بأولئك الأشخاص."
المسألة بسيطة جداً: حكومة الولايات المتحدة مستعدة لإعادة العشرات من مواطنيكم إلى اليمن إذا وافق مسئوليكم على إعادتهم.
من أجل موكليّ ومن أجل آبائهم وأطفالهم في اليمن أتوسل إليكم باستخدام وسائل الديمقراطية لديكم وأن تطلبوا من الرئيس علي عبد الله صالح ونوابه ليس فقط بأن يسمحوا ولكن بأن يلحوا بإعادة مواطنيكم من غوانتنامو، إذا أخذ الرئيس صالح نفس الموقف البطولي الذي اتخذته حكومة البحرين، فسيبدأ إخوانكم بالعودة إلى بلدهم بالعشرات وخلال أسابيع.
*
الكاتب أستاذ في كلية القانون الجنائي في جامعة نورثن إلينوي وهو يمثل 17 يمنياً من خلال مؤسسة كونفجتون آند بيرلنج القانونية والمعتقلين في غوانتنامو من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية منذ يناير عام 2002.
- ترجمة نبيل النويرة