سُحقاً لحياةٍ على حِساب فِتقَ الوَطن بعّد رِتقه
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 8 أيام
الأحد 19 أغسطس-آب 2007 08:28 ص

مأرب برس ـ خاص

نموتُ جياع مُتمسكين بالمكسب التاريخي للوطن و لا أن نحيا على أكوام فتق الوطن و مهانته و تجزئته ، فيلعننا التاريخ جيلاً بعد جيل .

هذا ما يُردده الشرفاء البُسطاء الفُقراء قبل الأغنياء من أبناء الوطن من صعده إلى المهرة ، هذا ما تلسن به أفواه هؤلاء الأوفياء لتراب الوطن وليس لحزب أو فئة أو لشخصٍ كائن يكون أو حتى لرغبة دنيوية زائلة ، بل هذا ما ضجت به أغلب منابر مساجد الجمهورية ( المرجع الروحاني لليمنيين ) في خُطب الجمعة الماضية ، فحقاً سُحقاً لمن يَرنوا لتجزئة الوطن كما جزءه الاستعمار البريطاني و الغاصبة العُثمانية في العقد الثاني من القرن المُنصرم عندما تم ترسيم حدود الفصل بين اليمن الواحد بُغية تحديد المساحة الجغرافية للسيطرة القسرية الإحتلالية لكُلٍ منهما على حساب هذا الوطن ، .. ظافرين بمبدأ فرق تسد على أرض الواقع في يمن الحكمة و امتداداً لتطبيق اتفاقية ( سايكس بيكو ) سنة 1916و إن غاب الجانب الفرنسي هنا و لكن الهدف واحد و تعددت الأشكال و الطُرق .. فإن جزئونا بقوة الاحتلال و السلاح آن ذاك رُغماً عنا ، لن نسمح بذلك مُجدداً بعد الالتحام ولو طالب به بعض المُغرر بهم من أبناء جِلدتنا . و من السذاجة المُفرطة أن يُفكر بعض ضُعفاء النفوس في إرجاع الوطن لحالة التشتت و البراميل الحدودية بعد أن مَنّ الله على هذا الوطن الجريح بهذا المكسب الوطني التاريخي و الذي سطره الشهداء بدمائهم على جبين
التاريخ .

بعيداً عن الحقوق المطلوبة ، بعيداً عن حقوق الجياع الفقراء ، بعيداً عن حقوق المُتقاعدين ، بعيداً عن حقوق المظلومين و المنهوبين من أرجاء اليمن و التي يجب أن تُعالج من جِذورها ، وقريباً جداً من أعناق أمثال " المالكي " وزمرته في العراق ، الذين للأسف يحملون النكهة اليمنية " الحسني " و أعوانه و بلا خجل من انتمائهم يُطالبون بالمُستحيل بإذن الله تعالى ، هم وبعض مُراهقين السياسة في بعض المُنتديات خلف أسلاك الشابكة و الذين لا يُجيدون غير البربرة .. أستغرب من وقاحة مُجرد التفكير في هذا الأمر مهما إدلئمت الخطوب اليوم على الوطن المُحارب إقليمياً و دولياً بطرق غير مُباشرة ، فكما قدم " المالكي " و أصحابه العراق على وعاءٍ من ذهب هبة للشيطان الأبيض ( أمريكا ) و زمرتها ، تُريد شرذمة " تاج " و أذيالها خارجياً مُفصحين ( نباح ) و داخلياً كاظمين ( منـافقين ) ، تقديم الوطن لمُستذئبين القرن الواحد والعشرين إقليمياً و دولياً مُقابل الوصول إلى أهواء شخصية و تحقيق أهدافٍ استخباراتية شرق أسيوية و غربية على السواء ، و تمزيق كُتلة بشرية صلبة .. كيف لا وهي سهم ودرع شبه الجزيرة بل الشرق الأوسط بشكلٍ عام .

فليعلم هؤلاء .. من يُشاهدون تحت أقدامهم فقط ( زارعين الفتن ) أنهم لا يعلمون مغبة ما يُطالبون به من حماقات ، لأنهم يدفعون الوطن لمستنقع دماء و تضحية أخرى من أجل ترسيخ الوحدة بشكلٍ أعمق بعد أن تأثلت و تعمقت في صيف 94 لا غير .. و تعطيل مسيرة تقدم الوطن التي لا زالت ضئيلة فيه بسبب النكبات و تواجد نخبة من المُفسدين و المُنافقين الذي ابتلي الله الوطن بهم .. 

وإن كانوا يعلمون أن " الجزائر " ضحت بمليون ونصف شهيد لإخراج أجداد " ساركوزي " من وطنهم .. فقد غاب عنهم أن اليمنيين الشُرفاء من مُختلف المُحافظات على استعداد أن يقدموا 22 مليون شهيد للحفاظ على وحدة الوطن الغالي و يُخلد التاريخ اليمن واحدة و ليست أشلاء ، فقد تحملنا الجوع والظلم و الفساد و لن نسمح أبداً ببرزخة اليمن وصولاً إلى صوملته ، و سنُحافظ على هذا المكسب الوحيد للوطن كي نظفر بحسنة وحيدة و هي أننا رسخنا وحدة في ظل شتات عربي إسلامي مُخزي و ذلك بدماء الشُرفاء من جميع محافظات الجمهورية ..

وليعلم المُطالبون بالمُستحيل إن شاء الله ، أنهم بإعمالهم الخرقاء تلك .. سيدفعون الشعب اليمني للخروج للميادين مرةً أخرى مُطالبين بتعديل الدستور ( حق للشعب ) لكي يستمر فخامة " الصالح " بالرغم من نجاحه الساحق في تجويع الشعب ، كل هذا لأن الأبدان تقشعر غيرةً على الوطن عند سماع من يُطالب بالانفصال ولأنهم و برغم من جوعهم الشديد يتمنون تقبيل جبين " الصالح " عندما يتكلم عن الحفاظ على وحدة البلاد مُنتقداً من يطالب بتمزيقه ، و لأنهم يعلمون أنه إذا أفل زعيم الوحدة في ظل زمن ينضح بالخونة والمُنافقين و العملاء ، قد تنشب حرائق الفتن في هذا الوطن المصبوغ بالحكمة والإيمان على مر العصور و لهذا سيتجرعون المُر و الحنظل مُتناسيين جرع تجويعهم وفقرهم كي يُحافظون على أمن و سلامة البلاد فالغاية السامية تُبرر الوسيلة و ستبقى الوحدة إن شاء الله سواءً بالدم أو بشتى الطرق و سندفع الغالي و الرخيص و يبقى العلم واحداً سواء بعز عزيز أو ذُل ذليل .. فبرغم من افتقار أغلب الشعب اليمني للوعي لكنه يملك الإحساس الوطني الفطري ، فلن يقبل مُعالجة خطأ الفساد بخطيئة تمزيق البلاد ، و حفاظاً على التراب والانتماء و وفاءً لدماء الشُهداء و لمن ماتوا وهم يحلمون بتوحيد البلاد سابقاً بالرغم من عدم قدرتهم مثل إبراهيم الحمدي و عبد الرحمن الإرياني و سالم ربيع علي في بداية سبعينيات القرن المنصرم و عبد الفتاح إسماعيل في ثمانيات نفس القرن و بغض النظر تعدد الأشكال و انحياز الكيف لأن وحدة اليمن واحدة .