صالح يستعين بخبرة بوتن للبقاء في الحكم
بقلم/ محمد الحميدي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 5 أيام
الجمعة 30 سبتمبر-أيلول 2011 03:30 م

بعد إن استنفذ صالح كل ألاعيبه السحرية للبقاء في السلطة بدئا" من لائته الثلاثة التي أطلقها إمام مجلس النواب في بداية هذا العام و المتعلقة بالتوريث والتمديد وتصفير العداد مرورا بتقديمه الوعود لتنفيذ إصلاحات دستورية وتحسين الأوضاع ألاقتصاديه وصولا" إلى المبادرة الخليجية بنسخها الأربع التي رفضها ليجرب بعدها الحل الأمني ويدخل في مواجهة مفتوحة مع شعبه فكان أول من دفع ثمنها في حادث جامع النهدين و بنجاته اعتقد الكثير انه سيراجع حساباته ويعود إلى صوابه ويستجيب لمطالب الثورة السلمية . إلا إن الرجل لم يفعل ولم يتعض بل عاد أكثر تحديا" وانتقاما" وحاول استغلال الحادثة وتحييرها لإرهاب خصومه وابتزازهم وقلب ميازين القوى لصالحه وفقا" لما أوهم به حلفائه الأمريكيين وحكام الشقيقة المستديمة في رؤوس كل اليمنيين منذ انتهاء حكم ألائمه في اليمن, فكرر بذالك أخطائه وقلص من فرص نجاته و زاد بأفعاله تلك وهج الثورة وفرص نجاحها, الأمر الذي دفعه إلى العودة من منفاه الاختياري متخفيا" تحت جنح الليل كخفاش أو عفاش الظلام يحمل أجنده جديدة باشر الإشراف على تنفيذها بنفسه نفذ من خلالها عمليه عسكريه واسعة ضد شباب الثورة صب من خلالها جام حقده وغضبه عليهم بكل مااوتي من قوه في عمليه شامله عرفت كوديا" باسم (غصن الزيتون والحمامة) هدف من خلالها تقطيع أوصال الثورة وتشتيت المعتصمين والاستيلاء على ساحات الاعتصامات ومنع العودة إليها و الحؤل دون تجمعهم ثانيتا" و السيطرة على المناطق الرئيسية التي فقدها في العاصمة ليفرض واقعا" يبدل من خلاله مسميات الواقع من بقايا نظام إلى بقايا ثوره .

 ولكن كعادته كان الفشل حليفه إلا انه رغم ذالك لم يتملكه الإحباط واليأس واستمر في تغيير تكتيكاته ولعب ماتبقى من كروته كإعلانه قبوله بالمبادرة وتكليف نائبه بالحوار والتوقيع عليها ودعى لإجراء انتخابات مبكرة وطالب الشباب بتشكيل مجلس انتقالي لاستلام السلطة واستدعاء الورقة الدينية ثانيتا" ليكشف أخر أوراقه وفي محاوله يائسة لتحقيق بعض الأهداف التكتيكية على المستوى القريب والاستراتيجيه على المدى البعيد وفقا" لمايلي:-

1- إظهار المشترك وشركائه بالطرف الرافض للحلول السلمية وتحميله مسئولية أي تداعيات مع النأي بنفسه عن أي جرائم يتم ارتكابها خلال الفترة القادمة .

2- كسب مزيدا" من الوقت للمناورة والبحث عن خيارات أفضل لوضعه وإيجاد المبررات الشرعية لافعاله.

3- امتلاك فرصه للتراجع عن توقيع الاتفاقية من خلال إلغاء التفويض الممنوح لنائبه في أي لحظه يريدها والعودة بالأوضاع إلى المربع إلاول.

4- حصر إطراف الصراع بنائبه وصقور المؤتمر وحلفائهم في النظام من جهة والمشترك وشركائه من جهة أخرى

5- الظهور بمظهر الداعي للسلام والراعي لأي حوار أو اتفاق.

وذالك تمهيدا" للعودة إلى السلطة على ألطريقه البوتنيه من خلال تبادل الأدوار بينه وبين نائبه كما تبادلها فلاديمير بوتن والرئيس الروسي الحالي ديمتري ميدفيدف بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية لبوتن عام 2007م دون ألحاجه لإجراء أي تعديلات دستوريه أو خرق للدستور او الإخلال بالهامش الديمقراطي القائم.

حيث قام بوتن قبل انتهاء فترته الثانية بترشيح صديقه المقرب ديمتري ميدفيدف لرئاسة روسيا خلال الأعوام 2007م-2011م بينما ترأس هو قيادة حزب روسيا الموحدة الذي يملك 315 مقعد في البرلمان الروسي من أصل 450 مقعد ليرأس الحكومة الذي شكلها حزبه ويعود من خلالها إلى المسرح السياسي لممارسة السلطة كرئيسا" لوزراء روسيا الذي يعطيه حق مشاركة الرئيس في الكثير من الاختصاصات وفقا" للنظام شبه الرئاسي الذي تم تعديله دستوريا" ليتماشى مع هذا الوضع الاستثنائي خلال فترة حكم ميدفيدف حتى يعود بصفه رسميه مع انتهاء الفترة الأولى لميدفيدف نهاية هذا العام والذي استبقها ميدفيدف بإعلان عدم ترشيح نفسه لفترة ثانيه و دعاء رئيس وزرائه فلاديمير بوتن لترشيح نفسه.

في المقابل أتخذ مؤتمر حزب "روسيا الموحدة" المنعقد منتصف هذا الشهر قرارا" بوضع اسم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على رأس لائحة مرشحي الحزب لانتخابات مجلس الدوما (النواب) الروسي المزمع إجراؤها في الرابع من كانون الأول (ديسمبر) القادم بناء على اقتراح تقدم به رئيس وزرائه بوتن وبذالك يتمكن فلاديمير بوتن من العودة إلى الحكم لفترتين رئاستين دون إن يخل بمبداء التداول السلمي للسلطة أو النظام الديمقراطي القائم في روسيا.

وهذا ما يحاول صالح إن يلعبه مع نائبه هادي لإعادة تجديد نفسه والعودة إلى الحكم من خلال موقعه كرئيسا" للمؤتمر الشعبي العام واستغلال إمكانياته ووضع أعضائه في مؤسسات ألدوله المدنية والعسكرية لتمرير مرشحا" توافقيا" يضمن ولائه ونجاحه كالنائب هادي مع السعي لتحقيق الاغلبيه المطلقة في الانتخابات البرلمانية القادمة لكي يتمكن صالح من تشكيل ورئاسة الحكومة وتنفيذ التعديلات الدستورية اللازمة لتغيير نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني (نظام الجمعية) كما هو قائم في تركيا وإسرائيل أو شبه الرئاسي كما في روسيا وبذالك تكون الثورة قد خدمة صالح وحققت أهدافه فبدلا" من حرمانه من إنهاء فترة استحقاقه التي لاتتجاوز منتصف عام 2012م منحته فرصه ذهبيه تمكنه البقاء في الحكم بقية عمره لفترتين رئاسيتين مدتها (14) لانعلم ماذا سيصنع خلالها بالشعب أكثر مما صنعه به خلال (33) عام.

 وهذا هو السيناريو الذي يحاول صالح فعله ويراهن على تنفيذه بمساعدة بعض الخبراء الروس وبدعما" غير خفيا" من النظام الروسي الذي أعلن مرارا" عن تأييده ودعمه الصريح لنظام صالح وقدم له الدعم العسكري خلال مواجهاته الاخيره لقوى الثورة وأعلن رفضه استصدار أي قرار من مجلس الأمن الدولي يتعلق بالشأن اليمني.

( Mgd-220@maktoob.com )