تحوّل مثير.. ميتا تسمح باستخدام ذكائها الاصطناعي لأغراض عسكرية أمريكية انستغرام يطرح خيارات جديدة لتصفية الرسائل للمبدعين الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير
هي الحقيقة المرة، التي لا مماراة فيها ولا مبالغة ولاتزلف ولا زيف.. هي الحقيقة المرة التي لا يجد المرء منا نفسه أمامها إلا ويقر بأنه وبعد أن شهد جميعنا ذلك الوهج والبهاء والحضور والنشاط الثقافي والابداعي الاستثنائي في العام الاستثنائي الذي توجت فيه صنعاء عاصمة للثقافة العربية لسنة 2004م، يجد نفسه اليوم حبيسا لشعور الحسرة والالم والاحباط، مع إعلان تريم عاصمة للثقافة الاسلامية للسنة الحالية2010م التي أوشكت على الانتهاء!
هي الحقيقة المرة التي يخلص اليها المرء خصوصا عندما يصل إلى قناعة مفادها بأن ذلك الالق والبهاء والنشاط الذي شهدته صنعاء لا يمكن له أن يتكرر، بل أن شعوره بالحسرة سيتعاظم عندما تتأكد له الحقيقة المرة الانكى، وهي أن تفاعلنا وتعاطينا مع هذا الحدث أو ذاك، وسواء كان مهم أو غير ذي أهمية ترجى عدى كونه ظاهرة صوتية، ومناسبة لكي يحقق بعض الصوص مبتغاهم، وهي ليست مسألة ترتبط بتوجهات وسياسات واستراتيجيات مقرة ومعده ومدروسه مسبقا ووفق برامج وخطط تنظر للابعاد الافقية والعمودية والمستقبلية المرجوة، بقدر ماهي مسألة مرتبطة بأشخاص وبغايات رخيصة، وبمدى تقديرهم للحدث من سواه وللمسئوليات والمهام التي يضطلعون بها من عدمه!
أن ما يحز في النفس حقا مع اعلان تريم عاصمة للثقافة الاسلامية2010، مهد الثقافة الاسلامية وينبوع شعاعها، أن لا يمتلك الوحد منا ما يهديها أياه في مناسبة أوشكت على الانتهاء كهذه سوى الرثاء والبكاء والحزن! ولاهلها العزاء؟
كيف لا وهي مناسبة تذكرنا بخيبة أملنا في جهاتنا المعنية وبمؤسساتنا الرسمية والقائمين على بعضها ..وهي تذكرنا بأن الاخيرين ليسوا اكثر من "عتالين" أو مجرد لصوص .. كيف لا وهي مناسبة يكاد يكون وجودها كعدمها! كيف لا وهي تكشف عن حقيقة أنه تم اغتيال كل جميل في هذه المناسبة من قبل بعض القيادات في وزارة الثقافة ممن تعمدت تهميش المناسبة وتجاهلتها لاغراض لا علاقة لها بالثقافة والمثقفين وانهم لم يكونوا عند مستوى حسن النية والظن بهم كمسئولين؟
أي وزارة ثقافة كنا نرجو منها التعاطي المسئول مع مثل هذا الحدث، وأي مسئولين كنا نتصور أن بامكانهم القيام بدورهم مع هذه المناسبة على اكمل وجه، أن ما يبعث على الحسرة أن بعض الوزارات ليست سوى أماكن لتفريخ التضخم الاداري والوظيفي لجهاز الدولة، أن لم تكن أشبه بمكاتب "شئون اجتماعية"، تضم مجرد عاهات وكوادر كسيحة كلاسيكية لا أمل منها ولا رجاء، لا هم لها سوى التوقيع في حوافظ الدوام، واستلام الراتب في موعدة المحدد غير منقوص، والتهافت للحصول على المكافئات والولائم الخيالية، بدون أي وجه حق!
حقا أننا اليوم وبعد أقتراب موعد أنتهاء مثل هذا الحدث، لا نملك أكثر من الرثاء لتريم .. كيف لا وهي مناسبة وذكرى هامة بدت مثلها مثل أي مناسبة سطحية عابرة، وكأي ندوة أو ورشة عمل أو حفل من الاحتفالات والمؤتمرات اليومية "الهايفه" التي تقام هنا وهناك وترصد لها ملايين الملايين! كيف لا وليس هناك سوى حفل افتتاح يتيم حضره من حضره من قيادات وزارة الثقافة لمجرد التصوير والظهور بالكروش المنتفخة! كيف لا ولم يعد امامنا سوى الامل بحفل ختامي بائس قد ربما يتم نسيانه في زحمة أهتمام المؤسسة والوزارة المعنية وقيادتها باللاشيء! أو بمكافئات اللجان والاعضاء للمكاتب التنفيذية والفرعية المبالغ فيها والخاصة باللوحة الثقافية لخليجي عشرين والتي تعصف الخلافات باصحابها حاليا، رغم أن الوزارة نفسها هي من ساهم من خلال ذلك الاخراج المخزي والعرض السيئ للوحة الثقافية في تمريغ وجه اليمن واليمنيين وسمعتهم في الوحل، رغم الحصول على مبالغ خيالية تفوق ربما قدرات قياداتها المعتقة والعاجزة!!
أنني لا أتحامل هنا على قيادة وزارة الثقافة الحالية ولا أهدف لمهاجمتها في هذا المقال من باب المهاجمة ليس إلا، لانه ليس بيني وبينها ما يدفع إلى ذلك وانما هو الحنق والغيرة على عاصمة ومدينة بحجم تريم مرت علينا مرور الكرام، ووزير مثله مثل غيره من الوزراء الذين تعج بهم القائمة في التشكيلة الحكومية البائسة الحالية ترك الوزارة ومسئولية ادارتها لمجموعة لا يمكن وصفهم أو تسميتهم سوى "بالمخلصين" ومنفذي عمليات غسل الاموال والمكافئات !ومثله كثير ممن ينطبق عليهم المثل القائل :"ياما تحت السواهي دواهي"،" وتحت المدني ألف جني"! فعلا أنني اكن لقيادة وزارة الثقافة الحالية كل الحب والاحترام، وجميل مشاركتها لي حفل افتتاح معرضي الفوتوغرافي الاول لكن انطلاقا من ان الولاء يجب ان يكون للبلد والشعب والقيم وليس للاشخاص أتسائل لماذا هكذا تغتال الاحلام ويسود وجه الوطن؟ من المسئول عن تواجد كل هؤلاء الصوص؟
السؤال ألمح والمخجل، هل اعلان تريم عاصمة للثقافة الاسلامية 2010م، كان مناسبة لاشعال فتيل الحرب والخلافات بين وزارة الثقافة عبر مكتبها التنفيذي المكلف بادارة الفعاليات من جهة والسلطات المحلية في حضرموت من جهة اخرى حول المعني بالاشراف على سير الانشطة الخاصة بالمناسبة مع أن الكل منا معني بذلك؟ من المسئول عن السكوت على هذه الفوضى العارمة المتصلة بهذا الحدث للدرجة التي اسهمت في أحباط الكثير من فعاليات تريم عاصمة للثقافة الاسلامية، وحجب ضوء ووهج ألقها كعاصمة للتنوير الاسلامي عبر التاريخ الطويل، ومع أن فيض وغيث هذه الفعاليات-وهذه حقيقة لمن كان لا يعلم- لم يكن ينقطع أو يتوقف على مدار العام منذ أن خطت المدينة قبل قرون خلت كعاصمة لمشاعل العلم والمعرفة، وقبل أن تتوج تريم عاصمة للثقافة الاسلامية اليوم، ويتحول هذا التتويج إلى ما يمكن تسميته مع المعذرة على اللفظ "باللعنة" في ظل تواجد مجموعة من اللصوص والمرتزقة والمتمصلحين ممن لا يقمون وزنا لروح الانتماء والمسئولية وحب الوطن، ولا يقيمون أي أعتبار لاي قيم غير القيم المادية والنفعية بعيدا عما يتصل بالاعتزاز بتمجيد حاضر الوطن وماضية وما يربط بهويته الثقافية والمعرفية.
من المسئول عن تشكيل مكتب تنفيذي لهذه الفعاليات تحت ادارة مدير مكتب وزير الثقافة، ولماذا مدير مكتبه بالذات مع احترامي لهذا الشخص الذي لا اعرفه ؟ ووفق أي معيار واشتراط تم تعيين هذا الشخص وماهي مميزاته ومواصفاته التي استدعت تعيينه دون غيره مع أحترامي وتقديري الكبير له ولشخصه مرة اخرى؟ لماذا لم يتم تشكيل مكتب تنفيذي من ابناء المحافظة والمدينة نفسها والذين أثق في كفاءتهم وقدرتهم على ادارة هذه المناسبة بالشكل الذي يليق بالمدينة وتاريخها وخصوصا وهم يمتلكون المهارات والخبرات العلمية والعملية المطلوبة أفضل من سواهم ممن لا يجيدون حتى فن التخاطب مع ابناء المدينة وغيرهم من الضيوف الذين كان من المفترض ان تستضيفهم المدينة على شرف تتويجها عاصمة للثقافة الاسلامية ويهم يتحدثون بجميع اللغات؟
لماذا إذا كان هناك فعالية أو مناسبة ما في اي محافظة من المحافظات يتم أرسال من يعمل ويشرف عليها من المركز الرئيسي (صنعاء )، ويتم تجاهل ابناء المدينة والمحافظة نفسها؟ اليست هذه هي المناطقية والشللية والمركزية الشديدة والمقيته التي نشكو منها ونمت ضدنا الحقد الذي لم يكن موجود اصلا لولا انانية البعض؟ اليست هي ما اوصلنا إلى ما وصلنا اليه وقادتنا إلى ما نحن فيه؟ اليست هي من يقود الكثيرين إلى الانضام إلى طابور الحراك الجنوبي كل يوم؟
هل فعلا علي عبد الله صالح الشخص الاول المعني في هذا البلد بحاجة إلى مثل هؤلاء المسئولين الذين يفتقدون لادنى درجات الحصافة والدبلوماسية والتعامل الخلاق مع مناصبهم ومهامهم بمسؤلية، ويكرسون ضده وضد كل ماهو شمالي الحقد الجنوبي؟ هل هو بحاجة إلى "اوغاد" عفوا مسئولين ،يلعبون ويضربون بتصرفاتهم تحت الحزام من دون ان يدري هو ما يريدون وما يستهدفون عندما تضيع مصالحهم؟هل هو بحاجة إلى مسئولين يحولونه مع أحترامي لشخصه إلى "نادل" يرحب بضيوف اليمن في كل لوحة من اللوحات التي طغت على شوارع عدن لا لشيء إلا ليحافظوا على كراسيهم ومناصبهم! ويستفزون بصورة التي تعلوا كل الحجر والشجر كل من هو فقير وضابح وشاعر بالغبن من ابناء الجنوب؟
أليست الاوطان عبارة عن حزمة من الانجازات أم أنها مجموعة من الصور التي توزع الابتسامات (...)؟بالتأكيد ليس فخامة الرئيس بحاجة إلى مثل هؤلاء المسئولين ولا لتملقهم هذا الاشبة بدس السم في العسل! أننا بحاجة إلى وفاء حقيقي لهذا البلد ولسنا بحاجة لمن يخلصون للمادة! أننا بحاجة إلى مسئولين وليس لصوص! أننا بحاجة إلى مدينة وعاصمة للثقافة وليس عاصمة للرثاء؟