مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
لعل السعودية واحدة من الدول القلائل التي لا ترى - أو لا تريد أن ترى - فيما يسمى بالربيع العربي ثورات شعوب مقهورة على حكام طغاة و مفسدين، بل مجرد أزمات تعمل كل جهدها لكي لا يكون لها منها نصيب، لا سيما و أن هذا الغليان يحاصرها من جنوبها في اليمن إلى شمالها في سوريا و من شرقها في البحرين إلى غربها في مصر.
ولعل هذا الكلام لا يصدق على ثورة من ثورات هذا الربيع كصدقه على الثورة اليمنية. فالسعودية لم ترَ و لن ترى في ثورة شباب اليمن سوى أزمة سياسية بين السلطة و المعارضة، و على الشعب اليمني أن لا يطمع من جلالة ملكها حتى و لو إلى خطاب مشابه لخطابه عن الثورة السورية.
ورغم ذلك فإن اليمن لم يكن في أية لحظة من تاريخه خاضعا للسعودية و تحت نفوذها كما هو عليه الآن بعد ستة أشهر مضت على الثورة و ما يقارب الثلاثة أشهر على حادثة جامع النهدين و أكثر من أربعة أشهر على المبادرة الخليجية.
الرئيس صالح و كبار رجال نظامه مازالوا يتلقون الرعاية الصحية في المستشفيات السعودية، و خطابه الأخير بوعده و وعيده لم يكن من القصر الجمهوري و لا من دار الرئاسة بصنعاء و إنما من الرياض.
و المعارضة اليمنية بشخصياتها البارزة و أحزابها السياسية غارقة في ما تعودت على الاسترزاق منه من مناورات سياسية و مفاوضات معلنة أو من وراء جدر. و لا تكف سرا و علانية عن زيارتها للسعودية لـ \"إطلاع المسؤولين هناك على الوضع في اليمن و التشاور معهم\"، و أيضا من أجل ما يقول عنه المثل اليمني \"حج و لقاط مسابح\".
و ما لقاءات ما يسمي بأقطاب الأزمة اليمنية من سلطة و معارضة ومباحثاتهم و حواراتهم المباشرة و غير المباشرة مع الخليجيين و مبعوثي الأمم المتحدة و الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي إلا مجرد قناع لاخفاء حقيقة تتكشف ملامحها تدريجيا مع الأيام و هي أن المشكلة ليست في ما إذا وقع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية أو لم يوقع بقدر ما هي في ارضاء السعودية و طمأنتها و اقناعها بأن اليمن سيبقي في يدها و تحت نفوذها بعد رحيل صالح كما كان عليه إبان حكمه.
يدعم هذا ما ورد في بعض التسريبات من أن الملك السعودي لن يرضي إلا أن يعرف من سيرأس اليمن بعد صالح و يوافق عليه. و على هذا فربما كان المطلوب أجراء انتخابات صورية لذر الرماد في عيون اليمنيين جميعا و إيهامهم بأن الرئيس القادم خيارهم هم لا ما اختارته و رضيت عنه الرياض؛ طبعا بعد تسويقه و تبهيره ببهارات يمنية صرفة.
الرئيس صالح بدوره صرح أكثر من مرة بأن الملك السعودي يدعمه و إن كان بعض الأمراء متعاطفين مع الطرف الأخر.
أما الأمريكيون فإنهم لا يريدون لعلاقتهم مع السعودية أن تسوء كما ساءت أثناء الثورة المصرية، و يرون أن موافقة السعودية على أي حل يُتوصل إليه ضرورية، لأن اليمن سيكون بحاجة ماسة في الأيام القادمة إلى الدعم السعودي.
هذا الدعم - و الحق يقال - سخي و لم ينقطع لا في الماضي و لا في الحاضر لا عن أقطاب السلطة و لا عن أقطاب المعارضة؛ و لو أنه - على كثرته - كان \"لله و في الله\" و أنفق فيما ينفع البلاد و العباد لما كانت أوضاع البلاد على ما هي عليه الآن و لما كنا في كل عام أحوج إليه منا في العام المنصرم. و لكنه للأسف يذهب لشراء الولاءات و تقوية النفوذ و وضع البلد كاملا تحت العباءة السياسية للسعودية؛ من رئيس الجمهورية إلى أصغر شيخ.
و لتكتمل الصورة وضوحا، فقد كشف المستشار الصحفي للرئيس صالح مؤخرا عن صفقة سياسية تجمع بين نقيضي بقاء الرئيس صالح في السلطة و تحقيق أهداف الثورة (ليس واضحا حتي الآن عن أية ثورة يتحدث). الصفقة التي يتحدث عنها الصوفي ليست بين الرئيس اليمني و الشعب الثائر عليه و لا بينه و بين أحزاب المعارضة و إنما - يا للعجب - بينه و بين الملك السعودي.
قبل أيام قليلة أعلنت أحزاب المعارضة تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة و الانتقال بها إلى مرحلة الحسم. و عقب الإعلان عن تشكيلة المجلس الوطني هذا، خرجت أحاديث عن إحياء المبادرة الخليجية من جديد (سبحان الحي الذي لا يموت!). هذه المبادرة أصبحت كمسمار جحا، و لا غاية لها سوى استنزاف الطاقات الثائرة و إرباك كل خطوة تسعى لحسم الثورة و استكمال مراحل إسقاط النظام.
و أخشى ما نخشاه أن لا يملك هذا المجلس من أمره إلا أن \"يتعامل بـإيجابية مع هذه المبادرة\" و أن لا يجرؤ بعد كل هذا الوقت على أن يقول للسعودية و مبادرتها كفى لا سيما و لحوم أكتاف رؤوسه الكبار من خيرها.
و إذا ما حدث ذلك، فإلى أن يتكرم الملك السعودي على الثوار و يأذن لهم بالحسم فأن الحال ستظل على ما هي عليه الان، مهما قال الجندي و صرح قحطان و أعلن حميد الأحمر؛ اللهم إلا:
1- أن تعود الثورة المغتصبة إلى شبابها من جديد و يعود شعار \"لا حزبية لا أحزاب. ثورتنا ثورة شباب\" إلى الساحات.
2- أن لا يكون بقاء المرابطين في الساحات مرهونا بوجبات أكل و معونات اعتصام خارجية (كجزء من دعم سعودي أو خارجي مثلا و إن ببهارات يمنية).
3- أن يرفض شباب الثورة وصاية العسكر الموالي لثورتهم و حمايته الوهمية لهم.
4- أن يتخلى المستجدون للدعم الخارجي في الداخل و الخارج عن أوهامهم.
5- أن تتوجه الانظار و تتقدم الخطى جميعها باتجاه ميدان السبعين و دار الرئاسة.
قال الشاعر: ما حك جلدك مثل ظفرك … فتولَ أنت جميع أمرك