مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن عاجل : الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها
مأرب برس – خاص
لقد كان من الطبيعي أن يصبغ نظام الحكم بالطابع العسكري فهذه الدولة هي نتاج فكري وعملي للأيدي عسكرية وجماجم وطنية وأرواح طاهرة انقرضت وصارت ذكرى غالية تحكي عن ثورة , وجد الشعب نفسه معها واليوم لا اثر لأهدافها النبيلة ومبادئه العظيمة إلا بصور شكلية نسبية .
وحين نفتش في صفحات التاريخ السياسي سنجد أن بعد اغتيال الرئيس الشهيد (الغشمي) دخل اليمن(الشمالي) منعطف جديد ومرحلة حرجة تطلبت ظهور شخصية كاريزمية تتمتع بالدهاء والحكمة والنزعة الذاتية نحو السلطة لكي تتولى قيادة البلاد وتحافظ على الثورة والنظام الجمهوري من أطماع الملكيين ومن الصراعات التي قد تخلق في أوساط قيادي الثورة وأصحاب النظام , وبالفعل تم الاتفاق على شخص الرئيس على صالح والذي استطاع أن ينقل اليمن نقلة نوعية رغم المشكلات والحروب التي دخل بها وتمحورت سياسة الرئيس حول أرضاء ومواله القبيلة وأصحاب النفوذ والقرار في المجتمع والدولة وإقامة علاقات المصاهرة والنسب. إلا أن النظام تناسى واغفل بعض الأهداف والمبادئ الرئيسة للثورة والجمهورية وهكذا تشكل النظام بزعامة الصالح في ظل تلك الظروف الموضوعية (عدم الاستقرار السياسي وموجة الاغتيالات ورغبة قوية للقبيلة بامتلاك السلطة) , لكننا لا ننكر حكمة وبراعة الرئيس الصالح ودوره الايجابي في الحفاظ على الجمهورية خاصة أنها كانت ما تزال في مرحلة الطفولة وهاهي ألان قد شاخت بين أحضان الصالح ولا ندري من سيموت في حضن الأخر . .
قد يقول البعض أن ذلك النظام الذي تشكل في السبعينات من القرن الماضي بعد اغتيال الغشمي لم يكن نتاج للديمقراطية أو لأي عملية انتخابية من قبل الشعب وإنما كان للرغبة فئات معينة كانت تمثل الشعب رغم انفصال الشعب عنها إلا أننا نرد على هذا التحليل بان تلك الفترة لها خصوصيتها وواقعها فالشعب غير متعلم والنظام غير ديمقراطي لذلك يحسب للرئيس مسئولية إنقاذه للدولة من الغرق والشتات في تلك الفترة إلا أن ما يأخذ عليه هو عدم إيمانه بالعملية الديمقراطية حتى بعد أن اعترف بها وصارت شكل من أشكال الدولة الحالية .فلو كان تنازل عن كرسي الحكم ولو حتى بعد حرب الانفصال 94 م لما وصلت البلاد إلى ما هي علي ألان .
فذلك النظام قد انتهج منذ أن وطئت قدمه للعرش سياسة فاشلة وفاسدة قصيرة المدى وغامضة المضامين تحملها أكتاف القبيلة وتوجهها القبعات العسكرية . أدت إلى ظهور طبقة (بيضاء بقلوب سوداء) لا تعرف سوى مصلحته وتنظر إلى( الحكم على انه مجرد رغبة سلطوية لا بد أن يتركه الناس في أيدي قلة من الخبراء وذوى المهارات والنزعات الذاتية) .
وهكذا بسب قصور الوعي والرؤية الضيقة لهذه الطبقة الحاكمة أصيب النظام بالشلل السياسي والجمود الإداري والعقم الخطابي لكثرة ما يفرزه من مبادرات وخطابات ميتة لا تخدم سو ى جسده الملطخ بدماء الشعب والتي أقحمت الوطن في حالة فوضى مستنيرة وواعية وضعت النظام في فوهة المدفع بينما(الشعب ,الأحزاب السياسية,الأطراف الدولية..)منشغلون بحمل المشاعل البيضاء التي تطالب بحقوق أولئك المظلومين.
ولن تخرج الدولة من هذه الورطة أو المنزلق الخطير التي هوت فيها إلا إذا دفنت تلك السياسات الفاشلة التي ابتكرتها في لحظات ضعف فردية وقامت بالتجديد والتغير.
فدخول الدولة في صراع سياسي وعسكري مع الحوثيين لم يكن بمجرد الصدفة أو كما تروج له الدولة ومهما تعدت وكانت الأسباب والدوافع الحقوقية أو الشخصية فان هذه الجماعة أو المجموعة من مواطنين صعدة (الحوثيون) قد وجدوا أنفسهم خارج النص السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتفطنوا إلى انحراف العملية الديمقراطية عن مظلة الجمهورية. لذلك رأت هذه الفئة في نفسها الأحقية لأي نظام فردي قد يظهر ويتشكل ولو تحت مظلة الجمهورية .
وفي ظل هذه الديمقراطية المأزومة التي يتشدق النظام بها بلا استحياء وخجل وجد المهمشين والمضطهدين أنفسهم يمارسون حق من حقوقهم الإنسانية والشرعية ويتشكلون ويندرجون ضمن جمعيات وحركات شعبية تحتضن مطالبهم البسيطة والكبيرة وأولها (حق تقرير المصير) .
وحين نفخ حسين الأحمر في البوق واحتشدت قبائل حاشد تبحث عن تلك المكانة الكبيرة التي بدأت الدولة تتجاهلها نسبيا وتدريجيا بمساندة منظمات المجتمع المدني وفئة المثقفين في الشعب إضافة إلى ارتفاع مستوى الوعي لدى المشايخ وبعض أبناء القبائل خاصة وان فيهم المتعلمين وأقلية من المثقفين والذين لهم حق في هذه الدولة والوطن ومن الأكيد أن هنالك الرجعيين الذين مازالوا يروا في أحقية القبيلة بالحكم وهذه ما نقول له لا إلا إذا كان بطريقة ديمقراطية .
وهكذا لم يبقى للدولة أي وسيلة للتدافع بها عن نفسها وتبرر أخطائها إلا بالقمع العسكري و الإعلامي والترويج بالوحدة والدفاع عنها من الانفصاليين والمرتزقة وبنفس الوقت حولت اتجاها نحو الجهور وأهملت الأحزاب السياسية في محاولة يائسة من خلال طرحها للمبادرات والخطابات الرنانة والمشاريع المزيفة أو الشكلية والوقتية لمصالحة الشعب وامتصاص ذروة غضبه وثورته ضد الظلم والفقر والبطالة الخ ..........
نقول لكم كفوا عن التشدق بالوحدة والمبالغة المتمادية فإذا كانت الوحدة هي الحصانة الوحيدة التي ستشرع لكم قمع الشعب فهنا نقول لكم لا الوحدة هي العقيدة التي ترسخت في قلوب أبناء الشعب وسيواصل هذا الشعب النضال السلمي والديمقراطي حتى يتحصل هذا على مطالبه وحقوقه وتستعيد الوحدة وجهه الأول والحقيقي وستتمخض عن هذه الفوضى السلمية نظام سياسي جديد يضم أبناء الوطن خاصة بعد أن يعود كل أبنائه من الخارج .
رسالة :إلى كل الأحرار في هذا الوطن الكبير اتحدوا ولا تستلموا ولا ترضوا بالقليل ولا تتنازلوا عن مبادئكم السامية (العدالة الاجتماعية ,الديمقراطية الحقيقية ,التنمية ,محاربة الفساد ,التداول السلمي للسلطة ...الخ
amr_090@hotmail.com