عبد ربه هادي ودور (الواد سيد الشغال)
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع و يوم واحد
الإثنين 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:24 م

قامت ثورات الربيع العربي لخلع الحكام المستبدين فنجحت 3 منها حتى الآن ، أما في اليمن فقد رفض فيها صالح الإمساك بمعروف خلال 33 سنة ورفض التسريح بإحسان خلال هذا العام ، فالعشق والحب من طرف واحد جعله متيما بالسلطة حدا يجعله غير قادر على مفارقتها أبدا ، و كل دعاوى التفريق التي أقامها الشعب ضده وخرج لأجلها شهور لم تجدي نفعا ولم ترغمه على مفارقة معشوقته الأبدية ، ولكن بعد تدخل الوسطاء ومنهم المأذون الزياني والفقيه ابن عمر وقع الطلاق للسلطة بالثلاث .

ولكن ما كان يظنه الجميع طلاقا بائنا بينونة كبرى وكل طرف يذهب لحال سبيله كان لصالح رأي آخر فيه فقد راوغ كعادته ووافق على الطلاق هذه المرة وعينه تذرف الدمع اربع اربع و لكن أضمر في نفسه أن يعود لها بعد أن يدخل عليها رجل غيره يوافق على القيام بدور المحلل .

و كل المظاهر في قصر الزوجيه تقول أن هذا هو الحاصل فعلا ، فبعد التفريق الذي شهدته قاعة الرياض للأفراح والمناسبات تم في نفس الليلة عقد قران الشاب الخلوق عبد ربه هادي على صاحبة الصون والعفاف السلطة ، وظن الناس أن صالح قد خرج من حياتها إلا أنه فاجأ الجميع فعاد مسرعا، وقبل ليلة دخلة العريس الجديد يوم أمس الأحد ( الذي كان يجب أن يكون يوم استلام السيد النائب لصلاحياته الرئاسية ) فاكتفى العريس الجديد فقط بالتقاط الصور التذكارية والابتسام للحضور وتلقي التهاني والاستماع لزفة العروس ( رشوا العطورالكاذية على العروسة الغالية )،و ( عواش الليلة عيدها ). ثم أخذ بالثناء على طليقها في حالة تذكرني بقصة امرأة اشتهرت في منطقتها بأن الناس ينادونها باسم زوجها فيقولون \" مرة عبده \" وحتى بعد طلاقها منه بقي الناس يدعونها مرة عبده فلما تزوجها أحد رجال القرية بقي هو الأخر يناديها بمرة عبده ، وهذا ما فعله العريس الوسيم في الإجتماع الذي ضم لفيف من الأصدقاء والمقربين من حزب المؤتمر الشعبي العام حيث لم تخلو كلمته من تذكيرنا بأن السلطة التي اقترن بها هي ملك يمين فخامة الرئيس في صورة مقززة لا تعني سوى أن الرجل يقوم بدور المحلل وربما أنه قد طلق في نفس يوم زفها اليه ، وستعود الى احضان صالح بعد ان تتربص بنفسها ثلاث اشهر هي الفترة الإنتقالية التي أقرها المأذون الخليجي بدلا عن اربعة أشهر وعشر .

شخصيا صدمت من موقف النائب وصدمت أكثر من موقف المعارضة فصالح مارس خلال اليومين المنصرمين صلاحياته كرئيس كامل الصلاحية فأخذ يصدر الأوامر والتوجيهات ويتخذ القرارات ويدير الإجتماعات كأن شيئا لم يكن والجميع في حالة ذهول دون اعتراض يذكر ، وحتى الاعتراض الخجول هو الآخر معيب في حقنا جميعا فاستمرار صالح في مغازلة السلطة بل والعيش معها والخلوة بها خلوة غير شرعية هو نوع من أنواع الدياثة السياسية الذي يجب أن لا يقبل به أحد لديه غيرة وكرامة ..

و أخيرا ليس أمام عبد ربه إلا أن يكون رئيسا باقتدار أو أن يرضى أن يكون تيسا مستعار، ويرضى أن يقوم بدور شبيه بدور عادل إمام في مسرحيته الشهيرة ( الواد سيد الشغال ) مع الفارق الواضح بين سيد الشغال وسي عبده أن الأول فرض نفسه وشخصيته والثاني ربما لم يستطع ولن يستطيع أن يقوم بواجباته وصلاحياته التي منحته أياها المبادرة الخليجية وبمباركة أممية . هذا الدور لا نقبله له أبدا وإن كان لديه مشاكل لا يريد الإفصاح عنها فعلى المعارضة أن تتلقف هذا الأمر وتبادر هي بإعداد خلطة العريس لإخراجه من عقمه هذا أو أن تقرأ عليه لفك الربط الذي عُمل له من قبل صالح الذي لن يقبل أبدا أن يمس السلطة غيره وسيورثها لابنه من بعده في مخالفة صريحة أخرى لمنطوق \" ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم \" .