آخر الاخبار

في الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى..أردوغان يوجه خطاباً شديد اللهجة إلى زعماء العالم - بماذا توعد نتنياهو؟ في الذكرى السنوية الأولى لـ طوفان الأقصى.. أبو عبيدة يتوعد بأمر .. شاهد هيئة الإسناد اللوجستي تعلن جاهزية دوائرها لتنفيذ كافة المهام المنوطة بها وفق توجيهات قيادة وزارة الدفاع حملت المليشيات مسؤولية سلامته.. نقابة الصحفيين تتحدث عن مصير مجهول للكاتب محمد المياحي جيش الاحتلال يكشف نتائج الهجوم الحوثي الصاروخي الذي استهدف تل أبيب اليوم أكاديمي يمني يعري أحد ابرز قيادات الحوثي التي تنتحل منصبا رفيعا في جهاز المخابرات أطفال مأرب يطالبون الأمم المتحدة القيام بدورها الانساني تجاه أطفال غزة ويعلنون التضامن مع منظمة الاونروا الخزانة الأمريكية توجه أقسى عقوبة على رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وتضع 9 من شركاته في قوائم العقوبات تعرف على قائمة الهوامير الذهبية التي تضم أسماء 25 قياديا حوثيا تم مناقشة الإطاحة برؤسهم وكيل محافظة مأرب يكشف عن أكبر تهديد بيئي واجتماعي يهدد عاصمة المحافظة

ماذا لو خَسِرَت السعودية الحرب في اليمن؟
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 9 سنوات و يوم واحد
الثلاثاء 06 أكتوبر-تشرين الأول 2015 11:47 ص
تستطيع ببساطة شديدة، أن تُحدد الوقت واللحظة، التي تبدأ فيها إطلاق أول شرارة للحرب صوب عدوك، لكنك لا تستطيع تحديد نهايتها حتماً، وإن بدا لك في لحظة ما أنك تستطيع، لكنك في الحقيقة لا تملك ذلك، هذا هو تماماً، ما حدث مع تحالف عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية، وهذا هو واقع حالها في اللحظة الراهنة.
ما نُدركه جيداً أن السعودية لم تكن في وارد الدخول بهذه الحرب أساساً، لأنها لم تكن جزءاً من أجندتها أو استراتيجيتها يوماً، ولا ضمن خُطة لها أُعِدَّت سلفاً، فهي بالأساس لم تكن تملك رؤية أو مشروعاً، يجعل منها لاعباً قوياً في المنطقة، ورقماً مهماً يصعُب تجاوزه، بل إنها لم تكن معنية بمثل هذه الأمور أصلاً، طيلة الثلاثة عقود الماضية على الأقل، وحتى قُبيل مجيء الملك سلمان لسدة الحكم بيوم واحد، مع أنها كانت تملك كل المؤهلات والإمكانات اللازمة لذلك.
بالمقابل كان عدوها يُعد العدة لهذا اليوم، فقد استطاع امتلاك الرؤية والمشروع، اللذَيْنِ افتقدهما هي، ومعها بقية دول الخليج والعرب مجتمعين، فالتوسع في المنطقة والتغلغل فيها، كان وما يزال إلى اليوم همه الأول، كما أن الوصول لبلاد الحرمين "مكة والمدينة" هو جوهر أهدافه.
يُخطئ من يظن بأن رحى الحرب، الدائرة في اليمن، منذ ما يزيد عن ستة أشهر، هي بين تحالف الحوثي وصالح من جهة، وبين المقاومة الشعبية أو حتى تحالف عاصفة الحزم من جهة أخرى، وإنما هي حربٌ إقليمية، بين السعودية وإيران، تجري على الأرض اليمنية، هذا هو توصيفها الدقيق والحقيقي، الذي يفهمه حتى البلهاء.
السعودية التي دُفِعَت لهذه الحرب دَفعاً، حين استفاقت بعد طول سُبات، على فاجعة احتلال صنعاء، وقد اختطفتها إيران واستباحتها، بل وأرادت اغتصابها بوضح النهار، وعلى أعين الملأ، في سلوك داعر، ينبئك عن المدى الذي وصلت إليه تلك الدولة في فجورها وعربدتها، كما في عُهرها السياسي، الذي تجرَّد من الحياء واللباس معاً، فبدا أمامها "أعني السعودية" مشهد ذلك الجسر الجوي، الذي ما لبث غير بعيد، حتى امتد بين طهران وصنعاء، وكأنه حبل مشنقة قد التفَّ حول الرياض وليس صنعاء.
لم يكن بوسع السعودية بعد ذلك التعري والسفور الإيراني، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، فأيقظ فيها كل قواها الكامنة، سوى الولوج إلى دائرة الفعل، دون كثير اكتراث بالنتائج التي قد تعقُبه، لتبدأ من فورها بوضع حدِ نهائي له، بالكيفية التي رأيناها جميعاً.
أما اليوم، وبعد أن دخلت الحرب في اليمن شهرها السابع، بل والأهم من ذلك، بعد التطور الكبير الذي حدث في الملف السوري، وقرار روسيا الأخير بالتدخل المباشر هناك، ثم تأكيد ذلك بإرسال طائراتها ومقاتليها إلى الأراضي السورية، فلم يعُد بمقدور المملكة العربية السعودية أن تخسر هذه الحرب على الإطلاق، كما لم يعُد بوسعها أن تتراجع ولو خطوة واحدة إلى الخلف في الملف اليمني، لأن ذلك سيعني حتفها ونهايتها، هكذا ببساطة.
لا يمكن للسعودية أن تخسر الحرب التي بدأتها في اليمن بأي حال، لأنها لم تعُد حرب اليمنيين وحدهم، بل هي لم تكن كذلك أصلاً منذ البداية، وإنما كانت وماتزال حربها هي بالدرجة الأساس، وقد أضحت اليوم بالنسبة لها حرب وجود، بها ومن خلالها، تكون أو لا تكون. 
باختصار .. لم يعُد أمام السعودية في هذه الحرب من خَيار.. سوى الانتصار .. وما عدا ذلك ... انتحـار.

محمد الصالحيأخلاق النصر ..
محمد الصالحي
مشاهدة المزيد