مسيرة الكرامة
بقلم/ د.فيصل الحذيفي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الإثنين 29 إبريل-نيسان 2013 07:46 م
قرر شباب الثورة في الحديدة أن ينظموا مسيرة الكرامة إلى المنافذ اليمنية على الحدود السعودية، ردًا على التعسفات الظالمة التي تقرها السلطات السعودية تباعًا ضد المغتربين اليمنيين في ظل سكوت حكومي مطبق، وقد ذكرت بعض المصادر أنه تم ترحيل ما يربو على مائتي ألف مغترب دون ذنب أو جريرة يحملون أوراقا رسمية، ودخولا رسميا وتأشيرة مدفوعة الثمن بالملايين..
ثمة مراكز قوى في اليمن عميلة للسعودية في السلطة وفي المجتمع تتمنى عدم نبش الموضوع، وتريد أن يمر مرور الكرام حتى ترضى عنهم السعودية باعتبارهم عملاء مخلصين ينحنون إلى أسيادهم هناك بكل حب وإخلاص ويتسيدون على اليمنيين هنا بكل قبح وإذلال، سبق لهم أن باعوا الأرض حين اسقطوا اتفاقية الطائف دون تفويض شعبي وباعوا العرض حين شرعوا الزواج السياحي للمتاجرة باليمنيات الفقراء، ولم يتركوا لنا شيئًا نذكرهم عليه.
ندعو كل القوى السياسية والاجتماعية - حتى لو لم تكن راضية عن هذه المسيرة - أن لا تعيقها وأن توعز لأتباعها أن ينضموا إلى مسيرة الكرامة حتى لا تشملهم تهمة العمالة الفاضحة التي شملت غيرهم، فالسياسة الوطنية هي دوما متحيزة للمواطنين وليس للخارج العابث بمصالحنا.
نشير إلى أن برنامج المسيرة مفتوح لمشاركة جميع اليمنيين وقد تحدد موعد المسيرة يوم 10 مايو 2013، وستكون المسيرة متنوعة ما بين راجلة وراكبة والدعوة خاصة وملحة إلى الصحفيين والإعلاميين اليمنيين بأن يغطوا الحدث كونه رسالة للعالم على ما يعانيه اليمنيون هناك من بؤس وشقاء واستهداف بالتخلص منهم لسبب واحد كونهم يمنيين أحرارا يعملون في مملكة العبيد..
النظام السعودي ليس له دستور يحتكم الناس إليه حتى نحاججه به، ولكن النظام يقول، كذبًا وزورًا، إن دستوره القرآن، وليس للنظام من قوانين يحتكم الناس إليها بحثا عن العدالة، ولكن النظام يقول، كذبا وزورا، إنه يحتكم إلى الشريعة الإسلامية ؟؟؟؟
ويا للعجب ؟؟؟.. هل الشريعة الإسلامية تحرم (حق العمل)، وهل تحرّم (حق التنقل)، وهل تحرم (حق التملك)؟، بينما كل هذه الحقوق هي حرام على اليمنيين.. إلا بالتحايل وبشق الانفس.
كل هذه الحقوق الأساسية في النظام السعودي للإسلام الوهابي الصحراوي ((الإسلام حقهم فقط)) يجري فيه بإمعان تحريم هذه الحقوق على اليمنيين، لأن الإسلام الذي جاء به المصطفى محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم - يحترم حقوق الإنسان الأساسية هذه ويجرّم من ينتقصها، أليس هو القائل: ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه...)) إلا إذا كان السعوديون يعتبروننا من عرب الجاهلية فهذا شيء آخر .
إنهم ينتهكون حدود الله فالآية القرآنية قد دعت الإنسان إلى البحث عن الرزق في ارض الله، يقول الله تعالى في محكم كتابه: ((وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)).. علمًا بأن اليمنيين وعموم العمالة الأجنبية تشقى وتكد من اجل أن تسدد ما عليها من التزامات للسعوديين الذين يمتهنون بيع فيز العمل والكفالة ويتلقون من ورائها أموالًا طائلة دون جهد، ويبيعون الناس ويشترونهم كالعبيد في زمن لم يعد للعبودية وجود سوى في عالم العبيد أنفسهم.