حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
* نبيل الصوفي
أولا، وليعذرني القارئ، فأنا أعتقد أن اليمن تعيش فشلا أكثر من كونه فسادا، فيما يتعلق بالإدارة المالية . وأن الفساد الحقيقي الذي يطحننا هو في الخطاب السياسي، والأداء الإداري. ليس إلا . ماليا ليست لدينا، ظروف يمكن خلالها الحديث عن النزاهة، أو لنقل لو أن كلاً منا أشخاصا ومؤسسات، قبل أن يخطب ضد الفساد، التفت للداخل، إما كشخص أو كمؤسسة (حزبا، أو شركة، أو جمعية خيرية أو حتى أصدقاء ومقربين)، لكان عليه أن يعدل خطابه مالايقل عن 70%. لا أقول أنه سيتواطأ مع الفساد ولكنه سيجد أن غيره يمكن أن يسقيه من ذات الكأس، طالما والأمر مجرد تقييم أخلاقي منبعه أن من نحب ونصادق نزيه، ومن نختلف معه سواء كان مصيبا أو مخطئا، مجروح الذمة. وللكل محبين . وباعتقادي أن الإكثار من الحديث عن الفساد المالي، حيث يمكن لأي منا يختلف مع أي آخر، أن يتحدث بكل سهولة عن ذمته المالية الفاسدة، ليس إلا تعبير عن الفساد الآخر، السياسي والإداري، فليس أسهل من أن تتهم بما لم يطالبك أحد بإثباته، وهو مايتعلق بالذمم المالية، فنحن مثلما أنه ليس لدينا إدارة رشيدة، ليس لدينا تهم رشيدة؛ أيضا . وباعتقادي أن أسوأ تأثيرات كل هذا هو دك الجدر التي يقف عليها احترام الأشخاص، طبيعيين أو اعتباريين . إن فساد خطابنا، العشوائي قلل من قدرتنا على احترام الأشخاص والمؤسسات. وهذه هي روح الثقة العامة التي هي قاعدة التعايش اتفاقا واختلافا. وهي التي تفرق بين الخصومة داخل المجتمعات السوية، وخصومات أصحاب السوابق، وأعضاء العصابات . في المجتمعات السوية، فإن الاتفاق والاختلاف ليسا هما من يحدد فاعلية هذه القيم (ولايجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا)، وإلا صار الحوار -مجرد الحوار كفكرة قبل أن ينتج اتفاقا أو اختلافا، يؤدي ذات الوظيفة التي تؤديها الرصاصة والخنجر .* قال زميل إن على كاتب هذه السطور، أن يحفظ له حقه من منحة مالية أميركية قدرها بـ400 ألف دولار، زاد أيضا أن مبالغ قريبة منها تسلمها كل من صاحب هذه الصحيفة، وزميله سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء. وقبلها كانت أرقام مختلفة التقدير ظلت -تقدر ميزانيات ضخمة لـ(الوسط، والنداء، ونيوزيمن)، ثم -وجراء ذلك التقدير، تضطر للتهويم في البحث عن المصادر . وهذا الأسبوع كتبت صحيفة (الميثاق) عن زملاء مهنة، باعتبارهم في الطريق إلى (الموساد). وكتب قبلها في صحيفة أخرى ماهو مثل ذلك وأسوأ تجاه كاتب هذه السطور، ويكتب دوما وأبدا بذات الطريقة عن مختلف معهم، لدى زملاء في صحف لن نسمها، بعضها لاحترامنا لأصحابها، وبعضها لأن على المرء أن يحسن اختيار من يعلن مخاصمته . لست في معرض الرد، حتى لا أضطر للشكوى من تحديات نحن وإياها في نقطة التحول، إما أن تهزمنا وإما أن نتجاوزها . لكني فقط أنبه إلى أن فساد خطابنا السياسي، وفشل أدائنا الإداري كمجتمع ومؤسسات، ولد فقداناً عميقاً للثقة إن بالأشخاص، أو حتى بالنظم التي يعمل في سياقها الجميع . وهي -أولا- من تتحمل مسئولة مثل هذا الخطاب، ليس الموجه لنا -الصحفيين- بل إنه يمكنك أن تجده في آلاف المواقف والخطابات ضد آخر نترخص في رميه بالتهم لمجرد أننا نختلف معه، مع أنه من السهولة تبادل ذات التهم، في عمليات انتحارية ليست في صالح أحد . نعم هناك من يكسب دعماً وعوناً بقدر سوئه وسهولة تعديه على الشخصيات والمؤسسات، ولكن ليس هذا مانتحدث عنه، ومع سوء ذلك، فأنا أتفهم سوء كل من يوفر له سوؤه مصاريف ولو على حساب الأخلاق العامة، فليس كالجوع رذيلة. ومن يعجز عن الحياة كريما، فله أن يعتاش بمايقدر عليه. وكل حيث يضع نفسه . الذي أتحدث عنه، هو تجاه هذا الممول، وتجاه كل من يفعل ذلك السوء بنية حسنة، وجدية «وطنية ». خاصة أن مثل هؤلاء الذين يتحدثون عن الأموال الأميركية الطائرة بدون ضابط قانوني -كأنها طائرة البراديتور التي قتلت (أبو علي الحارثي ) - رحمه الله في -مأرب . من يفعلون ذلك.. أمامهم تجربة مع مؤسسات يمنية عالية المقام، توزع الحوالات، والعطايا خارج النظام العام، وضد الدستور والقانون. ومن ثم فهم يعتقدون أن جورج بوش يمكنه أن يفعل ذات الشيء، مع أنه لو أمكنه ذلك -ولا أظنه يقدر أبدا- فإن خياره سيكون تجاه القادرين على الأمر والنهي. وهم في الحقيقة « لايقصرون ». إن الدعم المالي من كل جهة مانحة لها شروطها، وهي عمليات تمارس في العلن، وفق اتفاقيات تتوجب إعلانها كلما تم شيء منها، وعلينا إما أن نثق بهذه الشروط، وإما أن نعمل بفنية لتجويدها، أما استمرار إدانة بعضنا البعض، فإنه لن يحمي وطنا ولن يحترم مشروعية . وعفوا لكل رفقاء المهنة المتعبة (بكسر العين وفتحه معا ).